الأخبار

الدعم السريع يبتلع الجيش … نظرية السمكة والحيتان

111

الدعم السريع يبتلع الجيشنظرية السمكة والحيتان

بقلم: هشام عباس

قرأت تعليقات كثيرة حول خطاب حميدتي واستعراضه للقوة وما لفت نظري ان اغلب المحللين ذهبوا فى اتجاه تمدد وقوة الدعم السريع على حساب الجيش .. فى رأيي وببساطة :
الدعم السريع لا يشكل 1% من قدرات وقوة الجيش السودانى ليس فقط من حيث العدة والعتاد وليس فقط من حيث العدد وليس فقط من حيث تنوع الاختصاصات والمهام وليس فقط من حيث الخبرات وليس فقط من حيث النوعية انما الاهم من كل ذلك التركيبة، تركيبة الدعم السريع فى اغلبه عبارة عن اطفال صغار قادتهم الحاجة ومن ثم التوجه العرقي بسبب الحرب الدرافورية فى هذا الاتجاه ويفتقدون لابسط مقومات الجيوش الحقيقية.

هذا لا يعني ان الدعم السريع قوة يستهان بها، وجود اى قوة مسلحة فى دولة ما هى مشكلة امنية وسياسية ويبقى خطرا على الدولة والتعامل مع مثل هذه الوضعيات غير السليمة يجب ان تتغلب فيها الحكمة خصوصا فى دولة مهترئة ومقسمة وغير مستقرة مثل السودان .

لكن وهذا هو المهم :
ما يبدو انه تمدد وقوة على حساب الجيش السوداني هو فى الحقيقة تمدد سياسي واعلامي ولذلك اسباب .

السبب السياسي : يعود فى الاساس لقيادة الجيش السوداني الحالية ونوعيتهم . القيادة العليا للقوات المسلحة حاليا هي اقرب الى عصابة سياسية وليست قيادة عسكرية محترفة ويلعبون لمصلحتهم السياسية اكثر من رؤيتهم لحال ووضع القوات المسلحة وسياسيا هم يستخدمون الدعم السريع لمعادلة موازين القوة لان هناك صراع خفي داخلى غير منظور بين القطاعات العسكرية نفسها, اضافة الى ان الدعم السريع كمكون جهوي قبلي يشكل اضافة سياسية ورصيد وحاضنة لهم حسب تصورهم .

اضافة لذلك البعد الخارجي ولا ننسى انه فى اكثر لحظات البشير ضعفا وانعزالا عن المجتمع الدولي صنع الدعم السريع علاقة مباشرة على حساب مؤسسات الدولة والتراتيبية مع المحاور العربية وتحديدا الخليج والمحور الخليجي لاعب اساسي فى السياسة الاقليمية وقادة القوات المسلحة ينظرون للدعم السريع كرابط مع هذا المحور .

اذا التفوق السياسي للدعم السريع على حساب الجيش منطقى ولكنه بيد الجيش نفسه وبرضاه او قبوله بالامر الواقع .

السبب الاعلامي : واسباب تفوق الدعم السريع اعلاميا متعددة وكثيرة لكن لو حاولنا تلخيصها هناك اسباب داخلية واسباب سياسية من الاسباب الداخلية حميدتي يعلم ان نظرة الشعب السودانى للدعم السريع لم تتغير رغم ما بذله من اموال ورشاوى ورغم رسائله المتعددة لتطمين الشعب السودانى ظلت نظرة الشعب للدعم السريع انها مليشيا عرقية مرتبطة بالصراع الدموي فى دارفور وان حميدتي مجرد قائد مليشيا وليس رجل دولة هذه النظرة تشكل عقدة حقيقية لحميدتي ظلت تؤرقه ويظهر كثيرا فى رسائل غاضبة يوجهها احيانا ف خطاباته وهو يحاول تغيير هذه النظرة اعلاميا ومن خلال خلق علاقات اجتماعية بين الدعم السريع ومكونات اخرى من مختلف السودان وبذل فى ذلك الكثير من المال .

اما الاسباب السياسية هناك صراع خفي واضح لكل ذى نظر بين حميدتي وقادة الجيش فى مستقبل الحكم وكل طرف يطمع فى حكم البلاد وحميدتي يعمل سياسيا واعلاميا فى هذا الاتجاه اكثر بكثير من قادة الجيش وهو يملك مجال للمناورة اكثر من الجيش خصوصا فى الجزء المالي فالمال ماله يصرفه بدون رقيب او حسيب وبدون اى رقابة حكومية ففى النهاية يتعامل مع ماله الخاص عكس الجيش وفى دولة مثل السودان الظروف الاقتصادية تحتم بيع النفوس الامر طبيعي .

ملخص للقول لا مقارنة بين الجيش والدعم السريع من حيث القوة والسيطرة والمستقبل لكن الوضع السياسي اعتمادا على ضعف واطماع وعقلية ونوعية قادة الجيش خلق ما يشبه التمدد وابتلاع الدعم السريع للقوات المسلحة ولو سياسيا .الدعم السريع مجرد سمكة فى بحر الحيتان ,, تنافسهم الرزق لكنها اصغر من ان تبتلعهم

أكتب تعليقـكـ هنــا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد