في كسلا: مشاهد تدمي القلوب
علي صالح طمبل
في كسلا: مشاهد تدمي القلوب
زرت مؤخراً كسلا حاضرة ولاية كسلا بشرق السودان، وقد اجتمع عليها ابتلاءان: الحرب التي خلفت النزوح والتشرد، والأمطار التي خلفت السيول والفيضانات.
زرت كسلا، فهالني ما رأيت!
رأيت أسراً قد ضاقت بهم الملاجئ ومراكز الإيواء، واكتظت بهم المدارس والداخليات، مثل كثير من الولايات الٱمنة التي نزحت إليها ٱلاف مؤلفة من الولايات التي اشتعلت فيها الحرب فأحالتها جحيماً لا يطاق!
لكن ما رأيته في ولاية كسلا لم أره في ولاية أخرى، رأيت أسراً كاملة تفترش الأرض وتلتحف السماء، تنظر إليها، فيحدجك أطفالها بنظراتهم البريئة، كأنهم يلومونك على تقصيرك، فيتفطر قلبك ألماً، وتترقرق الدموع في عينيك!
رأيت أسراً في فصل الخريف الماطر لا مأوى لها سوى ظل الأشجار التي لا تقيهم زخات المطر، ولا تسترهم من أعين الناس، ولا تدفع عنهم خطر العقارب والحيات!
كان أحسنهم حالاً من وجد مشمعاً لا يتجاوز بضعة أمتار، يثبته على حائط أو شجرة، ليؤوي إليه أسرته، فيحصل كل واحد من أفرادها على مساحة لا تتجاوز متراً أو نصف متر!
تخيل أنك في محل أسرة من هذه الأسر، تعيش في أمن وطمأنينة في بيتك، فيتبدل حالك بين عشية وضحاها، لتصبح مشرداً بلا مأوى، لا تستطيع حيلة ولا تهتدي سبيلاً!
هذه الأسر تنتظر من إخوانها الذين جمعتهم بهم أعظم أخوة، أخوة الإسلام، أن يواسوا جراحها ويمدوا إليها يد العون؛ تحقيقاً لوصف النبي عليه الصلاه والسلام للأمة بالجسد الواحد الذي إذا اشتكى منه عضو؛ تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى.
فليكن الإيواء على رأس أولويات المنظمات والجمعيات الخيرية في ولاية كسلا وخارجها، فهذه الأسر في مسيس الحاجة لمأوى يقيها من حر الشمس، ومطر السماء، وخطر الحشرات.
- الخارجية السودانية: رعاة “المليشيا” لم يدركوا هذه الحقيقة
- مجزرة جديدة: قوات الدعم السريع تغتال (7) أشخاص بالخرطوم بحري رمياً بالرصاص
- وداعا أيتھا الحرب (1)
- عقبات وتحديات في مواجهة السودان…. ماذا بعد؟
- الرئيس الصيني يستقبل رئيس مجلس السيادة القائد العام للقوات المسلحة الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان
ولتنطلق من المساجد والمدارس والبيوت في كسلا وغيرها مبادرات للإيواء، وليساهم كل فرد بالقليل والكثير من أجل إيواء هذه الأسر،د؛ فكلنا معرض لهذا الابتلاء، وقد نكون يوماً في مكانهم، فنسأل الله السلامة والعافية.
ولنستحضر الأجر والثواب المترتب على إيواء المسلم وستره ومواساته، و(من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته) كما أخبر بذلك النبي عليه الصلاة والسلام في الحديث الذي رواه مسلم في صحيحه (2580).