الجنائية بتسلم عليكم !!
أطياف – صباح محمد الحسن
أطياف – صباح محمد الحسن
عندما بلغت الحرب (٩٠ يوماً) من عمرها خاطب مدعي المحكمة الجنائية كريم خان مجلس الأمن الدولي في إحاطة عن الحرب في السودان، وكان أهم ماجاء في الإحاطة بعد إدانة قوات الدعم السريع لإرتكابها جرائم قبلية في دارفور هو أنه قال (إنني أحذر من أن كل فرد يثبت تورطه في إرتكاب جرائم ضد الإنسانية وجرائم الحرب سيخضع للتحقيق، وأن من يثبت تورطهم في إرتكاب هذه الجرائم سيحاسبون في ظل محاكمات عادلة ومنصفة) وأردف خان (أريد أن أوجه رسالة صريحة لكل قائد، لكل مقاتل، لكل جندي بحوزته سلاح ويعتقد أن بإمكانه أن يتصرف كما يحلو له إن إستهداف المدنيين هو جريمة حرمها نظام روما).
وبعث خان بهذا رسالة للبرهان وجيشه لأن الرجل تلاها بعد أن خلص من إتهام الدعم السريع، إذن هو ليس بحاجة أن يحذر ويهدد من تمت إدانته، كان تحذير مباشر للطرفين الثاني والثالث في الحرب
وكريم خان بعد زيارته لدارفور عقب الإنقلاب اخبر مجلس الأمن بأن الحقيقة المجردة هي أن كابوس الآلاف من سكان دارفور لم ينته بعد، اي أن جرائم دارفور لم تنته بإنتهاء نظام البشير وهذا يعني أن المدعي العام يعلم مايدور في دارفور من جرائم ارتكبتها السلطات الإنقلابية، قبل إندلاع الحرب، فكيف لها أن تعف يدها عن ارتكابها في ظل الحرب، وكيف يفوت عليه ذلك، لكن ولأنه وجد أن تلميحات الإدانة للسلطات الإنقلابية لم تصل البرهان أو أنها وصلته لكنه لايهتم، بدليل أنه وقف أمام الأمم المتحدة يتبرأ من ذنبه، ويقدم نفسه كأحد الضحايا بدارفور، إختار خان طريق آخر أقصر لمخاطبة الجنرال وكان أكثر صراحة ووضوحا حيث قال بالأمس: (إنه أخبر عبدالفتاح البرهان أن التحقيقات بالانتهاكات في دارفور ستشمله)
وتعد تصريحات مدعي الجنائية أول رد فعل دولي على خطاب البرهان الذي ظنّ إنه خدع العالم، سيما أنه رد من الدوائر العدلية وليس السياسية والدبلوماسية، وهذا يؤكد إن خيار الإتهام والعقوبات أو حتى التدخل الدولي ربما يسبق خيار العودة الي المفاوضات، ولم يكتف كريم بالتلميح والإشارة الي وجوب إدانة البرهان وحسب بل قدم ردا شافيا عليه عندما طلب منهم إدانة الدعم السريع وقال: (نحن لن نوجه الاتهامات بالانتهاكات بدارفور إلا إذا توفرت الأدلة) اي أن الإتهامات لاتقدم في الخطابات السياسية على الهواء، وهنا قطع المدعي العام للجنائية الطريق أمام فلول النظام البائد التي غسلت يدها من دماء الأبرياء ودخلت قاعة الجمعية بالزي الدبلوماسي وكأن السودان يحتفل بعيد إستقلاله لا إستغلاله
وذهب خان الي أبعد من ذلك وكشف أن مجلس الأمن شرع فعليا في التحقيق في جرائم الفلول، الم يقل إن لدينا الأذن والصلاحية للتحقيق بأحداث دارفور مع كافة الأطراف !! ولم يقل مع طرفي الصراع، و(كافة الأطراف) تعني أن التحقيق سيشمل الطرف الثالث
وهذا ما تحدثنا عنه من قبل أن الدعم السريع يجب أن يحاسب على كل جرائمه ولكن لن يكون وحده فالعدالة لا تتجزأ، كما أن ظهور المدعي العام للمحكمة الجنائية في هذا التوقيت يكشف بصورة جلية الي اين ستتجه ردة الفعل الدولي، فالبرهان ربما في لحظة إنتظاره لتصنيف الدعم كمنظمة إرهابية يجد نفسه متهما من قبل الجنائية!!
طيف أخير:
#لا_للحرب
رغم كل الدمار الذي لحق بالسودان ، قريباً (حنبنيهو) البنحلم بيهو يوماتي
نقلاً عن صحيفة الجريدة