حديث المدينة .. وماذا تنتظر؟!
مقالات رأي

عثمان ميرغني
وماذا تنتظر؟
وزير الخارجية “المكلف” السفير حسين عوض نقلت وكالة “سونا” الرسمية قال في مؤتمر صحفي أمس الأول أن الحكومة تفتح أياديها بيضاء للشعب السوداني – لم يقل الشقيق- قاطبة بأطيافه وأحزابه في سببل تهيئة الفرصة للمرحلة المقبلة لما بعد الحرب ومرحبا بكل الرؤى حول تشكيل حكومة مؤقتة برئاسة رئيس وزراء تمهد للانتخابات.
مثل هذا الخبر كان يستحق المانشيت في الصفحة الأولى لكل الصحف السودانية لكونه يعني اختراقا حقيقيا للحال البئيس الذي تعيشه بلادنا منذ انقلاب 25 أكتوبر 2021
ولكن للأسف لأنه خبر مكرر ضجر من سماعه السودانيون. ولم تبرهن التجربة أنه يتحول إلى حقيقة، فلا أحتفى به بل ولا أحد شعر بأهميته فتجاهلته معظم وسائط الأخبار أو انزوى في ركن قصي خارج أولوياتها الخبرية.
لم يكن لأحد أن يتصور أن تظل البلاد بلا حكومة تنفيذية لثلاث سنوات حسوما تنكمش فيها هياكل السلطة لتصبح في يد رئيس مجلس السيادة وحده، من أعلى قرار إلى أدنى مستوى مما يتسبب في ضمور قوام البلاد وضعف بنياتها الادارية وتضعضع قدراتها في خدمة المواطن بل وللأسف تمدد التدهور للعلاقات الخارجية إذ ظلت الدول الأخرى تنظر للسودان وكأنه ناقص عقل ودين لا يرتقي لمستوى أن يكون دولة تمارس سياسة خارجية مؤسسية.
في مثل هذا الواقع لا يجدر بوزير الخارجية – المكلف- أن يورط نفسه بهذا التصريح.. فالمطلوب الفعل لا التقول قرارات لا تصريحات ولا حاجة لاستشارة الوسط السياسي
فالأمر هنا بيد رئيس مجلس السيادة أن يختار شخصية واحدة – من 40 مليون سوداني- قادر وراغب أن يتولى منصب رئيس الوزراء فيكون همزة الوصل لا القطع بين كل أطياف المجتمع السوداني شخصية تنال القبول والرضاء الشعبي قبل قبول المكونات السياسية.
يترك لرئيس الوزراء تسمية الوزراء ووضع خطته التنفيذية للمرحلة المقبلة ومباشرة أعماله بمنتهى الاستقلال عن أي املاء أو تأثير من خارج سياقه المؤسسي..
مثل هذا القرار لا يستحق كل هذا الانتظار الطويل ولا يحتاج لكل هذه التصريحات التي ظلت على مدار الثلاث سنوات تترى لا يتغير إلا قائلها وكلماتها ويبقى المعنى واحد هو وعد بتشكيل حكومة لم ينفذ اطلاقا.
- 6 نصائح لكِ لتحضير مستلزمات الام والطفل الضرورية
- لجنة أممية تحقق من صلات إماراتية بأسلحة في السودان
- تضارب التصريحات بين بنك الخرطوم وشركة «EBS» بشأن سحب أموال من العملاء
- البرهان: حربنا ضد “ميليشيا” الدعم السريع وليست ضد أي جنس أو قبيلة .. ولا يوجد من يُملي علينا من الإسلاميين
- قُلْ: ليتني شمعةٌ في الظلامْ؟!
من الحكمة أن يستدرك السيد رئيس مجلس السيادة أمر هذه البلاد نحن نثق في الجيش وقدرته على ادارة الشأن العسكري ولا نرغب أن يتدخل في مهامه سياسي أو أي طرف خارج سياق المؤسسة العسكرية السودانية التي حققت نصرا اعجازيا كونها وفي أصعب الظروف نجحت في المحافظة على قوتها وتحولت من الدفاع إلى الهجوم لازالة ما تبقى من آثار التمرد و دحره نهائيا.