الصراع في السودان وآثاره علي التعليم

61

الصراع في السودان وآثاره علي التعليم

 

تآثرت العمليه التعليميه بما يدور في السودان من حروب طويله شلت مقدرات الدولة في الإنفاق علي خدمات التعليم الي ان جاءت الإنتفاضه الثوريه علي النظام البائد والذي في عهده تعرضت العمليه التعليميه للعديد من القرارات الثوريه سِلباً وإيجاباً وذلك في التوسع الأفقي في نشر الجامعات بشكل فج وغير مدروس يحركه هاجس أمني وثوري وسياسي

تشبعت العملية التعليمية بالصراع السياسي والأيدلوجي والحربي وبذلك تأزمت العمليه التعليميه وسقطت في هاوية اللامبالاة احياناً بتقصير من المعلمين، ثم وزارة التربيه والتعليم كما ظهرت مدارس وجامعات التعليم الخاص كمشاريع إستثماريه للمقتدرين وتحطمت أحلام طلابنا وطالباتنا علي صخرة الظروف الاقتصاديه من ذوي الدخل المحدود والظروف الأمنيه المتردية وترتب علي ذلك آثار مدمره علي نفسيه أجيال المستقبل في السودان

وفي كل دول العالم التي تأثرت بالحروب، وخلال هذه الأيام يجلس أبناء الوطن للشهادة السودانيه في ظروف صعبة ومخاطر تؤثر علي التحصيل الأكاديمي للطلاب في بعض الولايات نسأل الله لهم التوفيق كما تم حرمان عدد لا يستهان به للجلوس لامتحان الشهادة السودانيه نتيجة الحرب الدائره وعدم توفر الأمن في كثير من الولايات وعلي وزارة التربيه والتعليم ان تضع معالجات لأولئك الذين حرموا من الجلوس للإمتحان

ويظل الأطفال والتلاميذ بمختلف مراحل تعليمهم الحلقه الأضعف والأكثر عرضه لويلات الحروب في العالم الحديث، وما ينعكس علي نفسيتهم من آلام وخدوش تنتهي بإضطرابات نفسيه عميقه
وما أعلنت عنه اليونيسيف من إحصاءات مرعبه وبعلم الأمم المتحده والمجتمع الدولي تقول ان حروب العالم قتلت مليون طفل وإعاقه مليون أخرين ويتمت مثلهم، ونصيب السودان خلال هذه الحرب مخجل، والمخزي بأن نصيب منطقه الاسلام التي يفترض ان يعمها السلام كان لها نصيب الأسد

وعندما بدأت الحرب والقتال في ولاية الخرطوم ثم إنتقلت الي ولايات السودان المختلفه، وأصاب ما أصاب السكان من هلع وزُعر ونزوح وتشريد فأصبح التلاميذ والأطفال لايذهبون الي المدارس نتيجه لهذا الصراع الحربي الدائر ولم يتوقف بعد حتي لحظه كتابة هذه السطور، تدني بذلك مستوي التعليم بل توقفت عجلته بشكل عمومي، وتحولت مؤسساته الي ملاجئ ، وإنحطاطه لدرجه يمكننا أن نعلن للمرأ تحطيم العمود الفقري الذي به تهيكل عمارة الدولة
وقد أثبتت التجارب وأثبتت البحوث ان إنخفاض جودت التعليم أو إنعدامه يعرض النشئ للبطاله أو إنخفاض الأجور مما يجعلهم لقمه سائقه للمجموعات المسلحه التي توفر لهم مصدر للدخل والهيبه وقد ظهر ذلك جلياً في قوات الحركات و قوات الدعم السريع التي افتقر جنودها لادني أخلاقيات المهنه

تسرُب الأطفال والتلاميذ من مقاعدهم الدراسيه هذا يعني ان “التعليم في خط النار” كما يحدث في السودان الان، ومن قبل في العراق، وليبيا، وسوريا إنهارت العملية التعليمية وتشرد الاطفال والتلاميذ وأصبحوا مشردين فاقد تربوي متسولين يشحدون في قارعه الطريق بل وصل بهم الأمر في العراق من جراء الحرب الأهليه الي بيع الاطفال ببضع دولارات
وحتي في أسوأ الظروف وأحلكها يساعد التعليم علي منح التلاميذ الثقه اللازمه لمواجهة المستقبل، وللتعليم القدرة المطلقه لتغير حياة الناس للأفضل
أسألوا أولياء الأمور عما يريدون لأبناءهم في المدارس، بإختصار التعليم بجوده يعني التنميه فالتعليم هو المصل الإجتماعي ضد الجهل والفقر والمرض وتحسين التعليم يبدأ بخلق بيئه آمنه ووقف الصراع الحربي والعيش بسلام

النذير عبدالله صلاح الدين – 5 يناير 2025

أكتب تعليقـكـ هنــا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد