الأخبار

محمد حامد جمعة يكتب : العلامات والترسيم

64

العلامات والترسيم

1
أكرر وأعيد خطاب اليوم من أذكى خطابات رئيس الوزراء الإنتقالي د.عبد الله حمدوك . وأقواها . وأفضلها من حيث محددات اللغة . والافق الذي ييفتحه والإحاطة بظرف سياسي ملتهب. والرجل ببساطة أجرى عملية ترسيم ووضع علامات بين أطراف الأزمة الثلاثة المكون العسكري. قوى الحرية والتغيير a والحرية والتغيير b . وثبت بذلك حقوق كل طرف وبالضرورة رؤيته وارتكازه على الارض. وبالتالي أبطل توتر حسابات الخسارة عندها وهو كذلك قبل تحفظات كل طرف وعالجها بمعطى حل .

فخاطب شواغل العسكر حول المهددات الأمنية الداخلية والخارجية وعدم جعل تلك القضايا في سوق العرض المفتوح وأظنه يلجم بذلك تيار التفكيك والهيكلة . وثبت موضوع توسعة القاعدة وأمن بالمقابل على مؤسسات الإنتقال الحالية وبالتالي حصص الفئة الحاكمة الان .

وانتبه للمرة الأولى الى أهمية كوابح مطلوبة بالقانون لعمل لجنة التفكيك بعد تثبيت أصلها كجسم مشروع قد تجرى عليه تحسينات لتجنب المظالم . والمح بعيدا الى الوفاق بالإنعتاق من ضغائن الماضي وهي إشارة مهمة تقرأء مع قضايا العدالة والمصالحة وتحمل فواتير ذلك السياسية والأخلاقية (نقطة سأعود لها)

وتحدث للمرة الاولى عن الانتقال الديمقراطي بالانتخابات بقيد زمني لا يتجاوز العامين وتبعات ذلك من تجهيزات وهي نقطة بخلاف الشعب والاطراف التي تريد مد الانتقالية يمكن إعتبارها ورقة في بريد الخارج الداعم لهذا التوجه

2
على المستوى الشخصي لحمدوك . وللمرة الأولى يبرز كطرف رابع _ إضافة للأطراف الثلاثة _ حيث ثبت وضعه كجزء وجسم أساسي في المعادلة . ليس وسيطا او محايدا . بل عنصر أساسي له ثقله وإستفاد الرجل فيما يبدو من كونه ظل في التناوشات المتكررة خارج اقواس الازمة التي جلد أطرافها بسياط لاسعة وطالبهم بالإنتقال من التعارك في الشارع والفضاء الخارجي الى ملعب داخلي ارضيته الوثيقة الدستورية والمؤسسات .

واهمية هذا الجزء من حديثه انه بدا اقرب ما يكون الى الرابح الوحيد حتى الان من الازمة الحالية مع عدم خسارته كيفما انتهت لهذا الطرف او ذاك او خلصت الى تسوية بالتراضي بمعني ان الرجل يدخل المرحلة المقبلة بكل الفرص لشخصه حيث سيحرص الجميع على ان يكون هو الاساسي وبدعم لن ينكر من الشارع الذي استعاد حمدوك اليوم المبأداة فيه . بتلك الوضعية حيث سيكون بعيدا عن واجهة الاستهداف .

وان كنت لا اعرف هل يتضمن طلبه بوقف التصعيد عملية التحشيد والتحشيد المضاد بين يومي 16 و21 اكتوبر


3
ببساطة منح حمدوك في خطابه الكل اوراق وامسك في الوقت نفسه باوراق الجميع . والاهم من هذا انه وللمرة الاولى يبرز في دور رئيس الوزراء الذي يمكن ان يقرر وان يحسم إذا اراد وهي نقطة يجب ان تكون في حسابات كل الاطراف منذ اليوم. والعديل راي والعوج راي . تحب الرجل او ترفضه هذا شانك لكن الحق حق

أكتب تعليقـكـ هنــا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد