الأخبار

حِـس و مَعنى – د.عمر الهادي آدم

144

الماعون

▪️غالباً، ما ارتبطت الأخلاق في عاميتنا السودانية بمفهومين ضيقين : جرائم الجنس وما حولها .. أو ضيق الصدر ونفاد الصبر (فلان أخلاقو ضيقة)

لكن الواقع أن مفهوم الأخلاق أكبر وأوسع بكثير و لا استحضر التعريف لكنّ هناك أمانة وصدق ومروؤة ونجدة وشهامة وحلم وأناة وكرم وإيثار ووفاء وشجاعة وإنصاف و …. و…

وكلها قيم إنسانية يمكن أن يتحلّى بها المؤمن والكافر على السواء.. لذا قال نبينا الكريم : (إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق).. فقد كان الجاهليون مع شركهم ذووا أخلاق كريمة.. فمثلاً فانّ الذين كسروا حصار المسلمين وتعاطفوا معهم في مكة كانوا من المشركين..

وحديثاً، فانّ الذي قال: (ذهبت للغرب فوجدتُ الإسلام ولم أجد المسلمين).. فذلك إنّما وجد الأخلاق ووجد العدل.. لذا فالدين والأخلاق مفهومان يجب التعامل معهما معاً كحزمة واحدة..
فأنا أشبّه الأخلاق بالإناء الذي يحمل الدين.. فإما أن يكون إناءاً واسعاً سليماً يستوعب الدين و يحفظه.. أو أن يكون ضيقاً به عدد من الثقوب تفرغ الدين كل ما صُبّ فيه..

وهكذا يتسع الإناء ويضيق بحسب الإجتهاد والإهمال في كسب الأخلاق كذا الثقوب..إذ أنّ الأخلاق تكتسب و تُتحصّل .. ومن ذلك قولهم: (تخلّق فلان بخلُق كذا)

والأحاديث في شأن الأخلاق كثيرة وافرة:

  • أقربكم مني مجالساً أحاسنكم أخلاقاً..
  • إن الرجل ليصل بحسن خلقه درجة الصائم القائم..

_ أو كما قال النبي صلى الله عليه و سلّم

أكتب تعليقـكـ هنــا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد