(قاعد) في النهود وما عارف جبل (حيدوب) !!
مقالات

(قاعد) في النهود وما عارف جبل (حيدوب) !!
جبل (حيدوب) الذي يقع من الناحيه الشرقيه علي مدخل مدينه النهود وأنت قادم من مدينة الأبيض، عرف أهل النهود وعرفوه أحبهم وأحبوه (كجبل أُحد) فصار رمزاً للمدينة شموخاً وعزةً وشهامة وفراسة كرجال دار حمر
إستظلت مدينه النهود الحالمة الوادعة والمسالمة بأهلها تحت ظِل جبل حيدوب ضُحي، وتستجير ظهراً في المصيف من رمضاء الشمس الحارقة علي ثُقاء أصوات الضأن الحمري بحثاً عن الماء في الفوله التي تتجمع بها المياه خريفاً وأبارها الجوفيه العميقه التي تعتبر هي الأخري (الفولة) رمزاً من رموز المدينه يجاورها علي ضفتها الجنوبيه نادي السلام العريق الذي يرجع تاريخ إنشاءه للعام 1917 ثاني نادي بالسودان بعد نادي الخريجين
تمسي وتصبح مدينه النهود علي أصوات همهمة الابل ونواخ الأباله، وتتنسم رائحه شلخ لحاء أشجار الهشاب عطراً وثمراً كالذهب قيمة وجمال، وتلوح من فوق أغصان شجرة التبلدي المخضرة خريفاً شعاراً للسلام والسماحة والمحبه والوئام والبهاء
تربطني بمدينه النهود وطني الثاني مدرسة النهود الثانويه إلتحقت بها قادما من مدينه المجلد في اواخر الثمانينات منهلاً للعلم والتفوق كان علي إدارتها الاستاذ عجبان وأساتذه اللغه العربيه المفوهين لن يجود الزمان بمثلهم الاستاذ سعد العشاري، والاستاذ يوسف ماكن مكين، وإستاذ الناير، وإستاذ طارق البلاع وغيرهم لهم العتبي ان لم نذكر أسمائهم ورحم الله من إنتقل الي جوار ربه ومتع الله بالصحه والعافيه من ظل علي قيد الحياة
هذا بالاضافه الي صلة رحم تربطني بالخوال والخالات بحي البخيت البرياب، وحي الشايقيه ذهب معي الي المدرسة ابن خالي الباشمهندس خالد محمد احمد نور المهندس ببلديه النهود حيث تم قبولي بمدرسة النهود الثانويه علي الفور عندما علم الاساتذه والمدير ان الاعلامي والمذيع القدير عوض ابراهيم عوض بن خالتي الذي رفع إسم المنطقه وإشهرت به ان اكون خلف لخير سلف متع الله البروف عوض ابراهيم بالصحه والعافيه وهو أصبح رمز من رموز مدينه النهود خبير إعلامي أسمه مرادفاً لمدينه النهود ضمن علمائها الاجلاء،
ومدينه النهود ودار حمر عموماً تعتبر ملتقي للعرب الرحل بأبقارهم وأغنامهم وإبلهم بما يعرف بالدار للبقاره والدُمر والنشوق للأباله تربط بينهم أصاله البداوه والترحال صيفاً وخريفاً وشوقاً وحنيناً وهم يتجولون من مرتبع الي مرتبع
أيها الجنجويد الأوباش أنتم الأن “قاعدين” في النهود وما عارفين جبل حيدوب، أصبح هذا القول مثلا يضرب لمن تحتضنه النهود ولا يعرف عن رمزها شئ
هذا الجبل يرمز لشهامه وفراسة أهل هذه الدار فمدينة النهود تاريخ للبطولات ومدينة العلم والعلماء سينتفض هذا الجبل بركاناً ولهباً وستدور عليكم دوائر معركه ضروس لن تسمعوا بها في التاريخ وستخرجون غداً أو بعد غداً صاغرين ذليلين مخلفين قتلاكم تأكلها “صقور وحِدي دار حمر”
ودخول قوات الدعم السريع لمدينه النهود ما كان أن يكون لكن يد القدر والإستهوان والخيانة، وعدم التخطيط، والحشد، والتعبئه دون عتاد حربي يذكر يواجه آلة قوات الدعم السريع (الجنجويد) الاكثر تطوراً …
تربع الجنجويد علي أرض مدينه النهود عاثوا فيها فساداً كعادتهم دائماً ونكلوا وقتلوا وسرقوا ونهبوا مقدرات المواطن ابتداءً بالسوق الكبير وسوق المحاصيل والذي يعتبر أكبر سوق لمحصول الفول السوداني، والصمغ العربي، وحب البطيخ عالمياً ومحلياً حيث توجد آلاف الأطنان من هذه المحاصيل إستعداداً لترحيلها لبورتسودان كصادر يدر للبلد عملات حُره
مدينه النهود هي المدينه الاولي في ولايه غرب كردفان عمراناً وثروة زراعية وحيوانية ومصانع للزيوت، إحتضنت كل قبائل السودان من غير من ولا أذي وتميز في سلم وسلام دائم تحسدها عليه بقيه ولايات السودان فتحت ولاية النهود أذرعها وقلبها لكل الفارين والنازحين من الفولة وبابنوسة ومدن السودان الاخري التي تأثرت بالحرب
ولله درك الناظر والامير عبدالقادر منعم منصور لقد إفترشت ثوبك الأبيض عنواناً للسلام ووحدة السودان لن تثنيك إغراءات الجنجويد وتهديداتهم حتي دخلوا دارك وانت رافع الرأس لا تخشي النبال كجبل حيدوب الذي عرفناه
لن يندمل هذا الجرح يا مدينه النهود إلا بعودتك الي ولاية غرب كردفان وحضن الوطن …..
النذير عبدالله صلاح الدين – 4 مايو 2025