الأخبار

(أبعاد برس) تنشر حواراً من حلقتين، أجرته صحيفة (السوداني) مع مرشح لمنصب رئيس الوزراء

147

المرشح لمنصب رئيس وزراء الفترة الإنتقالية د.بشير عمر فضل الله لـ (السوداني): من (1-2)

= ترددت في قبول المنصب ومن رشحوني قالوا لي الحصة وطن فاستجبت لنداء الوطن

= مبادرة ترشيحي تسعي لاستصحاب نبض الشارع وصوت الشباب وهموم لجان المقاومة وشعارات قوي الثورة

= علاج الأزمة الإقتصادية وحل معضلة معاش الناس وتخفيف الأعباء عن الشرائح الضعيفة ليس أمراً عصياً علي الحل

= لدينا رؤية واضحة لمعالجة كافة المشكلات ونعتمد سياسة راشدة وخلق علاقات متوازنة مع المكون العسكري وحركات الكفاح المسلح

خلال الأيام الماضية ظهرت مبادرة قومية انطلقت من المنطقة الغربية بالسعودية لترشيح القيادي بحزب الأمة القومي ووزير المالية في فترة الديمقراطية الثالثة والمستشار والخبير الإقتصادي السابق ببنك التنمية الإسلامي بجدة الدكتور بشير عمر فضل الله ليتولي منصب رئيس مجلس الوزراء خلال الفترة المتبقية من المرحلة الإنتقالية التي بدأت قبل فترة بطرح مسودة الدستور الإنتقالي ثم الإتفاق الإطاري تمهيدا للإتفاق السياسي الشامل الذي تعقبه عملية تشكيل أجهزة ومؤسسات الحكم الإنتقالي وهياكله المختلفة حيث تم تداول العديد من الأسماء والمرشحين مثل عبد الله حمدوك، إبراهيم البدوي، نصر الدين عبد الباري وغيرهم من الشخصيات لكن يبدو ان حظوط الدكتور بشير عمر فضل الله هي الأكبر والأوفر ولإستجلاء الموقف ومعرفة التفاصيل وملابسات عملية الترشح ورؤية المرشح للفترة المقبلة التقت (السوداني) بالدكتور بشير عمر فضل الله بمنزله بحي السلامة بمدينة جدة فكانت التوضيحات علي النحو التالي .

د. بشير عمر (وكالات)
  • حاوره في جدة: الهادي محمد الأمين
  • ظهرت مبادرة بغرض ترشيحكم لمنصب رئيس مجلس الوزراء ، ماهي ظروف ودوافع المبادرة والترشيح للمنصب ؟
  • حقيقة المبادرة طرحت من عدة جهات وكذلك من شخصيات تمثل السودانيين بالمهجر خاصة في المملكة العربية السعودية هؤلاء الأشخاص بينهم زملاء وهناك اكاديميون وخبراء ومحموعات أخري تمثل أحزاب وجهات ومهن وباختصار الذي طرحوا هذه المبادرة يجسدون السودان المصغر وبداية كان كانت النقاشات كلها تدور حول ضرورة وجود رؤية وطرح موضوعي وواقعي يهدف لإخراج البلاد من أزماتها ومشكلاتها .
  • يبدو ان المبادرة تمثل حزب الأمة القومي ؟
  • لا لا أبداً هي مبادرة ذات طابع قومي وهمها الوطن ونحن حريصون ان يكون الولاء في هذه الفترة للوطن فالبلاد مرت ولا زالت تمر بتعقيدات وتحديات وتحيط بها المخاطر من كل الاتجاهات فالمبادرة ليست مبادرة حزب الأمة وإن مان بعض شباب الحزب جزءاً منها مثلهم مثل الآخرين وأنا حقيقة كنت عازف وسبق وأن إعتذرت فأنت تعلم عظم المسئولية وكذلك التحديات التي تواجه أي شخص إذا أراد قيادة هذه البلاد في ظل الظروف الراهنة .
  • الأمر أقرب للمخاطرة والمغامرة
  • نعم نعم بالضبط لكنني قبلت التحدي والإستعداد لخوض التجربة فالبلاد تحتاج لجهود أبنائها المخلصين وهذه المرحلة من تاريخ البلاد تتطلب تضافر الجهود والتوافق وحشد الطاقات فالبلاد علي شفا جرف يكاد ينهار والحالة أقل ما توصف أنها مأساوية فالخراب والدمار طال كل مناحي الحياة وحقيقة نحن حينما نقابل كثير من المشفقين نخجل علي حالنا فيقولون أنتم اهل السودان تقومون بادوار عظيمة في مجالات النهضة والبناء والتعمير والتنمية خارج بلادكم وتفشلون في ذلك داخل بلادكم وهذه حقيقة
  • لماذا قبلت التكليف خاصة وأن الهمس يدور ان هناك عدد من الشخصيات طرحت لتولي منصب رئيس الوزراء في الفترة المتبقية من المرحلة الإنتقالية ؟
  • نعم نعم لكن أقول وبكل صدق أنني ترددت كثيراً في قبول المبادرة التي رشحتني لتولي منصب رئيس الوزراء فأنا زاهد في المناصب كما أن هذه الخطوة مخيفة وأصدقك القول أنني كنت أتوجس خيفة فتعقيدات المشهد العام لا تخفي علي أحد وهذا أمر أقرب للإمتحان في وقت حرج للغاية ولهذا أنا وكما قلت لك اعتذرت في الفترات الأولي لكن بعض المخلصين من أبناء الوطن ضغطوا وألحوا علي وكانت حججهم منطقية وموضوعية خاصة وأن المبادرة هي مبادرة قومية همها إنقاذ الوطن فقالوا لي “الحصة وطن” فقبلت المبادرة واستجبت لـ “نداء الوطن” وتوكلت علي الله فالواقع بظروفه الراهنة يتطلب جسارة وشجاعة وإقدام
  • ألا تتفق معي ان هذه المبادرة أقرب للفخ والكمين ؟
  • دعني أقول لك أنني قد لا اكون مقتنع لحد بعيد بنظرية المؤامرة وبالتالي لا أعتبر أن المبادرة لترشيحي لمنصب رئيس الوزراء فخاً او مؤامرةّ أو كميناً كما قلت أنت وأنا درست كل بنود هذه المبادرة وراجعتها عدة مرات واعتبرها تمثلي مثلما تمثل نبض الشارع وتخاطب هموم الشعب وفوق هذا وذاك فهي تلبي اهداف وشعارات الثورة ثورة ديسمبر العظيمة التي فجرها هذا الشعب العظيم الذي يتطلع للديمقراطية وهو تواق للحرية وينشد السلام والعدالة والإستقرار والعيش الكريم
  • ذكرت انك توجست خيفة بادئ الأمر ما هي اسباب هذا التخوف ؟
  • انظر للواقع يا أخي فهو لا يسر هذا ليس هو السودان الذي نعرفه قديما فالخلافات لم علي هذا النحو وانتشار خطاب الكراهية والإنفلات الأمني وحالة السيولة والإقتتال القبلي ووجود الجيوش المتعددة التي تعتبر مهدد أمني خطير هذا إلي جانب إنسداد الأفق علي المستوي السياسي وتفتت الجبهة الداخلية وحالة التشظي بالإضافة إلي الإنهيار الإقتصادي والفساد المستحكم في كل المفاصل وكما تتابع في هذه الفترة انتشار المخدرات والتهريب وغير ذلك من المهددات فهذه تمثل تحديات ومخاطر محدقة ببلادنا تحتاج لوطنيين مخصلين وحكماء همهم الوطن وإلي رجال إطفاء لإخماد كل نيران الفتن وربان ماهر يقود السفينة التي تواجه هذه الأمواح والأعاصير لإيصالها إلي بر وشاطئ الأمان والسلام والإستقرار وهو أمر ممكن وليس بمستحيل .
  • لم تحدثنا عن خلفيات هذه المبادرة ؟ مبادرة ترشيحي لرئاسة مجلس الوزراء تم التداول حولها قبل فترة وتم تكوين لجنة قومية برئاسة البروفسير عثمان عبد الكريم وفي خطوة عملية حدث توسع كبير في المبادرة وعضويتها والمنتسبين ثم إخطار السلطات السعودية في جدة للموافقة علي عمل حفل تدشين يبدأ بالمنطقة الغربية وبالفعل كان حفل التدشين كبيراً والحضور ضاقت بهم القاعة وكانوا يمثلون كل الشرائح والقطاعات خاصة الشباب والعنصر النسوي والوجوه الرياضية والمجتمعية فالحضور مثلوا كل أهل السودان في المهجر وهذا حفزني أكثر وبالتالي ذهب هاجس التخوف من التحديات واستدركت أن الكبار للتحديات الكبري والتدشين شكل عاملاً إضافياً وتم حينها طرح الرؤية والبرنامج والتصورات ثم بعدها جلست ورديت علي رسائل المبادرة بمذكرتين لكي تتكامل الجهود والدفع بها للأمام.
    هل طرحت اي رؤية خلال حفل التدشين؟
  • قلت أن البداية أو الأسبقية هي ضرورة الإبقاء علي السودان موحداً هذه مسألة أولوية وهذا لا يتم إلا بالإلتفات لمعالجة الأزمات المستفحلة في البلاد مثل الإنفلات الأمني ووضع حد للإضطرابات والإقتتال القبلي وإيقاف حالة السيولة الأمنية والإنهيار الإقتصادي والخروج بالبلاد من مربع اللاحكومة واللادولة فلا بناء ولا تنمية ولا إعمار ونهضة في ظل هذه الظروف والحال كذلك لا يمكن جذب مستثمرين او رأسمال خارجي او جذب تمويل واستقطاب دعم إقليمي وسند دولي في ظل هذه الأوضاع الشائكة مع التأكيد ان بلادنا تذخر بالموارد والثروات والإمكانيات لكنها تذهب لمكان آخر وكذلك من الممكن ان نحل ازمة الغذاء علي المستوي الداخلي بل والخارجي وهذا امر ليس ببعيد ولا مستحيل لكنه يحتاج لقليل من الضبط وحسن الإدارة وايضاً مكافحة الفساد والتهريب وحسم المفسدين الذين اصبحوا يشكلون مافيا تهدد الإقتصاد الوطني وكذلك من الممكن وضع خطة لدعم الإنتاج المحلي وحل الضائقة المعيشية والإهتمام بالشرائح الضعيفة وإعطاء اولوية للشباب والخريجين وفتح باب التدريب لهم وبناء خطة مشاريع تشغيل ومحاربة البطالة والعطالة .

المرشح لمنصب رئيس وزراء الفترة الإنتقالية د. بشير عمر فضل الله لـ (السوداني) : من “2 – 2”

= لن تنجح أي حكومة ما لم تعمل علي تفكيك نظام الثلاثين من يونيو 89

= نصحت حمدوك برفض عرض المؤتمر لتولي منصب وزير المالية في عهد عمر البشير

= هددني أحد الدستوريين واتهمني بأنني كنت السبب في تحريض حمدوك لرفض منصب وزير المالية…

= سنكون منفتحون على العالم الخارجي وبناء شبكة علاقات واسعة مع المجتمع الإقليمي والأسرة الدولية

= عملي ببنك التنمية الإسلامي بجدة أكسبني خبرات واسعة في التعامل مع مؤسسات التمويل العربية والخليجية وبنك التنمية الإفريقي وصندوق النقد الدولي والبنك الدولي

*طرحت العديد من الأسماء والشخصيات ورُشِحت لتولي منصب رئيس الوزراء وبناء علي ذلك وضعت معايير لإختيار الشخص برأيكم هل تنطبق هذه المعايير عليكم ؟

  • حقيقة المواصفات والمعايير بشكل عام تتمثل في أن يكون المرشح من التكنوقراط المستقلين أو كفاءة وطنية تكنوقراط مشهود له بالنزاهة والإلتزام تجاه قضايا الوطن والمواطن وان يكون متجرداً وألا يكون منحازاً لجهة
  • هل المبادرة قدمت حلولاً لازمات البلاد ومشاكله
  • المبادرة قدمت رؤية عامة وهي حتي الآن لا زالت في أطوارها الأولي لكنها وضعت ملامح عامة ورسمت رؤية اعتبرها رؤوس موضوعات لكن من جانبي عكفت فترة وانخرطت في كتابة برنامج متكامل وهذا البرنامج اعتقد انه سيتكامل مع مشروع قوي الحرية والتغيير وهي الأخري منهمكة في إعداد برنامج سيسلم للحكومة المقبلة
  • ماهي أبرز أولويات هذا البرنامج؟
  • أعتقد ان الأسبقية والأولوية تتمثل في الإلتفات لمعاش الناس ومعالجة الوضع المعيشي ومعاناة السودانيين ولا أحسب أن علاج الضائقة المعيشة او صعب أو من المستحيلات لكن هذا مرتبط بضرورة إحلال الأمن والإستقرار ولا يمكن ان تتحسن معيشة الناس في ظل إضطرابات أما الجانب الآخر فهو ضرورة الإلتفات إلي الإنتاج وهذا يشكل حجر الزاوية في التغيير ومن جملة ذلك الإنتاج الزراعي الذي يحقق الإكتفاء الذاتي وبالتالي التصدير للخارج وفي رأيي أيضاً أن رفع معدلات الإنتاج ليس أمراً مستحيلاً إذا توفرت مطلوباته
  • هل من الممكن تحقيق ذلك في ظل الواقع الراهن ؟
  • الآن نحن مواجهون بعدد من التحديات وهي التغير المناخي ، الحرب الروسية ، الأوكرانية ، كثرة النزاعات والاقتتال في دول الإنتاج الزراعي ومن بينها السودان فالإضطرابات تتسبب في ضعف وتدني الانتاج فالسودان إذا تحقق فيه التوافق ووحدة الجبهة الداخلية والإستقرار ووضع حد للتفلتات الأمنية فمن الممكن أن يكون من الدول التي تساهم إلي حد كبير في حل مشكلة الغذاء محلياً وإقليمياً وعالمياً
  • لكن هذه درجة عالية من التفاؤل ؟
  • لماذا لا نتفاءل إذا كانت كل المطلوبات متوفرة ما هو السبب الذي يدفعنا للتشاؤم ؟ نحن نمتلك اراضي زراعية شاسعة وواسعة ذات خصوبة عالية والمراعي الطبيعية موجودة بحانب المياه والأنهار ومصادر الري والمناخ الملائم للإنتاج ونمتلك الثروات والموارد فقط تنقصنا الإرادة والعزيمة وبقليل من حسن الإدارة يمكننا تحقيق ذلك فقط علينا ان نتوحد ونتكاتف حتي تستقر بلادنا وبعدها سنكون دولة يشار إليها بالبنان
  • لكن هناك تحديات ومعوقات دول دون تحقيق ذلك ؟
  • صحيح ولهذا لا بد من الإجتهاد في إزالة هذه المعوقات وهذا لا يتم إلا من خلال الرؤية الشاملة للإصلاح الكلي وهذا يبدأ أولا بإزالة حالة الإنسداد السياسي وحدوث وفاق وطني وتوحيد الجبهة الداخلية وكذلك من الأهمية بمكان الإلتفات للإصلاح في القطاع الأمني لا بد من وجود جيش قومي وطني مهني واحد وضرورة دمج قوات حركات الكفاح المسلح لإنهاء وضعية تعدد القوات وكذلك الإصلاح المؤسسي المتعلق بجهاز الخدمة المدنية والأجهزة العدلية وإدخال إصلاحات دستورية وقانونية وأعتقدت ان ورش قوي الحرية والتغيير قد استوعبت كل هذه القضايا باعتبارها المدخل الصحيح لسودان موحد ومستقر
  • بمناسبة ذكرك لقوي الحرية والتغيير هل مبادرتكم وصلت لقوي الحرية والتغيير ؟
  • الحقيقة تم عرض او قل إرسال نسخ وصور من المبادرة لرئاسة حزب الأمة القومي بالخرطوم وقد أخصعها للفحص والدراسة وهي قيد التشاور وفي تقديري الحزب سيوافق عليها فهي في عمومها لا تخرج عن إتجاهات الحزب ولا عن خط قوي الخرية والتغيير وكما حدثتك من قبل هي مبادرة تخاطب هموم لجان المقاومة والشباب وقوي الثورة وتنسجم مع شعاراتها المتمثلة في الحرية ، السلام والعدالة نحن أهل توافق وهدفنا جمع الناس وتوحيد صفهم وبالتالي أتوقع ان تجد المبادرة التأييد وان تحظي بالدعم
  • هل هناك جاهزية واستعداد لتولي هذا المنصب ؟
  • قطعاً إذا جاء التوقيت المناسب وتم التوافق علي برنامج سياسي يستوعب كل أو غالب أهل السودان انا بحمد الله أستند إلي رصيد من التجارب العملية والخبرات العلمية والتواصل مع العالم الخارجي فقد عملت خبيراً ومستشاراً بالبنك الإسلامي للتنمية بجدة لمدة 18 عاماً .
  • ماذا قدمت للبلاد خلال هذه الفترة ؟
  • أكون صريح معك أنا وعدد من الأصدقاء والزملاء كنا نفرق بين الحكومة والوطن وبالتالي رغم مواقفنا المعارضة لنظام الإنقاذ البائد الذي كان حاكماً للبلاد إلا أننا بذلنا مجهودات جبارة لدعم ودفع مشروعات تنموية وإنمائية وبنائية كثيرة بالبلاد بل وفي عموم بلدان القارة الإفريقية حتي قبل شهرين من الآن وقد كنت في زيارة إلي لندن قابلت المبعوث البريطاني للسودان وقد خاطبته واجتمعت به في لقاء مطول بأهمية دعم السودان والوقوف معه في ازماته ومحنته وقد كان إيجابياً معي وقال لي بالحرف الواحد إن العالم الخارجي بنتظر من السودانيين التوافق والتراضي علي تشكيل حكومة مدنية تحظي بمقبولية وهذا من شأنه فتح ابواب الدعم وتدفق
    التمويل .
  • ربما تتكرر ذات تجربة حمدوك ؟
  • في فترة حكومة حمدوك حدثت خطوات إيجابية مثلت إختراقاً جيداً من بينها رفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب وفي تقديري المهمة بالنسبة لنا هي تثبيت رفع اسم السودان من لائحة الارهاب وكذلك هناك مسألة إعفاء الديون الخارجية والتي تقدر بنحو 75 مليار دولار ومحاولة تسيير انسياب التمويل الدولي مرة اخري واستمرار برنامج المساعدات
  • كيف يتم ذلك ؟
  • من خلال المنح والقروض الميسرة فهي تمتد لفترة 30 عاماً بالنسبة للسداد و 10 سنوات فترة سماح مع وجود نسبة فائدة بأقل من 1% لكن اللجوء للتمويل يجب ان يسبقه عمل كبير علي المستوي الداخلي وترتيب البيت من (من جوة) من بينها محاربة الفساد والمحسوبية ومعالجة الإختلال الإقتصادي وإعطاء أولوية للضرائب والإهتمام بالإنتاج واذكر أنني حينما كنت وزيراً للمالية في عهد حكومة الديمقراطية الثالثة ان نجحت في مشروع الإصلاح الإقتصادي وجدنا أن هناك مؤسسات إقتصادية نسبة خسارتها وصلت إلي 75% وكان هناك تهرب ضريبي فساد وتجاوزات وقد ساعدنا البنك الدولي فالحمد لله تحولت هذه المؤسسات إلي مواعين إيرادية وزيادة الدخل فالعالم الخارجي مستعد لذلك وسيحفر معنا بـ (الكواريق) فالمطلوب منا كسودانيين ألا ندس هذه (المحافير) وهذا لا بد ان يتبعه إصلاح في الجهاز المصرفي واقصد هنا البنوك التجارية والأهم من ذلك إصلاح البنك المركزي وسن قوانين جديدة له تتماشي مع حركة الإقتصاد أو السوق العالمي فهذا من سأنه ان يؤدي لإنسياب واستئناف المساعدات الخارجية من المجتمع الدولي ومؤسساته .
  • وعلاقاتك انت علي المستوي الشخصي ؟
  • سأوظف كل علاقاتي الخارجية لصالح بلادي بدءاً من صناديق التمويل العربية والخليجية وكذلك بنك التنمية الإسلامي والبنك الإفريقي للتنمية وكذلك البنك الدولي وصندوق النقد الدولي وغيرها من مؤسسات التمويل وسأتفادي وأتجنب أوجه القصور والخلل التي وقعت في فترة صديقي واخي عبد الله حمدوك فقد كانت هناك العديد من الفرص الذهبية لكنها أهدرت بسبب التشاكس ونتيجة للتقطاعات والتناقضات والتجاذبات التي وقعت في ذلك الوقت وفوتت علينا هذه الفرص انا سياستي تقوم علي الإستفادة من الإيجابيات وتفادي السلبيات والإخفاقات واستغلال او استثمار الفرص وفي الجانب الآخر معالجة نقاط الضعف وتجنب المخاطر وتمتين وتقوية نقاط القوية التي تشكل الأساس لإنطلاقتنا هذه محاور مهمة للغاية حتي لا نكرر الفشل وننتج ازمات جديدة
  • كيف يتم التعامل مع صندوق النقد الدولي والبنك الدولي ؟
  • أحدثك من منطلق تجاربي وخبراتي العملية وكذلك من جانب انني خبير إقتصادي ووزير مالية سابق وكمستشار في هذا المجال لمؤسسات إقتصادية كبيرة وأقول لك انا لست مع شعارات لن يحكمنا البنك الدولي فهذه شعارات آيدولوجية يرفعها بعض اليساريين واليمينيين فنحن لا نستطيع الإستغناء عن هذه المؤسسات
  • وهل نقبل الروشتة التي يفرضونها علي البلدان لإفقارها ؟
  • وليس بالضرورة حدوث ذلك وهذا لا يتم إلا من خلال موازنة ومعالجة مهمة مثلاً نقوم برفع الدعم ولكن من الأهمية لمكان معالجة الإفرازات والمضاعفات التي تخلفها هذه السياسة وتجنب الأضرار التي تقع علي الشرائح الضعيفة وذلك مثلا من خلال تطوير مشروع دعم الأسر المباشر كبرنامج “ثمرات” هذه واحدة من المعالجات لكن هذا الأمر يتطلب شفافية عالية تبدأ بأن يتم إنزال الدعم في حساب مصرفي خاص في بنك السودان المركزي بالعملة الأجنبية “الدولار” ومن الممكن مثلاً إستيراد قمح بمبلغ تعويضي يكون لصالح المستفيدين وذلك بطباعة عملة تقابل او توازي الدعم الخارجي دون إغراق البنوك او السوق بالعملة المحلية المطبوعة وهذا يجعلنا نتفادي حدوث اي تضخم يترتب عليه طباعة العملة المحلية
  • انت مع خيار طباعة العملة المحلية ؟
  • نعم وان يكون ذلك بضربة لاذب حتي نستطيع قطع الطريق أمام المضاربين وتجار العملة والمفسدين ومافيا الدولار والأموال التي يتم تدويرها خارج النظام المصرفي فهناك تريليونات لا يمكن التحكم فيها او السيطرة عليها وألا نقع في الخطأ الذي حدث حينما تمت طباعة العملة وزيادة مرتبات المعلمين وهذه واحدة من السياسات الخاطئة التي ادت لاستمرار التضخم
    *لماذا اللجوء لخيار طباعة العملة ؟
  • نسبة لقدرة الفلول في السيطرة علي المال فهم قاموا بطباعة اموال ضخمة ترليونات واصبحت تحت تصرفهم يتحكمون من خلالها في السوق ورفع اسعار الدولار وخفض سعر العملة المحلية وإغراق السوق وهكذا
  • يعني نجاح برنامجكم مرتبط بهزيمة الفلول ؟
  • هذه معركة لا بد من خوض غمارها وفي تقديري لن تنجح اي حكومة ما لم تقصقص أجنحة بقايا النظام البائد وهذا بالضرورة يدفعنا للتأكيد علي أهمية دعم تفكيك نظام الثلاثين من يونيو 1989 وبدون ذلك لن ننجح لكن انبه وانوه ان إزالة التمكين يجب ان تكون فعالة ومؤثرة ونحاول تفادي بعض الأخطاء التي حدثت سابقاً فالتخلص من الفلول هو بداية إصلاح حال البلاد وإنعاشها وفي تقديري هذا أمر متفق عليه داخل مكونات قوي الحرية والتغيير وقوي الثورة ولا خلاف حوله
  • هل التقيت بعبد الله حمدوك ؟
  • دعني اقول لك ان علاقتي بالأخ عبد الله حمدوك علاقة قوية وقديمة وظللنا علي تواصل مستمر لم ينقطع واذكر انه حينما تم تقديم عرض لحمدوك لتولي منصب وزير المالية في فترة حكم عمر البشير اتصل بي وحدثني بالعرض فنصحته وقلت له هذه سفينة لا محالة غارقة فلا تدخل فيها و (مالك ومال جنازة البحر) وقد كانت هذه المناصحة سبباً لان يتصل بي احد الدستوريين وقد هددني وتوعدني وبحسب كلامه انني حرضت وحرشت حمدوك واقنعته بعدم القبول لمنصب وزير المالية
    لكنك لم تلتقيه خلال فترة حكمه كرئيس وزراء ؟
  • قابلته بصورة عارضة وسريعة خلال إجتماعات الهيئة المركزية لحزب الأمة القومي وكان اليوم الأخير للإجتماع منعقداً بقاعة الصداقة بالخرطوم
  • ألم تقدم له اي ملاحظات او نصائح تتعلق بسياسات حكمه ؟
  • حقيقة لم أجد الوقت الكافي لذلك لكن ونحن في المهجر قدمنا رؤية اوقل برنامج إقتصادي لأصلاح مسار الإقتصاد السوداني ومعالجة الإختلالات واوجه القصور واهم ما فيه حل الضائقة المعيشية ورفع المعاناة وقد سلمت هذه الرؤية لرئاسة حزب الأمة القومي والذي لدوره رفعها لشركائه في أجهزة الحكم والسلطة
    = هناك مسألة شائكة وهي تتعلق بطبيعة العلاقة مع المكون العسكري ؟
  • لا اعتقد أن الأمر شائك او معقد نحن نسعي لبناء علاقات ممتازة مع المؤسسات العسكرية والحمد لله الإتفاق الإطاري حدد شكل العلاقة ورسمها بصورة فيها الكثير من الحكمة وفي تقديري ان العلاقة ستسمر بصورة فيها الكثير من الإعتراف والإحترام المتبادل والأهم من ذلك الإبتعاد عن المصادمة والمواجهة وان تكون العلاقة مبنية علي مفهوم جديد من شأنه المساهمة في ترسيخ وتمتين الحكم المدني واستعادة الديمقراطية
    = والعلاقات مع العالم الخارجي ؟
  • هذه تحتاج لوضع خطة محكمة وبناء استراتيجية سواء مع دول الجوار او المحيط الإقليمي او المجتمع الدولي والأسرة الأممية فنحن جزء من هذا العالم لكن العلاقات ينبغي ان تقوم علي الندية وكذلك علي المصالح المشتركة وألا يوقع إضرار بأي جهة .
أكتب تعليقـكـ هنــا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد