جدوى المؤتمرات في إيقاف الحرب !!

108

جدوى المؤتمرات في إيقاف الحرب !!

سيف الدولة حمدناالله

غاية ما تنتهي إليه مثل المؤتمرات التي تُعقد بعواصم الدول الشقيقة هو إصدار بيان يحتوي على (مناشدة) لطرفي الحرب بوضع نهاية لها، وهذه (مناشدات) غير منتجة ولا تحتاج إلى قوائم مؤتمرين يتوافدون من منافيهم في بقاع العالم لفعل ذلك نيابة عن الشعب

فالشعب لا يحتاج لمن يمثله في (المناشدة) نيابة عنه، فالشعب يرغب ويقوم بفعل ذلك بنفسه خير قيام عبر وسائل حية ومرئية أمام أعين طرفي الحرب مصحوبة بصور الدمار والقتلى والجرحى والمشردين والنازحين والتائهين في الصحارى والوديان.

وقف الحرب يحتاج إلى طرح المقترح الذي يؤدي إلى تحقيق ذلك على طرفي الحرب، وبطبيعة الحال سوف تواجه أي مقترحات بإعتراض وتعنت منهما وضغوط من الأطراف التي تساندهما، وهو الوقت الذي تأتي فيه الحاجة لعقد المؤتمرات وظهور العقلاء الذين يعملون على إقناع الأطراف للوصول للصيغة المثلى التي تحقق وقف الحرب وعودة الناس إلى ديارها.

في أول أسابيع الحرب كنت قد تطوعت بصياغة مقترح في بنود محددة لإيقاف الحرب، ولم يقابل المقترح بإهتمام يذكر من أي جهة، وفي ظل التطورات التي حدثت بعد ذلك وتوسع نطاق الحرب، قد لا يصلح ذلك المقترح للنظر إليه الآن

ولكن المبدأ لا يزال قائماً، أن ينصرف المؤتمرون إلى تقديم مشروع يصلح للتداول حوله لإيقاف الحرب، ثم يحين بعد ذلك الوقت لعقد المؤتمرات، وأي فعل بخلاف ذلك هو وضع للعربة أمام الحصان، فقد وصلت مناشدات المؤتمِرين بما يكفي دون طائل.

مقترح تكميلي لشعار (لا للحرب) !!

لا جدوى من تبني عبارة (لا للحرب) دون أن يصطحب ذلك طرح بتصٌور للآلية (الحل) التي من شأنها إيقاف الحرب، ودون ذلك تبقى العبارة مجرد نظم لغوي معلق في الهواء.

وبطبيعة الحال يتوقف نجاح آلية الحل الذي يوقف الحرب على ما يمكن ان يحققه من إيجاد منطقة وسطى بين رغبة طرفي الكتلتين اللتين إنقسم اليهما الشارع، في مقابل الكتلة الأخرى التي تنادي بإستمرار الحرب حتى القضاء على أو إستسلام آخر جندي في الدعم السريع.

وقد رأيت -من هذا المنطلق- التقدم بما عسى أن يصلح كأساس قد يجد القبول لوقف أهوال هذه الحرب وما صاحبها من موت ودمار وتشريد، وهو مقترح قابل للبناء عليه بالحذف أو الاضافة.

ويتلخص في الآتي:

1- تنحي وتسريح القيادات العسكرية الحالية وتسليم قيادة الجيش لأقدم ضابط برتبة عميد، شريطة أن يكون من الشخصيات التي ليس لها إنتماء ظاهر او خفي لأي تيار سياسي.

2- تنحي وتسريح القيادات العسكرية الحالية في الدعم السريع والحركات المسلحة وتسلم قيادة الدعم السريع لأقدم ضابط برتبة عميد على أن يكون خريج كلية عسكرية أو من حملة الشهادات الجامعية.

3- يلتزم القائد الجديد للقوات المسلحة بعدم مشاركة الجيش في العملية السياسية، وأن تنصرف جهوده نحو إعادة بناء القوات المسلحة وفق المنظور الذي نادت به ثورة ديسمبر المجيدة.

4- سحب الدعم السريع جميع قواته من جميع المدن في السودان.

5- تقوم قيادة الجيش بالتشاور مع القيادات العسكرية الأخرى بوضع أسس وضوابط إستيعاب ضباط وأفراد الدعم السريع والحركات المسلحة الأخرى في الجيش ويشمل ذلك إستيفاء شرط الإنتماء الوطني (الجنسية) ومؤهلات الضباط والقيد العمري للتسكين في كل رتبة … الخ.

6- يتم الاتفاق على الفترة الزمنية لتحقيق الدمج بحيث لا يتجاوز ذلك مدة ثلاث سنوات.

7- يعهد للجنة تتكون من ممثل تختاره مجموعة التوافق الوطني وآخر تختاره مجموعة الاتفاق الاطاري، ويتفق الإثنان على إختيار عضو ثالث لإختيار رئيس وزراء بأغلبية صوتين، على أن يكون المرشح من الشخصيات المستقلة ومن ذوي الكفاءة العلمية.

8- يتولى رئيس الوزراء منفرداً إختيار طاقم الوزارة من (15) وزيراً خلال فترة لا تزيد عن شهر واحد من تاريخ تعيينه.

9- يتم إختيار الوزراء من بين الشخصيات المستقلة ومن ذوي الكفاءة العلمية والخبرة التي تناسب الموقع.

10- تبدأ فترة حكم انتقالي مدته عامين إعتبارا من تاريخ تشكيل الوزارة.

11- تؤول لرئيس الوزراء – لحين تشكيل المجلس التشريعي – كافة صلاحيات مجلس السيادة التي تنص عليها الوثيقة الدستورية.

12- تنحي وتسريح قيادات الشرطة وتسليم القيادة لأقدم ضابط شرطة برتبة عميد، شريطة أن يكون من الشخصيات التي ليس لها إنتماء ظاهر او خفي لأي تيار سياسي.

13- يعاد العمل بكامل نصوص الوثيقة الدستورية فيما لا يتعارض مع بنود هذا الإتفاق لحين إصدار وثيقة دستورية جديدة او تعديل الوثيقة الدستورية الحالية بواسطة مجلس تشريعي يتم تشكيله خلال 60 يوماً من تاريخ بدء الفترة الانتقالية.

أكتب تعليقـكـ هنــا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد