النذير عبدالله صلاح الدين يكتب: ثورات السودان الشعبيه بين مطرقه المؤسسة العسكريه وسندان الأحزاب
سودان الخيرات ، والموارد ، والخبرات ، والكفاءات ظل حظه مُتعثراً منذ الاستغلال إلى يومنا هذا ، السودان الذي يُغِيث الملهوف ، ويعين الضُعفاء ، ويُجير وينصر الظالم والمظلوم ، أصبح يستجدي ، ويطلُب العون من الآخرين
- الشعب السوداني وخاصةً هذا الجيل يعلم علم اليقين أن الذي ساهم في تخلف وعدم تطور السودان ونهضته، وغتامه مستقبل أبناءه هى المؤسسه العسكريه والأحزاب السياسيه أحزاب الهرج، والمرج ، والأنا، وتقسيم الغنائم، والمحاصصات دون كفاءات، ووضع الرجُل المناسب في المكان المناسب….
كما قال الشاعر.. محمد سعيد العباسي في تنبؤات صادقه وقراءات لدور الأحزاب المُخُزِي المُتصَارِعه في مستقبل السودان وأجياله التي وصفها بالسُم والدعاء العِضال….. - لو درى القوم بالسودان أين هم من الشعوب
قضوا حزنا وإشفاقا…. - جهل وفقر وأحزاب تعيث به هدت قوي الصبر
إرعاداً وإبراقا…. - إن التحزب سُم فأجعلوا منكم يا قوم لهذا السُم ترياقا….
- ضموا الصفوف وضموا العاملين لها لكي تنيروا
لهذا الشعب أفاقا….
الأحزاب التقليدية الكلاسكيه قامت على أكتاف السودانين البُسطاء المتواضعين، والمتعلمين منهم على حدٍ سِواء، وكذلك الأحزاب الأخرى إن جاز التعبير تسميتها بالأحزاب الحديثه إنتهجت نفس أسلوب الأحزاب الكلاسكيه، في الاستقطاب الأعمى البغيض، وإقصاء الآخر، وتكبير الكيمان دون مرعاه لرساله الاحزاب المنوط بها المُتَمْثِله في التنميه بكافه أشكالها، أصبح الشعب السوداني بعد التجارب الفاشله للأحزاب…. الَمُنحازه لأيدلوجياتها أصبح يفكر ، ويميز ويطالب الأحزاب أن تقوم بدورها في التنميه والنهضه التي تتماشى مع العادات والتقاليد والموروث الثقافي للشعب السوداني… - أما المؤسسه العسكريه، وغطرسه العسكر ودخولهم مسرح السياسه دون علم و خبره يخلطون الاوراق بين الجانب الأمني وحمايه الوطن ، وتسىيس البلد وإدارتها، مع العلم ان هنالك تكامل بين المؤسسه العسكريه ومجلس الوزراء المدني في العمل الدبلوماسي والسياسي في كثير من المناشط التي تخص الدوله إلا أن طموح العسكر لن يتوقف عند هذا الحد يسعون للانفراد بالسلطة ، فعلها العسكر بإنقلابهم على حكومه الأزهري بواسطه عبود الديمقراطيه الأولى، ثم فعلها النميري إبان الديمقراطيه الثانيه، ثم فعلها البشير أبان الديمقراطيه الثالثه ، ولنا في العالم العربي والافريقي خير أمثله ليبيا والعقيد القذافي ، العراق وصدام حسين ، سوريا وحافظ الأسد وإبنه بشار ، مصر والسادات ومبارك والسيسي ، وتونس والحبيب بورقيبه الابن، والجزائر وعبد العزيز بوتفليقه، اليمن وعلى عبد الله صالح ، وغيرها من الدول الأفريقية الأخرى هذه الانظمه منها العسكريه الدكتاتوريه والشموليه لا تمت إلى الانظمه الديمقراطيه بصله… هذا لا يعني ونحن في السودان نجرد المؤسسه العسكريه من دورها البطولي والوطني في سد الثغور وحمايه السودان ووحدته وأمنه وسلامه…وللمؤسسه العسكريه الحق في أن تجرم وتمنع من تسول له نفسه من منسوبيها والمواطنين على كافه إنتماءاتهم إن جاز أن نسميهم ( خميره العكننه ) أمام الفتره الانتقاليه والتحول الديمقراطي والمساس بالمؤسسة العسكريه ووحدتها وتعطيل أداء دورها الوطني المُتَجرِد لحمايه هذه المرحله والعُبور بها إلى برِ الأمان …
- ولذلك كل هذه الأنظمه والدول ترنحت ثم إنهارت وأُنتُهِكت فيها حقوق الإنسان وإضطِهادَهُ، وإستشري فيها الفساد، والظُلم بعد أن حكمها العسكر لعشراتِ السنين نتيجه السياسات العسكريه التي لم تتجاوز في رؤاها الحِذاء الذي يرتدونه وظلت متأخره في مناحي التنمية، والنهضه رغم الموارد التي تنعم بها تلك البلدان، فكان مصير القاده العسكريين المتفرعنين الإنهزام أمام إراده الشعوب والثورات العارمه فمنهم من إنطوت صحائِفَهُم بتاريخ أسود، ومنهم من مات شر ميته ، ومنهم من ظل قابع في السجون، وتركوا بِلدَانْهُم تسبح في مستنقع الرجعية والتخلُف ( عدم التنمية) …..
- ومازال الإنسان العربي والأفريقي يُناضِل ويُكافِح من أجل لُقمه العَيِّش الكريم يسد بها رمقه، أما العيش في رفاهية أصبح حُلم وضرب من الخيال ..
- الدول الغربيه تنعم بالخيرات، والموارد، والعيش الكريم الرغد وفي رفاهيه تامه، هذا بفعل، وفضل الاستقرار السياسي الاستراتيجي المبنى على حياه المدنيه والديمقراطيه القائمه على حِفْظَ الحُقوق والواجبات، والعدل، والمساواة، ومبدأ القانون والمحاسبه… لا مكان لوجود حكم العسكر والتسلط الدكتاتوري، والشمولي ذلك الوباء ومُتلازِمْة نُقصان مناعه التحول الديمقراطي ، المُتلازِمة التي لازمت السودان وشَعبهُ لعقود من الزمان.