السجل المدني ينقذ السودان من الرجوع إلى العصر الحجري

90

السجل المدني ينقذ السودان من الرجوع إلى العصر الحجري

بورتسودانإبتسام الشيخ

قال مدير دائرة التقانة والمعلومات بالإدارة العامة للسجل المدني العقيد دكتور حاج حمد عبد الملك الجعلي إن الحرب على السودان كان تهدف إلى طمس هُوية الشعب السوداني.

وأوضح ان قاعدة بيانات السجل المدني التي تمت إستعادتها تحتوى علي أكثر من مائة وعشرين مليون سجل، مضيفا أن نظام السجل المدني يتضمن أرشيف الجنسية القديمة واول شهادة ميلاد سودانية تم استخراجها في العالم ١٩٠١ ،

وكشف عن الجهود الكبيرة التي بذلتها وزارة الداخلية ممثلة في الإدارة العامة للسجل المدني لاستعادة قاعدة البيانات إلكترونيا خلال ثلاثة وستين يوما

وأكد في تصريحات خاصة أن عملية استرجاع البيانات كانت تحديا كبيرا تطلب وضع خُطة محكمة والعمل بسرية عالية، مبينا أن العمل كان قد انطلق من ولاية البحر الأحمر بعد أن لجأ فريق العمل إلى إستضافة في مركز بيانات مُؤًمن بصورة جيدة ، وتم العمل على توفير نظم تخزينية بسعة عالية وأنظمة حماية جيدة (جدر نارية ) وتجهيز مخدمات ،

وابان أن عملية استعادة قاعدة البيانات كانت دقيقة جدا وتحتاج إلى أشخاص متمكنين وخبرات عالية فضلا عن حلول غير تقليدية، وقطع العقيد حاج حمد أن فقدان قاعدة بيانات السجل المدني كانت ستعني عودة السودان إلى العصر الحجري ،

مضيفا أن عملية الاسترجاع تطلبت عصفا ذهنيا متقدما ، واستخدام تكنولوجيا متقدمة للوصول بسرية تامة إلكترونيا إلى قاعدة البيانات في الخرطوم، وقال حمد إنها كانت في مكان آمن لكنه محاط بقوات المليشيا، وزاد بالقول إن قوات المايشيا كانت تعتقد أنها تمتلك ذلك المكان لكنها لا تعرف الكنز الموجود فيه

وأبان حاج حمد أن أبرز التحديات التي كانت ستواجه السودان في حال عدم استرجاع قاعدة بيانات السجل المدني تتمثل في عدم التمكن من معرفة هوية الاشخاص والتمييز بين السوداني وغير السوداني، بالإضافة إلى عدم تمكن وزارة الداخلية من استخراج الجواز الالكتروني في ظل الحوجة الماسة له بعد الحرب، كذلك عدم التمكن من استخراج شهادات ميلاد للأطفال الذين ولدوا خلال فترة الحرب.

وأوضح حاج حمد في ختام تصريحاته أنه بعد استعادة قاعدة البيانات مباشرة تم تشفير وقفل القاعدة الموجودة في الخرطوم ولا يمكن الإستفادة منها بأية حال.

ويرجع تاريخ السجل المدني الي اواخر القرن السادس الميلادي، حيث باشرت ايطاليا تسجيل البيانات المدنية لسكانها كالولادة والزواج وطبقت بريطانيا هذا النظام وعملت على قيد الميلاد والزواج الوفاة، وأنشات ما يسمي مركز تسجيل العائلة حوالي العام 1837م تبعتها فلندا والتي قامت بإنشاء مركز تسجيل السكاني والذي يتم فيه تسجيل كل ما يتعلق بالسكان والمساكن.


تطور مفهوم السجل المدني ليشمل حالات الميلاد والزواج والطلاق والوفاة والجنسية تدريجيا الي ان أصبح مع بداية القرن الماضي قاعدة اساسية وشاملة للمعلومات المدنية التي يعتمد عليها لمتابعة التطور السكاني والاجتماعي وتخطيط مشاريع التنمية .

تعريف السجل المدني:


حسب ما جاء بقانون السجل المدني لسنة 2001م 1لك السجل الذي تدون فيه واقعات الأحوال المدنية استناداً الي الوثائق حسب ترتيبها في سجل الواقعات الحياتية للمواطن من ميلاد، وفاة، زواج، طلاق، ما يتفرع منها .

كما يمكن تعريفه بأنه نظام لتسجيل بيانات جميع المواطنين في سجل ورقي وسجل الكتروني اضافة الي انه نظام لتسجيل كل الواقعات الحيوية التي تحدث للمواطنين السودانيين بالداخل والخارج والاجانب بالبلاد من ميلاد وزواج وطلاق ووفاة وما يتفرع عنها

اضافة الي انه نظام لإصدار شهادات الواقعات المدنية واصدار بطاقة اثبات الشخصية والبطاقة العائلية لتكون مرجعا لإصدار الأوراق الثبوتية والهجرية الأخري وقد يغني بعضها في التعاملات وفق النظم والضوابط والمعايير التي يحددها القانون واللوائح والتعليمات .

أكتب تعليقـكـ هنــا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد