تجار الأزمات و”تناكر” الصرف الصحي تنقل مياه الشُرب للمواطنين

0

مقالات

تجار الأزمات و”تناكر” الصرف الصحي تنقل مياه الشُرب للمواطنين

أُم در ياحبيبة .. قلوب مليانة طيبة

عرِف عبر التاريخ أهل السودان مواطني أم درمان وعاصمتهم الشعبيه وبعاداتهم وتقاليدهم السمحه وبطيبتهم وتعاطفهم مثل الجسد الواحد، إنعكست هذه الصفه النبيله خلال فترة الحرب التي استمرت زهاء الاكثر من عامين حتي تم تحرير ام درمان، ظلوا متماسكين يعين بعضهم البعض عن طريق التكايا، واهل الخير، منهم من ظل بام درمان مكتوياً بنار الحرب، ومنهم من نزح ولجأ الي مكان آمِن يأويه، إلا ان أهل أم درمان ظلت قلوبهم مرتبطه في شوق وحنين الي موطنهم الطيب ام درمان القديمه، ومنطقه كرري عموماً، ثم بدأوا يعودون وكلهم أمل في ان يعمروا ديارهم ويعيدوا ماضيهم التليد

وخلال الشهور والايام الماضيه إستهدفت قوات الدعم السريع المتمرده الكهرباء في مدن الشمال النيلي، وفي سد مروي واخيراً ام درمان منطقه مجمع المحولات بالمرخيات والثورة العاشرة، وودالبخيت مما أدي الي إنقطاع التيار الكهربائي عن ولاية الخرطوم، وبإنقطاع التيار الكهربائي إنقطع الإمداد المائي عن منطقه ام درمان وكرري بصورة عامه

إستغل تجار الأزمات الوضع المتأزم جعلوا من (مياه الشرب سلعة تُشتَري وتُباع) ويا ليتها مياه عذبة صالحة للشرب تجار الأزمات عديمي الضمير يملؤن التناكر من مياه البحر أو النيل وهذه التناكر خُصصت لنقل مياه الصرف الصحي الملوثه بالقاذورات، والفضلات والتي كنا نشاهدها في الميادين بأعداد كبيره لنقل مياه الصرف الصحي من المنازل

الان تم إستغلال هذه التناكر لنقل المياه وتوزيعها في الأحياء مقابل عشرة الي ثمانيه الف جنيه للبرميل، مع ندره وشُح المياه وهي ملوثه يتكالب عليها المواطنين، لم يتم غسل التناكر وتعقيمها وإن تم غسلها لا تصلح لنقل مياه الشرب…! وهذه واحده من الأسباب التي أدت الي إنتشار وباء الكوليرا والإسهالات في منطقه ام درمان وكرري

عزيزي القارئ هل شاهدت تناكر لنقل المياه الصالحه للشرب في ولايه الخرطوم يوماً ما..؟ كل ما نراه تناكر علي مد البصر لنقل مياه الصرف الصحي وما يوجد من تناكر لنقل المياه الصالحة للشرب قليل جداً يتبع لبعض الشركات الخاصه والحكومية وهنالك تناكر تتبع للمؤسسه العسكريه يتم إستخدامها لتزويد معسكرات التدريب بالمياه الصالحه للشرب وبعض المنشأت العسكريه بغرض البناء والتأسيس والتشيد، وفي أطراف ام درمان من قبل يعتمد المواطنون علي (الكارو) في السُقيه وليست التناكر،

وبفضل من الله قام افراد من المؤسسه العسكريه بفك ضائقة العطش في بعض المناطق وما زالت مجهوداتهم مستمرة، ولذلك نرجو من السلطات والمسؤولين تشديد الرقابه علي أصحاب التناكر الخاصة والاهلية والتجارية الذين يتاجرون بأرواح الناس مقابل حفنه من الجنيهات ويساعدون في إنتشار الوباء بصوره مُذهله ومُخيفه يصعب السيطره عليه، هذا من باب إماطه الأذي عن المسلمين

والله من وراء القصد وهو الهادي الي السبيل

النذير عبدالله صلاح الدين
26/5/2025

أكتب تعليقـكـ هنــا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.