الأخبار

العملية التفاوضية هي السبيل الأقصر الأقل تكلفه في إنهاء الحرب وحقن الدماء

♦️ كتبت داليا كباشي

58

✍️ داليا كباشي

أنباء متداولة عن عودة وفد الجيش إلى جدة استعداداً لاستئناف التفاوض مع الوفد الممثل للدعم السريع الذي لم يغادر ومازال هناك.

الحقيقه انو الخبر بث التفاؤل في نفوس السودانيين والسودانيات الذين ينظرون بعين الترقب متشوقين لأوزار الحرب أن تضع رحاتها.. يمنون أنفسهم كل يوم بالعودة إلى منازلهم بعد أن أرهقهم شتات النزوح ونيران المعابر.

الحقيقه الأهم انو الواجب علينا أن نشجع – جميعاً – عودة وفد الجيش إلى طاولات التفاوض عاجلاً، وعوضاً عن أن نصوب أصابعنا إلى القوى المدنية والسياسية التي لا تحمل السلاح ولا تشارك في العملية التفاوضيه، علينا جميعاً أن نلتفت برؤوسنا مستصحبين داخلها عقولنا ونوجه أصابعنا ومناشداتنا ولومنا إلى وفدي التفاوض من طرفي النزاع في جدة واللذان ظلا ينخرطان ويتعثران باستمرار حتى بلغت الحرب شهرها الخامس!

هذه العملية التفاوضية هي السبيل الأقصر الأقل تكلفه في إنهاء الحرب وحقن الدماء، وطرفا هذه العملية هما : الجيش والدعم السريع المتقاتلان خلف قائدين أحدهما يصر على برهنه الحياة والآخر يتصنع الموت، بالتالي فإن الطرفين هما المنوط بهما الإسراع في العمل والبعد عن التسويف والتأجيل والتلكؤ و (الحردان) وإنهاء هذه الحرب التي يدفع ثمنها من يفقدون السقف الذي يأويهم إما بالطرد أو بالنهب أو بالدانات.

حينما انخرطت القوى السياسية (الحرية والتغيير) في التفاوض إبان اعتصام القيادة العامة، كانت جماهير الشعب تطالب بمعرفه تفاصيل التفاوض ويتسابق الصحفيون والإعلاميون على بوابات القيادة حتى منتصف الليل في انتظار خروج العسكر والمدنيين ليحصلوا على المعلومات، ولم يكن للمدينه حديث سوى أخبار التفاوض وسردياته وقصصه وما ورائياته.

كذلك حينما عاد التفاوض بعد فض الاعتصام، وكذلك حينما نشطت العملية السياسية المفضيه إلى إنهاء انقلاب 25 أكتوبر والتي تمخض عنها الاتفاق الإطاري.

في كل تلك المراحل والمحطات كانت الكتابات الرائجه تتحدث عن (الشفافيه) وعن (حق الشعب السوداني في الإطلاع على سير التفاوض بين المدنيين والعسكر) وتسابق أصحاب الاقلام الصفراء على القصص الخيالية وتوغلت الشائعات والحقائق المزعزعه وأصبح الشغل الشاغل لكل السودانيين هو مايحدث داخل غرف التفاوض وسخطهم على إغلاق الأبواب حتى راج مصطلح (تحت التربيزة) لحمله الأسفار!

اليوم يخوض العسكريون – وحدهم – تفاوضاً لأكثر من ثلاثه أشهر..! هذا التفاوض يعلق الحبل بين السماء والأرض في مصير بلد كامل بسكانه ومواطنيه وزراعته و ماشيته وحاضره وتراثه ومستقبله..

هذا التفاوض الذي يخوضه العسكريون – وحدهم – يحدد مصائر الملايين الذين يفترشون الأرض في المعابر ومعسكرات النزوح في المناطق الحدودية، والملايين المشتتين في الجارات مصر وجنوب السودان وأثيوبيا وتشاد، والملايين النازحين داخلياً في الولايات المطحونين بين (مطرقه الايجارات الملياريه) و (سندان الترادف في العناقريب في بيوت الأسرة)..

لا يتسائل أحد عن (ما تحت التربيزه) ولا يجرؤ أحد أن يسخط على سيره ببطء شديد، ولا (يدق أحدهم جرسا) في هذا الوفد الذي يغادر فجأة دون أدنى احساس بالمسؤولية أو ذاك الوفد الذي يضع الاشتراطات التعجيزية..

لا يعلم السودانيون ما يجري حقاً داخل غرف التفاوض بين طرفي النزاع ولا يتطوع أحد للتساؤل أو المناشدة أو التذمر، بل انصرف معظمنا للتعليق على (كرفته خالد سلك) أو (تصريح محمد الفكي) وأصبحت القوى السياسية والمدنية هي (الحيطه القصيرة) بينما التفاوض يدور بين العسكريين دون أن يطالبهم أحد بمؤتمر صحفي يعقب كل جلسه تفاوضيه، أو تصريح للشعب السوداني بشكل يومي من باب (الشفافيه)، أو مطالبات بجلسات مفتوحه تبث على الهواء!

هذا التفاوض المصيري يمر دون أن يتسائل السودانيين عن (ماهيه التفاوض واهدافه وبنوده وأطرافه الممثله)؟

كانت القوى السياسية تعقد المؤتمرات الصحفيه واحداً تلو الآخر بعد كل جلسات التفاوض، وامتدت هذه المؤتمرات لتشمل الوزراء في الحكومه الانتقاليه حتى انقلاب العسكر عليها واستمرت مطالبات الجماهير ب (المؤتمرات الصحفيه) والشفافيه حتى يومنا هذا..

فبينما تعقد القوى السياسية مؤتمرات صحفيه وتظهر في شاشات الفضائيات والمنصات الإعلامية بشكل يومي وهي ليست طرفاً في التفاوض، لم يفتح الله على أحدهم بأن يطالب بمؤتمر صحفي واحد لوفدي التفاوض في جدة لتنوير الشعب السوداني عما يحدث فيه!

يا شيخنا التفاوض بين الدعم السريع والجيش في جدة وانت قاعد مقاصد الحرية والتغيير قالت وفعلت وتركت!

مخلي العساكر المتفاوضين لا بتقول ليهم اطلعوا مؤتمر صحفي لا بتطالبهم بتوضيحات لا بتقول ليهم انهوا التفاوض سريع عايزين نرجع بيوتنا وندفن موتانا المنثورين في الطرقات ومخلي دا كلو وقاعد للحرية والتغيير في خشمها؟

الأغرب من دا كلو انو الناس بتسأل الحرية والتغيير من اخبار التفاوض نفسها! ومافي زول انتبه انو مفروض نسأل العساكر ديل انتو بتتفاوضوا في شنو وعلى شنو؟ ومصيرنا دا بتقولو فيهو شنو؟ وليه معلقننا الشهور دي كلها دون توضيح او نتائج؟! يخوانا نحن سايبين الشقه كلها وقاعدين في أوضه واحدة!

#لا_للحرب

*اللهم اغفر وارحم شهداء ثورتنا المجيده*

*#شكرا ابطالنا ❤️❤️❤️*

أكتب تعليقـكـ هنــا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد