دعوة الوقت بدل الضائع .. إلا الامارات

80

ما وراء الخبر


دعوة الوقت بدل الضائع .. الا الامارات


ليس على الحكومة السودانية ان ترفض الدعوة ولتكن رؤيتها واضحة فى التمسك بتنفيذ اتفاق جدة اولآ الشعب السودانى يدعم حكومته فى ميادين القتال ويدعمها فى التمسك بحقوقه فى المنابر الدولية ووفق شروطه مشاركة الامارات فى المفاوضات مرفوضة رسميآ وشعبيا من حق الحكومة رفض مشاركة الامارات، ومن حقها طلب اضافة دول اخرى


دعت الولايات المتحدة الأمريكية عبر بيان وزير خارجيتها انتونى بلنكن، الى استئناف مفاوضات وقف اطلاق النار فى سويسرا، مع تلميح الى ان هذه المباحثات تبنى على ما تم الاتفاق عليه فى جدة (وتظل الولايات المتحدة ملتزمة بالعمل مع الشركاء لإنهاء هذه الحرب المدمرة بناءً على عمليات جدة السابقة التي تم تيسيرها بالاشتراك مع المملكة العربية السعودية)، مع الترحيب بالمملكة العربية السعودية باعتبارها مضيفًا مشاركًا

ومن المقرر أن يشارك في المحادثات الاتحاد الأفريقي ومصر والإمارات العربية المتحدة والأمم المتحدة بصفة مراقب، ولا تهدف هذه المحادثات إلى معالجة القضايا السياسية الأوسع، وكما طالب الشعب السوداني منذ فترة طويلة، يجب أن يعود الحكم في السودان إلى المدنيين، ويجب على المدنيين أن يلعبوا الدور القيادي في تحديد عملية معالجة القضايا السياسية واستعادة التحول الديمقراطي في السودان


يلاحظ ان الدعوة (اخذت بالشمال ما قدمته باليمين)، فبينما كانت اكثر وضوحآ فى استبعاد العملية السياسية فى الوقت الراهن، اقحمت الامارات فى المنبر باعتبارها طرفآ، وقللت من دور السعودية والامم المتحدة وخاصة بعد فشل المبعوث الدولى رمطان العمامرة فى احداث اختراق ملموس فى مفاوضات الشؤون الانسانية من وجهة النظر الامريكية، بما فى ذلك الرفض الامريكى المشبوه لعرض الحكومة فتح معابر متعددة والاصرار الامريكى على معابر الحدود مع تشاد فقط


جاءت الدعوة الامريكية فى (الوقت بدل الضائع) نظرآ لتداعيات الحملة الانتخابية الامريكية، وتراجع حظوظ الحزب الديمقراطي، مع انسحاب بايدين وصعود كامالا هاريس، وفشل الرئيس الامريكى فى ايقاف العدوان الاسرائيلى على غزة، او على الاقل استعادة الاسرى الامريكان من حماس، وهو ما تعهد به مرارآ

وبالطبع لا احد ينسى ان الرئيس الامريكى ووزير خارجيته بلنكن كان لهم (القدح المعلى) فى تسعير وتأييد العدوان الاسرائيلى وتقديم الدعم السياسى واللوجستى واجهاض عشرات القرارات الاممية لوقف اطلاق النار باستخدام حق النقض (الفيتو)، وفتح مخازن الاسلحة الامريكية على مصراعيها ونقل كل انواع الاسلحة بما فيها المحرمة دوليآ الى اسرائيل، والاعلان صراحة انهم ( صهاينة)


بلنكن يعلم وحكومته وادارته تعلم، ان الامارات تقوم بتزويد مليشيا الدعم السريع بالاسلحة الامريكية عبر مطار ام جرس فى تشاد، وهى اسلحة يحظر القانون الامريكى اعادة تصديرها لطرف ثالث الا بعد موافقة الادارة الامريكية على ذلك، وتقوم الامارات بتمويل وحشد المرتزقة من دول الجوار للقتال الى جانب المليشيا، وان تقارير الكونغرس ولجنة الخبراء وتحقيقات صحفية مرموقة اكدت ضلوع الامارات فى اطالة امد الحرب وتسعيرها، امريكا شريك فى الحرب وتتحمل تبعاتها الاخلاقية والقانونية لسماحها باستخدام السلاح الامريكى لقتل السودانيين وتدمير بلادهم


لا يمكن ان يكون بلنكن جاهلآ بموقف حكومة السودان من الامارات وتقديمها لشكوى فى مجلس الامن، واعتبارها شريكآ مباشرآ فى الحرب، وبالتالى لا يمكن اعتبارها وسيطآ نزيهآ، ومكانها فى الجانب الآخر من الطاولة الى جانب مليشيا الدعم السريع، وعلى الاقل فأن الشعب السودانى يرى فى الامارات عدوآ تسبب فى قتله ونزوحه ونهب ممتلكاته واحتلال منازله.


بلنكن ليس جادآ فى دعوته، وربما هى ضرورات انتخابية، كان عليه وهو يودع منصبه ان يدعو لتنفيذ مخرجات اتفاق جدة و ان تمارس إدارته الضغط على الامارات لايقاف دعمها للمليشيا والاعتراض على تزويدها بالسلاح الامريكى، ليس على الحكومة السودانية ان ترفض الدعوة ولتكن رؤيتها واضحة فى التمسك بتنفيذ اتفاق جدة اولآ

امريكا لن تفعل فى ثلاثة اشهر ماعجزت عن فعله خلال خمسة عشر شهرآ وهى تستعد للرحيل مع تضاؤل فرص فوز حزب بلنكن بعد انسحاب الرئيس بايدن، ولن تستطيع فرض اى ضغوط حقيقية على الامارات فى ايامها الاخيرة، وسط تقارير عن تدهور صحة الرئيس بايدن وتراجع قدرته على الادراك ومحدودية صلاحيات نائبته هاريس، السودان ليس طوق نجاة الحزب الجمهورى ولن يكون جسرآ لفوزه فى الانتخابات.


كل الشعب السودانى يدعم حكومته فى ميادين القتال و يدعمها فى التمسك بحقوقه فى المنابر الدولية ووفق شروطه، واولها ان الامن والسلام رهين بوجود جيش قومى واحد، وان المليشيا لا مكان لها فى مستقبل السودان، الشعب السودانى صبر على الحرب وويلاتها خمسة عشر شهرآ، وليس كثيرا عليه ان تصبر الحكومة بضعة اسابيع

أكتب تعليقـكـ هنــا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد