إرتفاع ضحايا سيول «أبو حمد» الى 12 شخصاً ومخلفات التعدين تنذر بكارثة بيئية

29

إرتفاع ضحايا سيول «أبو حمد» الى 12 شخصاً ومخلفات التعدين تنذر بكارثة بيئية

متابعات أبعاد برس

سمارت الاخبارية: الخرطوم

لقي 12 شخصاً، بينهم طفل، مصرعهم وأصيب العشرات، جراء الأمطار الغزيرة والفيضانات التي شهدتها مدينة أبو حمد بولاية نهر النيل شمالي السودان.

وفي ذات الوقت، قالت مصادر طبية بمستشفى أبو حمد إن المشرحة استقبلت 12 جثة لضحايا الأمطار والسيول حتى الأربعاء. وأكدت المصادر نفسها أن نحو 180 إصابة وصلت المستشفى، بعضها حرجة بسبب الأمطار والسيول وانهيار المنازل على ساكنيها.

وقال أحد سكان قرية «ندي» لـ«سودان تربيون» الأربعاء إن طفلين لقيا حتفهما بعد أن جرفتهما السيول، فيما أكد سكان في قرية أخرى فقدان ثلاثة أطفال جرفتهم السيول ولا يزال مصيرهم مجهولاً.

وتسببت السيول الجارفة في تدمير مئات المنازل في المدينة التي تحتضن أكبر مراكز استخراج الذهب في البلاد، إلى جانب إلحاق أضرار جسيمة بالأسواق.

ووصف المدير التنفيذي لمحلية أبو حمد، عبد الرؤوف حسن المبارك، الكارثة في تصريحات صحفية بأنها أكبر من قدرات الولاية، مؤكداً وفاة عشرة أشخاص بسبب الأمطار والسيول.

وأشار إلى أن المحلية تعمل على تقييم الخسائر ومحاولة سحب المياه من داخل المنازل. وأوضح أن الأمطار التي هطلت خلال أمس وامس الأول كانت فوق المعدل، محذراً سكان الجزر من خطورة هذه الأمطار والسيول.

وأوضح المبارك أن المدينة تعرضت لأضرار جسيمة حيث انهارت أعداد كبيرة من المنازل كلياً وبعضها جزئياً، كما تضرر سوق أبو حمد الكبير.

من جانبه، قال الخبير الصحي الدكتور الواثق محمد محمد صالح إن الأمطار الغزيرة تسببت في جريان الأودية وامتلاء المجاري بالسيول العنيفة.

واستطرد قائلاً: “السيول جرفت كميات كبيرة من مخلفات التعدين وهذا وضع خطير، أخطر من انهيار المنازل، وهذا أمر مقلق للغاية، السيول جاءت من مناطق التعدين”.

وأكد تهدم المنازل في المربعات (1-2-3-4-6-7) وأحياء السليم والقوز والقلعة، بالإضافة إلى تدمير الأسواق الكبيرة والمتوسطة. وأوضح الواثق أن الخطر الأعظم لهذه الأمطار والسيول هو جرف مخلفات التعدين إلى داخل المدينة ومنها إلى نهر النيل.

وأشار الواثق إلى أن أغلب الشركات العاملة في الكرّة والذهب تستخدم في الغالب حامض الكبريتيك والسيانيد والزئبق، وتقع مقارها بالقرب من المناطق الزراعية وحواف تلك الوديان، مما أدى إلى جرف تلك المواد السامة إلى المدينة.

وأكد أن المخلفات التي اختلطت بمياه الأمطار وجرفتها تشكل خطراً على السكان ولابد من التعرف على هذه المواد فوراً وتأثيرها على الإنسان والحيوان والأراضي الزراعية.

وتوقع الواثق حدوث تلوث في المدينة وتلوث المياه الجوفية والأشجار وما يجاور المدينة بعد أن نقلت الفيضانات تلك المواد إلى نهر النيل.

وأضاف الواثق: “الأمر خطير، هذه المواد مرت عبر المدينة والمشاريع الزراعية، ويجب أن نعمل فوراً على منع أي كارثة صحية، وأن تبدأ المنظمات والجهات المختصة فوراً بإجراء الفحوصات اللازمة لهذه الآثار”.

وأكدت المصادر أن السيول والأمطار دمرت أكثر من 80% من مدينة أبو حمد، ووصفت الوضع بالكارثي مع تزايد حجم المأساة التي تعيشها المدينة حالياً.

وتبعا لهذه التطورات قررت حكومة الولاية الشمالية إغلاق المدارس بمراحلها المختلفة في كل محليات الولاية اعتباراً من يوم غد الاربعاء إلى السبت القادم.


أكتب تعليقـكـ هنــا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد