الأخبار

أن لم تكُن التسوية ماذا بعد ؟!

133


بقلم: علي أحمد ابوسالمة

طالعت قبل أيام بيان كل من حزبي البعث العربي الاشتراكي الأصل والحزب الشيوعي السوداني وقادة الثورة من شباب لجان المقاومة، عن مواقفهم الرافضة للتسوية السياسية القائمة بين قوى إعلان الحرية والتغيير المركزية وقادة المجلس العسكري، ووصفها بأنها لا تفي تطلعات قوى الثورة من إنهاء الانقلاب وتنفيذ شعار اللاءات الثلاثة (لا تفاوض لا شراكة لا اتفاق) مع الإستمرار في تنظيم الإحتجاجات والمسيرات داخل العاصمة الخرطوم وخارجها وأهدافها إسقاط انقلاب ال ٢٥ من أكتوبر ٢٠٢١م.

ولكن السؤال…..؟ بأي وسيلة تلك التي يمكن أن يسقط فيها هذا النظام.!!! الذي وجد أولا انشقاقات وسط القوة السياسية التي اتفقوا معها علي ميثاق سياسي في أبريل العام ٢٠١٩م، وهي الآن تشهد انقسام ما بين قوى إعلان الحرية والتغيير المركزية وأخرى تحمل ذات الإسم ولكن الميثاق الوطني، وحزب آخر كان من ضمن مؤسسي هذا الكيان السياسي وقد خرج قبل أشهر من الانقلاب العسكري (الحزب الشيوعي)، فضلا عن الشارع الذي ما عاد نفس الشارع قبل اليوم والامس،

فقد دخلت ايضا تنظيمات سياسية أخرى تحت مسميات عديدة أدارت الشارع، منها احتجاجات قبائل وعموديات البجا بشرق السودان، واحتجاجات التيار الإسلامي العريض بمسمى نداء السودان، وهو بلا وقع شك تحت تنظيم وإدارة النظام البائد، ولا نغفل أيضا جمهور القصر الذي ولدته المصالح والاطماع السياسية بين تنظيمات الحركات المسلحة والمجلس العسكري،

وعلمنا ما تم في الخفاء من إتفاق هدفه الضغط علي حكومة رئيس الوزراء السابق عبد الله آدم حمدوك والانصياع لمطالبهم المزعومة بغطاء حكومة كفاءات وطنية والتي كان القصد منها تمكين أخر، الأمر الذي أتخذ من خلاله عبد الله حمدوك قرار الاستقالة وعدم المواصلة في إدارة حكومة ما بعد ال ٢٥ من أكتوبر ٢٠٢١م الانقلابية.

ولكن دعونا نعود الى السؤال..؟؟ اذا سلمنا جدلا بأن القوى السياسية والشارع لم تعد كما كانت في السابق، إذا كيف يمكن إنهاء الانقلاب وإسقاطه..؟؟ ، وما هي الوسيلة الأخرى التي يمكن أن يكن لها الدور الأكبر في ذلك…؟؟؟، وهل بانقلاب عسكري آخر…؟؟ أم ماذا …….؟ لا أجد منطقا مناسبا لذلك لان ما نراه اليوم ونسمعه من أفراد القوات المسلحة وإيمانهم بأن الحل في إدارة الدولة لا يأتي إلا عبر نظام عسكري وان الدولة لا تحكم الا بالجيش، كما عهد السودان طيلة حكومات السابقة، الأمر الذي جعلني إبحث عن إجابة أخرى ..

هل هي التسوية السياسية….
لم أجد إجابة أخرى بغير التسوية السياسية القائمة الآن، وما يمكن أن تقدمه في إدارة الأزمة وإيقاف الانهيار الذي أصاب السودان في هذا العام الذي يعد الاسوء على الإطلاق.

والذي آمل بأن يتم عبر الاتفاق الشامل لقوى الثورة وعودة صوتها الواحد في طاولة المفاوضات، وهذا بالتأكيد سيفوت الفرصة ويحكم القفل أمام التيارات المعرقلة والمعوقة للتحول الديمقراطي، والتي دائما ما تحمل شعارات ظاهرها خلاف ما تبطن وهم على علم جيدة بأن نجاح التسوية يعني العودة إلي الاختباء مجددا والهروب من العدالة التي بإذن الله ستكون هي ديدن الإصلاح المؤسسي الشامل للدولة السودانية الديمقراطية الجديدة.

أكتب تعليقـكـ هنــا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد