كبسولة – قاطع طريق
مصطفى درش
في منتصف الثمانينات ظهرت مجموعات تحمل السلاح تقطع الطريق من الشمالية لغاية العطرون وطريق الدبة الفاشر، لايجمع بينها غير انها مجموعة ملاقيط من عرب الصحراء .
تظهر هذه المجموعات فجأة وتستهدف الركاب والسواقين. توقف العربات بقوة السلاح وتقوم بنهب كلما بحوزة الركاب من اموال نقدية ومنقولات ثم تطلب منهم امعانا في التشفى القيام بحركات الرقص والصفقة وخلع الملابس امعانا في الاذلال كما يحدث في هذه الايام .
هي نفس الممارسات التي لم تتغير، فكلما يملكونه الان هي ثقافة القتل والتي لم يستطيعوا ان يتخلصوا منها فالقتل عندهم لاتفه الاسباب بل وصل بهم ان يقتلون وهم يضحكون ويلعبون، وكأن السلاح لعبة في يد طفل يلهو بها ولايعرف قيمتها .
بعض ابناء الشمالية الشجعان لم يكن تروق لهم ولم يستجيبوا لهم فكان جزاؤهم اطلاق الرصاص عليهم فاستشهد في سبيل الدفاع عن اموالهم وانفسهم خيرة شباب المنطقة فلن ننسى عيسى ابنعوف وعامر عيسى واحمد بلال وود المليح وغيرهم من ابناء النايراب مما لا تسعفني الذاكرة .
كما وصلت بهم الحالة لاختطاف اللواري التجارية وما حادثة عادل حمزة وقريبه احمد عثمان مكي الذين كاد الناس ان ينسوهم من طول فترة الاحتجاز لولا كتب الله لهم الحياة .
هؤلاء قطاع الطرق الذين كونوا ثروتهم من السرقة والنهب والتي غنموها من ابنائنا في الشمالية الذين كانوا يغامرون بالتجارة من اقصى الشمال لاقصى الغرب ولم ترهبهم نيران المجرمين .
كونوا ثروتهم وبدأوا هم يتاجرون بهذه الاموال في الابل والحمير بل وصل بهم الامر أن يوفروا الحماية للتجار المصدرين بحكم معرفتهم بالصحراء واستخدامهم السلاح ومعرفة اجرام بعضهم البعض .
- تحديث “أندرويد” يجعل هاتفَك “غيرَ قابل للسرقة”
- ضحايا يكشفون تفاصيل مثيرة .. أكبر عملية احتيال رقمي تضرب السودانيين
- برعاية يوغندية .. قمة خماسية تجمع البرهان وحميدتي
- ھَذهِ الحَربُ سِياجٌ لِمنعِ إفْلاتِ الظّالِمين!!
- “نُوبِل”.. تَصْعَدُ بِغُرفِ الطوارئ الي العالمية
هنا ظهر حميدتي كأحد هؤلاء الرباطة وبما يملك من كاريزما بدو الصحراء استطاع ان يتقدم صفوف هؤلاء المرتزقة والقطاعين فتزعم تلك المجموعة، هؤلاء القطاع لم يعرفوا يوما ركوب الجواد ولا علاقة لهم به، كل تحركاتهم كانت بالعربات المسروقة رباعية الدفع، ولازال يحتفظ حميدتي الذي لاندري في اي برزخ الان لا زال محتفظا بعلاقاته التجارية مع بعض ابناء الشمالية والذين شاركوه في تلك الاموال .
فطبيعة اجرامهم لاتسمح لهم بركوب الجواد فاقصى ما يركبونه هي الحمير والتي ايضا يتاجرون بها، فالذين يطلقون الجنجويد على قطاع الطرق هؤلاء لايعرفون طبيعة نشأتهم والذين اصبحوا نواة للدعم السريع. فالجنجويد مهم براء .
ان اهمال الحكومات لقضايا ابناء الشمال وعدم توفير الحماية لهم، وطبيعة تضاريس المناطق وبعدها ووعورة الطرق الصحراوية هي التي ساعدت على تكاثر ونمو قطاع الطرق، فاستمروا في النهب والسلب ومصادرة اموال المواطنين واشتروا السلاح واصبحوا قوة عسكرية تتحدث عن الهامش .
درش