جامعة الخرطوم .. قرن وعقدين من التميز
♦️الجميلة ومستحيلة – جامعة الخرطوم
جامعة الخرطوم .. قرن وعقدين من التميز
د.فيصل الزبير
تمثل جامعة الخرطوم رمانة المؤسسات الاكاديميه في السودان فهي تجربه اكاديميه وانسانية متكامله ساهمت في تشكيل وجدان الشعب السوداني وساهمت في تاريخ الحياة السودانيه ماضيها حاضرها مستقبلها هي هدية الاستعمار الانجليزي للشعب السواني في العام ١٩٠٢ من القرن الماضي.
ظلت جامعة الخرطوم مصدر فخر والهام لكل منتسبي هذه المؤسسه المتفرده فخر في صدر خريجيها الذين كادوا ان يسدوا قرص الشمس كما نوعا، عرفت جامعة الخرطوم بخلالف مؤسسات الخدمه المدنيه بشكل عام بالتميز والانضباط في تسيير كل الانشطه الاكاديميه وغير الاكاديميه
كما عرفت بمؤسسيتها الصارمه في ادارة كل شؤونها الاكاديميه الا ما ندر حيث تمكن بعض المنسوبين التسلل الي عرشها في غفلة من الزمنا مما جعلها حصنا منيعا وسدا صعب الاختراق وضد الفوضي والمحسوبية عبر كل الانظمة السياسيه الشمولية التي حاولت بالتاكيد هتك واختراق خصوصيتها واللوائح والقوانين التي تخص القبول او التعيين بالجامعه من اجل عيون بعض منسوبيها الذين ليس لديهم التاهيل المناسب لتولي المناصب فيها
ولكن هيهات فقد باءت كل محاولاتهم بالفشل بسبب كما ذكرت الا نادرا وذلك بفضل مؤسسيتها الصارمة والموروثة جيل عن جيل وكابر عن كابر لاتخاذ اي قرار مهما صغر او كبر فلابد ان يمر ويجاز من القاعده حتي قمة الهرم الاداري عبر لجان متخصصه مرورا بجسر المؤسسية وبلجان علي راسها علماء واداريين علي درجة من النزاهة والكفاءة الا من رحم ربي وهذا مما زاد ثقة الشعب السوداني فيها والعالم من حولنا الذي بعث بكثير من أبنائهم لبنهلوا من معين هذه الجامعة. وكذلك الثقة في خريجي هذه المؤسسه والتي تمددت سمعتها اقليميا و الي ما وراء البحارا.
من المؤكد انه كانت هناك محاولا لاختراق جدار المؤسسيه الصلب في كثير من عهود الظلم و الاستبداد الذي كان يكن كل الغل و الحقد علي هذه المؤسسه التي كان لها استقلاليه اكاديميه وماليه واداريه تفاديا للإصتدام بالساسيين والخضوع لامزجتهم الفكريه وتبعيتهم الساسية.
ففي عهد الانقاذ كاخر عهود الدكتاوتوريات والاستبداد وفي منتصف تسعينات القرن الماضي والتي ابتدعت نظام دخيل للجلوس للامتحانات بعيدا عن الاعراف الاكاديميه حيث جاءت بما يعرف بنظام امتحان المجاهدين اي الطلاب الذين كانوا يشاركون في الجهاد والقتال جنبا الي جنب مع القوات المسلحه في حربهم علي جنوب السودان الحبيب.
حيث شارك عدد مقدر من طلاب الجامعات السودانيه في تلك المتحركات والمعارك.
فابتدع منظري ذلك النظام من الاكاديمين ذلك الامتحان ذو الطابع السياسي لاختراق اللوائح والنظم الاكاديميه الصارمه والمعروفه لتحفيز هؤلاء الطلاب وايجاد الثغرات والاعذار لهم عبر هذه الامتحانات في الجامعات الهشه والتي ليس لديها مؤسسيه لحماية نفسها وحماية امنها الاكاديمي وتم تمرير او اعتماد امتحانات المجاهدين من مؤسسات التعليم العالي في السودان الا جامعة الخرطوم التي انتفضت ووقفت سدا منيعا امام تمرير هذه المهزلة الاكاديميه والتي تقلل من قيمة شهادة طلابها رغم اعداد منسوبي نظام المؤتمر الوطني من الاساتذه داخل مفاصل الجامعه من متخذي القرار والذين يتقلدون المناصب الاداريه العليا فيها الا ان مؤسسية الجامعة الصارمة ولوائحها الاكاديميه كانت الحصن الامين والمنيع ضد تمرير فكرة امتحانات المجاهدين في جامعة الخرطوم تحديدا لما فيه من تاثير سلبي علي سمعة الجامعة الاكاديميه المحترمه
حيث وقفت مجالس الاقسام للكليات المختلفه ومجالس الكليات المختلفه والمجالس اللجان المتخصصة وقمة الهرم ممثلا في مجلس الاساتذه ضد تمرير هذا القرار بعزة وشموخ و ايباء تحسد عليه جامعة الخرطوم مما جعلها عرضة للابتزاز الاكاديمي والدعم المالي مما جعلها تعاني وتقاسي خاصة من نواحي التمويل المالي الخاص بمشاريع البحث العلمي و بند التنميه الخاص بتطوير المعامل والاقسام والمكتبات بالجامعة وادخال التقنيات الحديثه .
فقد انتصرت جامعة الخرطوم لنفسها ولمؤسسيتها ولم تسقط تلك الرايه والامانه وحافظوا بالتالي علي تماسكها وارثها الاكاديمي و التي ما زالت تحافظ عليه وهذه كانت محاولة خبيثة و مبكره جدا لشيطنة جامعة الخرطوم اكاديميا.
الجامعة لما فشلت من الوقوف سدا منيعا ضد برنامج القبول الخاص الذي افقد الجامعة جزء من خصوصيتها وهيبتها بانها جميله ومستحيله ويصعب الدخول الي اسوارها مهما كان لديك من اموال.
انها جامعة ابناء السودانيين من الفقراء والمساكين المتميزين اكاديميا فقط ويحملون شعار العلم يرفع بيتا لا عماد له والمال يهدم بيت العز والشرف.
- صرف مرتب شهرين للعاملين بولاية الخرطوم
- عاجل – سقوط عدد من الشهداء والجرحى في سوق سنار وحي البنيان نتيجة تدوين مدفعي للدعم السريع
- بيان هام من الخارجية السودانية حول ما اوردته لجنة حقوق الانسان
- الخارجية السودانية: رعاة “المليشيا” لم يدركوا هذه الحقيقة
- مجزرة جديدة: قوات الدعم السريع تغتال (7) أشخاص بالخرطوم بحري رمياً بالرصاص
لم تستطيع الجامعة الوقف ضد القرار نسبة لحوجة الجامعة الماسه لموارد ماليه لتحسين البييه الاكاديميه وتطوير المعامل بعد ان عجزت الحكومه في توفير هذه الموارد الماليه في محاولة لكسر عزتها واتفتها. بعد ان تم تشريد وفصل عدد من الكوادر من الاساتذه بحجة التمكين السياسي المعلومة في ذلك الوقت وتمكن صانعي القرار في تلك الفتره من تمرير برنامج القبول الخاص بالعزف علي وتر توفير الاموال ومنها تحسين الراتب لاستاذة جامعة الخرطوم بما يدره هذا القبول من عملات صعبه
فبلعت مؤسسات الجامعة الطعم ولكن بدون فوائد منظوره. كما ن هناك ثغرتان نفذ من خلالها قراران فوقيان تكسرت فيها مؤسسية الجامعه عبر ما يسمي بثورة التعليم العالي وهما قبول الطلاب العائدين من الخارج حيث تم توزيعهم علي عدد من الجامعات بما فيهم جامعة الخرطوم علما بان معظمهم ما كان لهم ان ينتسبوا الي جامعة الخرطوم عبر القبول العام والشئ الثاني هو سياسة تعريب المناهج الذي فرض علي جامعة الخرطوم من جهات سياسيه عليا باستعجال ودون دراسه لهذه الخطوه.
ولكن يحمد للجامعه ان عادت بالتدرج في السنوات الاخيره للتدريس باللغة الانجليزبه كما كان سابقا اعترافا ضمنيا بذلك الخطا الكبير والذي طبق بدون تتفرج منطقي.
وقبل ذلك تم تجفيف نظام الاعاشه والسكن المجاني للطلاب والقبول المجاني التي تتميز به الجامعه لبحافظ لطلابها علي تميزهم الاكاديمي بهذه المؤسسه. وهؤلاء الطلاب كما معلوم من ابناء اقاليم السودان وولاياته المختلفه انتسبوا الي الجامعه عبر بوابة التميز الاكاديمي فقط بدون اي انتماء سياسي ولا عرقي ولا جهوي فهم فقراء ابناء فقراء.
حيث كانت الجامعه وقتها تمثل نسيج اجتماعي متكامل لسودان مصغر انصهرت فيه وذابت كل تلك الانتماءات وتعلو فقط راية الوطن ويعلو شعار جامعة الخرطوم الله.. الحقيقة .. الانسانية .. الوطن.
واعتقد ان الجامعة في المستقبل لن تسلم من هذه المحاولات المستمره للتدخل في شؤونها من قبل الانظمه الشموليه والقمعية ولكن انا متاكد ان تلك المحاولات سوف تتكسر امام مؤسسية الحامعه الصارمه.
وعاشت جامعة الخرطوم شامخة وموفورة الكرامة والقيم وعاليه الهمه وشامة في خد الوطن ضد الانكسار ومحافظة علي سمعتها الاكاديميه التي لم تأتي صدفة بل جاءت عبر خلاصة تجارب انسانيه بالاستفاده من علاقاتها الإقليمية والعالميه خاصة مع الجامعات الغربيه وعلي وجه التحديد الجامعات البريطانيه والامريكيه ذات السمعة والصيت حيث تم تاهيل كثير جدا من اساتذة جامعة الخرطوم في تلك الجامعات عبر بروتوكولات ومنح مجانيه للدراسات العيا في ذلك الزمن الجميل عندما كان السودان يتمتع بعلاقات متوازنه وجيدة مع معظم دول العالم شرقه و غربه والتي اثمرت عن كثير من المشاريع البحثية والتعاون الاكاديمي والدعم اللوجستي مما جعل جامعة الخرطوم في مصاف الجامعات علي المستوي الاقليمي والعالمي.
وفي الختام اتمني ان تواصل جامعة الخرطوم في مسيرتها المتميزها وريادتها المعروفه مع مزيد من الانفتاح علي العالم وخلق شراكات ذكيه في مجالات البحث العلمي وتاهيل الكوادر الاكاديميه والتقنيه.
د.فيصل الزبير – جامعة الخرطوم
سبتمبر ٢٠٢٣