في طريق ديسمبر .. من أحق بدعمك ؟؟
مجاهد نايل يكتب
رغم أن هذا الأمر ليس أمراً معقد، وقد إستعاض الإنسان بالتكنولوجيا بديلا عن ذاكرة الجسد وطريقة التعلّم بالنُدوب وعلامات الأذى الجسيم البارزة
في طريق ديسمبر .. من أحق بدعمك ؟؟
طبعا يقال كما هو معلوم أننا شعب بذاكرة سمكة و مثقوبه كمان !
بمعنى أن كلمة (تراكم الخبرات) تساوي عندنا (تراكم الأزمات) نفسها .
رغم أن هذا الأمر ليس أمراً معقد، وقد إستعاض الإنسان بالتكنولوجيا بديلا عن ذاكرة الجسد وطريقة التعلّم بالنُدوب وعلامات الأذى الجسيم البارزة ..
رغم ذلك ..
لا يريد اي أحد أن يلمس شاشة هاتفه ليعرف من هو العدو ؟
القتل والانتهاك والتهجير ليس أمرا جديدا ومستغربا لدى المواطن السوداني، إنما هو أمر معتاد .
إن عُمر معسكرات النزوح داخل السودان يفوق العشرين عاما .
ببساطة وسهولة …
يمكن لكل مُنتهك في حرب اليوم، أن يحمل صورة البرهان وجيش الوطن، ثم يدخل الى اي معسكر من معسكرات نزوح دارفور يسأل الناجين :
ـ هل هذه صورة من أنقذوكم ؟
سيرى بوضوح علامة الرعب في وجوه النازحين كبار السن ويجد الإجابة:
ـ لا، هذه صورة الذين أرسلوا لنا الجنجويد لينتهكونا !
لا يحتاج الإنسان إلى ذاكرة، في حروب عمرها عشرين عاما ولا تزال ندوبها حيه، ليعرف أن المُنتهكين لم ينقذهم أحد منذ عشرين عاما ، فتوالدوا في معسكرات النزوح .
حين صرخ المواطن الدارفوري بعبارات (انتهكوا قرانا واغتصبوا نسائنا ونهبوا أموالنا و …) ..
لم يجد سوى الاحتقار ..
الاحتقار بتطوير المليشيا أمام عينيه رويدا رويدا لتصبح صنوا لصانعها ..
إنها شعارات سقيمة حين تخرج من قلوب سقيمة، فمقتل مواطن واحد مقتل أمه .
حين يقولها سوداني من لبن حلال هكذا
ـ مقتل فرد مقتل شعب كامل .
سيعرف يقينا أن من قتل المواطن في أي مكان واي زمان، ليس الجنجويد
إنما هم (العسكركيزان) .
ليس المليشيا ابدا.
إلا اذا كنت تحاكم الخنجر وتعبد اليد التي طعنتك به.
وهذه هي الجريمة الكامله، حين ينجو القاتل ليصنع في ذاكرتك السمكية جريمة أخرى باسم الخنجر .
حرقوا دارفور..
ولأنها بالنسبة (للعسكركيزان) كانت حربا ناجحه ومثمره، فذاكرتهم تكررها بلذة وبلا توقف.
إنها قاعدة مشروحة أمامك.
تدعم فرعون فأنت تفرعنه مرات ومرات.
تُسقط فرعون يسقط هامانه معه.
إن الأحزاب مهما كان سوءها، فإن الناس يفوتهم الخطأ القاتل الذي يتعاملون فيه معها.
الأحزاب روحها كالمدنيين عكس العسكر.
لقد ثبت لكم بعلاج الكي والحرب والانتهاك أن دعم العسكر يجعلهم أكثر فسادا وطغيانا ليس إلا.
فإن الأحزاب إصلاحها يكمن في دعمها ودعمها ودعمها في كل أحوالها.
بالدعم المستمر تنمو و تنصلح الأحزاب وتنصلح البلاد ..
وبالدعم المستمر ينفلت ويتفرعن الجيش ويدمر البلاد ..
إن كل سوداني حر محب لخير بلاده ومتواجد خارج السودان آمن من بطش الحركة الإسلامية، فواجبه الاوجب أن يعلن دعمه (تقدم) في كل وقت.
إن (تقدم) هي الوحيدة التي يمكنك أن تستخدم معها عبارة البلابسة الشهيرة بشكلها الصحيح:
ـأول نقيف مع (تقدم) حتى ننتهي من إبعاد الطرفين الاتنين عسكركيزان و(دعم كيزان)، وبعد داك
نتفرغ للاحزاب نوريهم
الطفا نور ديسمبر منو !!
فالتغيير لا يتوقف ..
و
(البحكمك لابد يكون
شبهك و خاتيك في العيون)
اغنية ميعاد
الديسمبرية
نانسي عجاج.
مجاهد نايل