الأخبار

ثُمَّ لا.. الجميل الفاضل: المواجهة المرتقبة !!

73

ثُمَّ لا.. الجميل الفاضل: المواجهة المرتقبة

وما أن بدأ انقلاب البرهان يدور إلى الخلف قليلاً، وبخطى تبدو إلى الآن متثاقلة نوعاً ما، بدا وكأن طيفاً من الجيوب الإخوانية المبعثرة.. قد افترسها هاجس خوف.. دفعها فيما يبدو لإفراغ شحنات من الإرغاء والإزباد بوجه الألماني فولكر الذي أضحى هدفاً مباشراً لسهام الإسلاميين من كل حدب وصوب.. حتى قبل أن يكمل انقلاب البرهان انسحابه المتدرج من الفضاء السياسي العام، وفق صيغة الخروج الآمن الذي تتبناه الآلية الثلاثية.

المهم فإن السياسة لعبة لا تقبل الفراغ بتاتاً، ولذا فإن طائفة من الإسلاميين تدرك الآن بجلاء لا يدانيه شك في أن فريق الثلاثية يهندس لسد فراغ ما بعد الانقلاب بكتلة يتم بناؤها لا تروق لهم، بل من شأنها أن تقضي على آخر آمالهم في الاحتفاظ بمعاقل سيطرتهم على الدولة التي تجذروا في شعابها لأكثر من أربعة عقود.

ويرجح أن يجد إسلاميو السودان أنفسهم وفق الخط الذي تتبناه حالياً البعثة الأممية في صدام مباشر مع المجتمع الدولي الذي يثق ويدعم بقوة جهود المبعوث الخاص لأمين الأمم المتحدة.

وترشح أنباء تؤكد أن الجماعات الإخوانية تتأهب لخوض معركة حياة أو موت.. ضد أي عملية سياسية شاملة تنهي الانقلاب، لتستعيد مسار الانتقال المدني الديمقراطي أحد أهداف الثورة السودانية.

ويتوقع ألا ينتظر تحالف “التيار الإسلامي العريض” ريثما يكمل البرهان خروجه من منطقة الانقلاب، بل إن مظاهرات ربما تخرج استباقاً لما يجري في الكواليس، تطالب بطرد بعثة اليونتامس ورئيسها لقطع الطريق أمام مبادرة الآلية الثلاثية.

وعلى نحو متسارع على ذات الخطى.. لوح سيد محمد الأمين ترك رئيس المجلس الأعلى لنظارات البجا بإمكانية إغلاقه ميناء بورتسودان بشكل دائم لو أن فولكر استمر فيما أسماه ترك بتحركاته الإقصائية.

المهم فإن وصف تحركات فولكر بأنها إقصائية يعني أن ملامح الكتلة التي ستملأ الفراغ الماثل باتت واضحة إلى درجة، أن من لم يرَ وجه حزبه أو حلفاءه في مرآتها لم يجد بداً من التهديد والوعيد.

فملء الفراغ السياسي بحاجة إلى مادة من مكونات ذات صلة، تعرف الفيزياء المادة بأنها (كل ما يشغل حيزاً من الفراغ وله كتلة).

وبالطبع تتكون المادة من دقائق صغيرة تسمى ذرات، في كل ذرة منها نواة هي مركزها.

على الأقل فإن نواة لكتلة ستملأ هذا الفراغ في طريقها هي الآن للتشكل.

خاصة وأن الوجود الميداني اللافت والمتنامي لما يعرف بكتائب الظل في مواجهة التظاهرات التي تقودها لجان المقاومة حالياً، فضلاً عن أن التحدي الكبير الذي وضع فيه النظام الانقلابي قوى الثورة أمام خيار واحد، يبدو أنه سيفرض عليها التوافق على وثيقة حد أدنى من شأنها أن تعيد اللحمة للصف الثوري، بما يؤسس لتحالف استراتيجي يكتب نهاية للانقلاب ولأحلام من هم وراءه وإلى الأبد.

حالتي

أشهد ألا انتماء الآن، إلا أنني في الآن لا.

أكتب تعليقـكـ هنــا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد