لا لعسكرة الحياة السياسية

كلمة الميدان: لا لعسكرة الحياة السياسية
بينما تحاول القوى الدولية والإقليمية الضغط بكافة السبل للحافظ على مصالحها في بلادنا والبحث عن منابر مدنية تساعد هذا الطرف أو ذاك في أي تسوية سياسية مستقبلية في مثل هذه الظروف أصدرت قيادة مليشيات الدعم السريع قراراً بتكوين لجنة للإتصالات السياسية “واللقاء بالقوى السياسية والمجتمعية وحركات الكفاح المسلح .
تعمل هذه اللجنة على عقد مشاورات واسعة بشأن الأزمة السودانية والحرب الراهنة والسبيل الأمثل للوصول لحل شامل يعالج الأزمة من جذورها بمشاركة جميع القوى السياسية والشبابية والمجتمعية”.
خطورة هذة الخطوة هي محاولة فرض مليشيات الدعم السريع كجسم سياسي له برنامج تسنده قوى إجتماعية وبالتالي يتطلب التعاطي معه وبهذا الإفتراض يعني الاعتراف به في مستقبل العمل السياسي. وهذا ما ترمي إليه بعض الأطراف في المجتمعين الدولي والإقليمي المتحالفة مع الدعم السريع.
من خلال هذه اللجنة ستعمل مليشيا الدعم السريع على خلق تحالفات وسط القوى المدنية وبالتالي إنقسامات سياسية وشبابية ومجتمعية. وذلك عبر اساليبها المعروفة والمعتمدة على الاستقطاب بالإغراء أو التهديد مما يسهم في خلق طابور خامس وسط القوى المدنية.
هذه المجموعة كما تعرف نفسها ويعرفها قانون إنشائها هي قوات عسكرية نظامية وبالتالي لا يحق لها ممارسة العمل السياسي والإقتصادي. مليشيات الدعم السريع كما يعرفها الشارع السوداني وكما جربتها جماهير شعبنا هي قوات أجرمت وأنتهكت كل القوانين الوطنية والدولية. ومتورطة في جرائم حرب وإبادة جماعية وجرائم ضد الإنسانية في العاصمة ودارفور. ولا زالت تمارس هذه الانتهاكات لذا يجب ملاحقتها قانونياً وعدم السماح لها بلعب اي دور سياسي أو المشاركة في أي عملية سياسية مستقبلية.
موقفنا هو حل هذه المليشيا وكل الميليشيات حسب الترتيبات الأمنية المتعارف عليها ومحاسبة كل مجرمي الحرب وعدم السماح لهم بالإفلات من العقاب.
الميدان العدد (4085) الثلاثاء 18 يوليو 2023م.
