غضب عارم في مصر.. بازار مصري يروج لـ”الأفروسنتريك”
غضب عارم في مصر.. بازار مصري يروج لـ”الأفروسنتريك”
ما هي “الأفروسنتريك” التي أشعلت زوبعة حول “كليوبترا السمراء”؟
متابعات أبعاد برس | العربية نت
وفد إفريقي يزور المتحف
ظهر مقطع الفيديو متداول صاحب بازار مصري بصحبة وفد إفريقي حيث يشرح ويؤكد لهم أن الحضارة المصرية القديمة قامت على أيدي الأفارقة وأن المصريين القدماء كانوا (سود البشرة).
وكذلك ظهرت في المقطع فرحة سيدة إفريقية على وقع كلمات صاحب البازار المصري لتقترب من الكاميرا موجهة حديثها للمشاهدين في بث مباشر على ما يبدو لتؤكد أنه اعتراف (مصري) بأفكارهم.
وبعد ساعات من واقعة زيارة وفد من حملة “الأفروسنتريك” للمتحف المصري بالتحرير وترويجهم لمعلومات عن التاريخ المصري القديم، وما تبعه من غضب عارم بين المصريين، انتشر مقطع الفيديو لصاحب البازار المصري يروج لذات الأفكار على مواقع التواصل الاجتماعي.
في موازاة ذلك أثار مقطع الفيديو موجة كبيرة من الغضب في الشارع المصري، وتم تداوله بشكل كبير، مع مطالبات بضبط صاحب البازار الذي يشوه التاريخ المصري لصالح حملات مشبوهة طمعا في كسب بعض المال.
موجة من الغضب
و طالب عدد كبير من رواد مواقع التواصل بضرورة إحكام الرقابة الصارمة على كل من يتعامل مع السياح الأجانب أو يعمل على تدريس أو شرح كل ما يتعلق بالتاريخ المصري القديم، وذلك في مجالات البازارات السياحية وشركات السياحة، والإرشاد السياحي، والمتاحف، وكليات الآثار، وغيرها من المنشآت والمؤسسات.
وعبر الكثيرون من المصريين عن غضبهم وصدمتهم من أن تكون “الضربة من مواطن مصري”، معتبرين ما قام به صاحب البازار “خيانة يجب معاقبته وتوقيفه على إثرها”.
أفروسنتريك في قلب القاهرة
وكانت أزمة كبيرة حدثت قبل يومين عندما زارت مجموعة من حركة “الأفروسنتريك” المتحف المصري بالتحرير، ومن هناك زعموا مجدداً أنهم (أصل) الحضارة المصرية وأكدوا أن صور المتحف تعبر عن حضارتهم القديمة وليس حضارة مصر الفرعونية.
وأثارت الصور غضباً واسعاً في مصر حيث تداولها على نطاق واسع رواد مواقع التواصل متسائلين عن سبب دخول هؤلاء لمتحف التحرير وتركهم يتحدثون من هناك عن مزاعم تسلب مصر حضارتها وتاريخها
زاهي حواس يرد
وإزاء مزاعم “الأفروسنتريك” رد عالم الآثار المصري ووزير الآثار الأسبق الدكتور زاهي حواس، وقال في بيان له الأربعاء، إن الآراء التي أعلن عنها مجموعة من الأفروسنتريين داخل المتحف المصري بالتحرير لا أساس لها من الحقيقة بل هي مجرد خيالات.
وأوضح أن مملكة (كوش السوداء) حكمت مصر عام 500 قبل الميلاد، والتي كانت نهاية الحضارة الفرعونية، مضيفاً أنه عندما حكمت مملكة (كوش) مصر لم تترك أثراً في الحضارة بل كانت الحضارة المصرية هي التي أثرت في هؤلاء الشعوب. فيما لفت حواس إلى: “إننا لسنا ضد السود على الإطلاق، لكننا ضد هذه المجموعة التي دخلت المتحف المصري في التحرير لإعلان أفكار لا أساس لها من الحقيقة” بحسب زعمه.
وقال حواس إن “حركة الأفروسنتريك تهدف إلى خلق الارتباك من خلال نشر معلومات مغلوطة ومضللة تفيد أن أصل الحضارة المصرية أسود” علي حد قوله.
ما هي الأفروسنتريك التي أشعلت زوبعة حول “كليوبترا السمراء”؟
بعد أيام من الجدل والانتقادات التي وجهت إلى منصة نتفليكس، جراء المسلسل الوثائقي حول “الملكة كليوبترا” التي تعتزم بثه قريباً، جاء الرد الرسمي أمس من قبل وزارة الآثار المصرية.
وقبل أيام قليلة أيضا تصدر اسم الإعلامي والكوميدي المصري باسم يوسف مواقع التواصل الاجتماعي بعد انتقاده للممثل الأميركي الشهير كيفن هارت، ونتفليكس، خلال مداخلة مع الإعلامي البريطاني بيرس مورغان، رد فيها على الأزمة التي أثارتها نتفليكس بسبب “لون كليوباترا”.
فردا على التصريحات المنسوبة للممثل من أصول إفريقية كيفن هارت، التي زعم فيها أن أجداده “بنوا الأهرامات” في مصر، قال يوسف “الأمر ليس مرتبطاً بأصحاب البشرة البيضاء أو السوداء، بل بعملية الخطف الثقافي وتزوير التاريخ التي يقوم بها أتباع المركزية الإفريقية- الأفروسنتريك”.
أتى ذلك، بعد أن وجه العديد من المصريين على مواقع التواصل خلال الأسابيع الماضية، كذلك، انتقادات لاذعة لتلك الحركة، متهمينها بمحاولة خطف حضارتهم وتاريخهم، وتزوير الحقائق، والوقوف وراء عمل “الملكة كليوبترا” التي تجسد دورها ممثلة سمراء اللون.
فما هي تلك الحركة؟
تأسست الأفروسنتريك أو “الحركة المركزية الإفريقية ” على يد الناشط الأميركي الإفريقي الأصل موليفي أسانتي في فترة الثمانينيات، من أجل تنمية الوعي حول الثقافة الإفريقية عبر التاريخ، وتسليط الضوء حول تلك الهوية وأهميتها لاسيما في الولايات المتحدة وأوروبا.
كما تحاول نشر الوعي حول كيفية هيمنة الأوروبيين على حضارة الأفارقة، عبر الاستعمار والعبودية. وتحث كل إفريقي أو متحدر من أصول إفريقية على تقدير أصوله وتنمية وعي ومعرفته بالحضارات الإفريقية التقليدية.
أما أكثر نظرياتها المثيرة للجدل، فزعمها أن التاريخ والثقافة الإفريقية انطلقت من مصر القديمة، التي شكلت مهد الحضارة العالمية.
إلا أن تلك الحركة تدعي أن إرثها سرق وتم حجب منجزاتها وتزويرها من قبل الأوروبيين والغربيين. فأصل الحضارة المصرية بنظرها إفريقي دون سواه.
يشار إلى أن الجدل حول إنتاج نتفلكس لـ “كليوبترا” كانت أثير قبل أسابيع، بعد أن ظهرت صورة الممثلة الرئيسية لدور الملكة الفرعونية سمراء اللون، ما دفع العديد من المصريين إلى التساؤل حول السبب لاسيما أن العمل ليس مجرد فيلم سينمائي عادي، إنما وثائقي، وبالتالي يفترض أن يستند إلى وقائع علمية تاريخية.
فيما أكدت مصر أمس أن ظهور البطلة بهذه الهيئة يعد تزييفا للتاريخ المصري ومغالطة تاريخية صارخة لاسيما أن الفيلم مصنف كفيلم وثائقي وليس عملا دراميا، الأمر الذي يتعين على القائمين على صناعته ضرورة تحري الدقة والاستناد إلى الحقائق التاريخية والعلمية بما يضمن عدم تزييف تاريخ وحضارات الشعوب.