الأخبار

شبح المجاعة في السودان

67

د.فيصل الزبير

شبح المجاعة في السودان

انا قررت عدم الخوض والكتابة في الشؤون السياسيه و ما يدور في بلدنا من محن منذ فتره طويله اي بعيد اندلاع هذه الحرب المجنونه لأن السياسه والكتابة فيها ظلت تفرق بين الاحباب والاصدقاء وتعمق الجراح وتزيد من الاحتقان والخصومات بشكل اكبر خصوصا اذا كان التعاطي فيها بفهم هلال مريخ .

ما جعلني اكتب اليوم واستفزني حد البكاء تصريح مستفز من السيد وزير الزراعه المكلف بأنه ليس هنالك شبح مجاعة حاليا في السودان وان كل تقارير المنظمات الامنيه غير دقيقه وفيها خبث سياسي وتريد الكيد للبلاد.

والمواطن السوداني البسيط يعايش الان ويكابد من مآسي عديده منها فشل الموسم الزراعي الصيفي او الخريفي الحالي في الولايات التي نعتمد عليها في الانتاج الزراعي للمحاصيل خاصة الذرة بأنواعها في الجزيره والدالي والمزموم وفي سنار والصعيد عامة وفي دارفور الكبري وكردفان بسبب السيوله الامنيه التي تعاني منها البلاد وحتي القضارف الموسم فيها لن يكون مبشرا رغم الأمطار الوفيره جدا وذلك بسبب ارتفاع تكاليف الانتاج فيها وعدم توفر التمويل .

واضف الي ذلك ثالثة الاثافي حيث الاسواق مولعه (نار الله الموقده) فالذره الجوال وصل حوالي اكثر من ٢٧٠ الف والقمح حوالي اكثر من ٢٠٠ الف والبصل وصل الي ٨٠ الف وهذا مصحوب بانخفاض هايل في دخل لمواطن بسبب هذه لحرب وخاصة موظفي الخدمة المدنيه المعذبين في الأرض والمغضوب عليهم من آمثالنا الذين يتحصلون علي ٦٠% فقط من مرتباتهم بأمر السيد جبريل مما جعلهم يعانون الآمرين في الحصول علي مايكفي حتي قوت اليوم.

نعم قد يكون هنالك مخزون استراتيجي لتلك المحاصيل لتغطية اي فجوه غذائيه او لا قدر الله حدوث مجاعه ولكن للأسف لن يصل الينا في الأسواق بسبب الحرب وصعوبة للترحيل وبالتالي تزداد معاناة المواطن يوما بعد يوم ويزداد الطلب مع قلة المعروض مما ينعكس علي الأسعار وترتفع إرتفاعا جنونيا، انه الواقع المعاش رغم اتف من ينكرون حدوث المجاعة او شبحها.

الان انها المجاعة تطل علينا برلسها وليس شبحها في تقديري وكل ذلك مصحوب بندرة وانعدام اللحوم مع ارتفاع أسعارها ارتفاعا غير مسبوق وكل ذلك بسبب السيوله الامنيه وانتهاكات المليشيا المتمرده التي تنهب وتسلب كل شي بقوة السلاح و(تشفشف) حتي المواطن البسيط.

ان المواطنين مثلا في المسيد يتعرضون وبشكل يومي ومستمر لهذه الانتهاكات الامنيه مما جعل سوق المسيد يغلق ابوابه بنسبة ٩٩.٩% منذ فتره ليست بالقصيره بسبب الضرائب الباهظه التي تفرضها هذه العصابات اضافة الي كسر وسرقة كل محتويات المتاجر مع تركهم الابواب مشرعة لكل من يريد ان ينهب. وكل ذلك مصحوب بعدم استقرار في التيار او الإمداد الكهربايي مع عدم توفر غاز الطهي وارتفاع اسعار الفحم .

فوصل المواطن الي مرحلة لا يستطيع معها شراء الكثير من الاحتياجات الضروريه للحياة اليومية فمثلا اللحم صار من السلع الاستفزازيه ومن الكماليات واضف الي ذلك ارتفاع في السلع الضرورية الاخري من ارز وعدس وزيت ودقيق والادويه وحتي المخابز توقفت تماما في كثير من المناطق لهذا السبب إذ وصل سعر الجوال ٢٥ كيلو الي ٨٢ الف ج وال٥ رغيفات ب ١٠٠٠ ج مما جعل الناس تتوقف عن شراء الخبز والذي اصبح من الكماليات ومظهر من مظاهر الرفاهيه.

رغم كل هذه المعاناة والعذاب أليست هنالك شبح مجاعه؟ واما اللبن صار الحصول عليه مثل الحصول علي لبن الطير ووصل سعر الرطل الي أرقام فلكية مما فاقم المعاناة وكل ذلك يقود الي كارثة انسانيه محققه بحدوث سوء التغذيه وسط الأطفال والكبار .

واسال الله ان يلطف بالعباد والبلاد فنحن امة وشعب لا يستحق كل هذه المعاناة وحقيقة نمر بامتحان عسير وتجربة مريرة وازمه حقيقيه مصحوبه بأزمة ضمير وأخلاق مع انسداد تام في الافق للوصول الي حل سياسي شامل يرضي طموحات الطرفين المتصارعين بغض النظر عن معاناة الشعب الطيب المغلوب علي امره.

فالشعب السوداني المكلوم محتاج الي إغاثة حقيقه وعاجله من كل منظمات الأمم المتحده ومن الدول الشقيقة والصديقة .

فنحن الان نمثل (رجل أفريقيا المريض) والمهيض الجناح، فبدلا من أن نكون سلة غذاء الوطن العربي كما كنا نقول سابقا بفضل امكانيانتا ومواردنا الطبيعيه ولكن الآن صرنا كالعير في البيداء يقتلها الظمأ والماء فوق ظهرها محمول، فضاقت واستحكمت حلقاتها وننتظر الفرج من الذي لا يغمض ولا ينام.

أكتب تعليقـكـ هنــا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد