الأخبار

مجاهد بشرى يكتب: أشياء تراجع عنها رئيس الإنقلاب

126

بعد 7 اشهر و 27 يوم من الانقلاب العسكري الفاشل الذي وقع في الـ 25 من اكتوبر العام الماضي, بدأت ثقة رئيس الانقلاب البرهان في قراراته ووعوده تهتز “كما كان متوقعا”,

فالبرهان الذي ابتدر انقلابه بالوعيد والقمع والقتل, اصبح محاصرا داخليا ومعزولا خارجيا, نتيجة لأخطاء جسيمة وقع فيها هو ونائبه زعيم الجنجويد, وفي لقاء الأمس على قناة الحرة, رصدنا عدة اشياء تراجع عنها رئيس الانقلاب .

1- القاعدة البحرية الروسية في بورتسودان :

حيث قال البرهان أي خطوة تتم في هذا الأمر, يجب أن تتم بإتساق وتوافق مع دول الإقليم “.

مما يعني أن الأمر قد تحول من قرار سوداني, إلى قرار في أيدي دول المحاور, وهي من تفصل فيه, ويُنبيء عن نذر خلاف قادم بين الجنجويد والجيش حول الملف.

2- الانتخابات المبكرة :

يقول رئيس الانقلاب ” الانتخابات المبكرة هي أمور يجب التوافق حولها مع القوى السياسية”.

هذا يعني ان خطاب الوصاية, و قيادة الشعب لم يعد مجديا او مطروحا, بعد الفشل الوخيم للإنقلاب العسكري, وإفساده لكل شيء .

3- الانقلاب العسكري :

لأول مرة يصرح السفاح بلفظ الانقلاب فقال ” نحن من نتحدث عن انهاء الانقلاب”, مما يُعد مؤشرا على انه البرهان يواجه شيئان لا ثالث لهما :

1- مبادئ تململ حقيقي داخل المؤسسة العسكرية, قد يُفضي إلى الانقلاب العسكري عليه, او فقدانه للسيطرة على مقاليد الامور, من قبل الحركات والجنجويد .

2- او ان هنالك ضغوطا كبيرة من المحاور تطالبه فيها بتسليم السلطة للمدنيين, وهو يحاول كسب الوقت من أجل الخروج بصفقة تضمن له النجاة والافلات من المحاسبة .

4- العلاقة مع روسيا :

من الملفت انه قال بأنهم يتفقون مع الولايات المتحدة, والتي وصفها بالحريصة والساعية للديمقراطية في السودان, وان الولايات المتحدة يجب ان تفهم بأن علاقتهم مع روسيا هي علاقة عادية في اطار توازن العلاقات الدولية, وانهم يؤكدون حرصهم على عدم المشاركة في زعزعة الاستقرار العالمي والاقليمي .

5- تحميل المدنيين مسؤولية تدهور الوضع الاقتصادي :

أقرّ البرهان بأن الصدام و التدهور الاقتصادي كان قائما من قبل التغيير في العام 2019م, وهذا اقرار ضمني بعدم مسؤولية الحكومة المدنية عن تدهور الوضع الاقتصادي, والتي اتهمها سابقا بذلك مما فجر أزمة بينهما, ويجب لفت النظر إلى ان استمرار البرهان في تحميل المدنيين المسؤولية السياسية للإنغلاق السياسي انما يقع في دائرة التلاعب السياسي, على الاقل لكسب القليل من النقاط في صالحه وهذا أمر طبيعي ومتوقع .

6- دمج الحركات المسلحة وتنفيذ بند الترتيبات الأمنية :

لأول مرة يخرج موقف العسكر واضحا من دمج الحركات, فكما ظللنا نكرر دائما, بأن البرهان يستخدم الحركات بصورة مؤقتة, وسيتخلى عنها في اقرب فرصة, حيث قال بأن ما يوقف الترتيبات الأمنية هي المعوقات الاقتصادية, وبما أن وزارة المالية في يد الحركات المسلحة, والجيش والحركات شركاء في الانقلاب الذي أوقف الدعم الخارجي لتنفيذ الدمج, فإن الحركات لم تعد تملك اي مسوغات لإتهام الجيش بعدم الجدية في تنفيذ بند الترتيبات الأمنية, وفي رأيي هذا هو المخرج المثالي للبرهان من هذه المسألة, وما كان يبحث عنه منذ زمن طويل, مما يعني نهاية اتفاق سلام جوبا, ووقوع الحركات المسلحة تحت رحمة قوى الثورة التي ترفض اي تفاوض او شراكة معها.

8- طرد بعثة فولكر :

من كان يظن ان السفاح البرهان الذي هدد مرارا و تكرارا بطرد المبعوث الأممي فولكر بيرتس, سيعود و يقول أن البعثة جاءت بطلب من الشعب السوداني, وانها تقود حوارا هم اول الداعمين له ؟

ربما لأن البرهان والعسكر والانقلابيين والجنجويد ادركوا بعد فوات الأوان, ان فولكر هو طوق نجاتهم وليس العكس, ولا عزاء للفلول الذين خرجوا في مسيرات, ولا عزاء للأمرد ابو هاجة ولا غلامهم ابراهيم الحوري .

8- مسؤوليته عن اصدار الأوامر للشرطة بإستخدام العنف ضد الثوار:

من المثير للإهتمام أن رئيس الانقلاب ظل يجيب عن كل سؤال و يرمي بالاتهام على غيره, في محاولة لتفادي المسؤولية عن كل الانتهاكات, فالبرهان الذي أكّد رغم علمنا بكذبه أن الأوامر للشرطة كانت كالآتي :

1- عدم حمل السلاح الناري .

2-عدم مطاردة المتظاهرين.

3-ان تلزم مواقعها وتحمي مؤسسات الدولة فقط .

4- التوجيه بعم استخدام القوة ايا كان نوعها تجاه الثوار المتظاهرين .

هذا التصريح يعني ان البرهان قد تخلى عن كل قواته التي تمارس السحل والقتل بإمره في الشوارع, وأن الشرطة التي تقتل وتعتقل وتجرح, انما تعمل دون اوامره, بل هي مسؤولة عن نفسها, وعليها مواجهة العواقب عندما ينتهي او يسقط هذا الانقلاب.

وهو ما كنا نؤكده لكل رجال الشرطة كبار الضباط, بأنهم اداة قتل واكباش فداء سيقدمها الانقلابيون للمحاسبة من أجل تبرئة أنفسهم عند اول تسوية سياسية, او سقوط للإنقلاب, وهذه من اوضح شيم البرهان.

البرهان لم يترك فرصة لصحفي ومرتزقة الانقلاب وذبابهم الإلكتروني اي فرصة للدفاع عما قاله, وما كنا لنصل اليوم لما نحن فيه, لولا قوة الشارع ومواقف قوى الثورة التي تسير يوما بعد يوم نحو توافق وتوحد يُنبئ بأنّ سودان ما قبل الـ 25 من اكتوبر 2021م ليس كبعده .

أكتب تعليقـكـ هنــا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد