الأخبار

مصطفي علي مصطفي يكتب: مُستشَار مُنْدّس

60

مصطفى علي مصطفى (درش)


وفد الى منطقتنا طبيب اختصاصي نساء وولادة، وشاء حظه العاثر ان يجري عملية ولادة قيصرية لإحدى نساء المنطقة ونتيجة لخطأ طبي ليس له يد فيه توفت المرأة, ومن هذا اليوم لم يجد الطبيب موقعه المتميز وسط أهل البلد، وبدأ الناس يتشائمون منه, وصارت النساء يتجهن الى المدن القريبة لحالات الولادة لدرجة ان احدهم دخل اليه في عيادته ذات يوم وطلب استشارته في البحث عن اختصاصي ولادة شاطر، وتحمل الكثير نتيجة ذلك، وصل المنطقة احد مسؤولي وزارة الصحة وقف هذا المسؤول مخاطبا المواطنين اننا اكرمناكم باختصاصي شاطر فضج الجميع بهمهمة مستنكرين كلام المسؤول فقد صار الطبيب نتيجة خطأ غير مقصود غير مرغوب، ولافائدة منه، وبليدا فهذا لقب من الصعب نزعه منهم ..

صار الناس يوزعون صك الشطارة بحسب مزاجهم ويزيد من الامر هؤلاء المستشاريين الذين يوزعون استشارتهم بين الناس ففلان هذا شاطر وهذا بليد, وتنطبق هذا على حال المحامين والقضاة وجميع المهن, قضية قد يخسرها محامي معروف مجتهد فيتداول الناس بلادته وعدم قدرته وهكذا نصير كلنا مستشارين.

وينطبق هذا على حال السياسة في بلادنا احد (اللايفاتية) اكتسب شهرة من جلوسه في استقبال شقق مفروشة في السعودية ساعات طويلة تصل الى نصف اليوم, وهذه الوظيفة رغم تواضعها وقلة العائد المادي لكن الانترنت المجاني متوفر على طول اليوم فوجد صاحبنا انها فرصة لشغل الفراغ في الدخول الى الوسائط فاصبح يهرف بما لايعرف ويتحدث في السياسة واصبح له متابعين من اصحاب الفراغ العريض مع مقدرته في استخدام نبرات صوته ارتفاعا وانخفاضا، اصبح موظف الشقق المفروشة يدلي ويشار ويستشار في شؤون البلاد السياسية والعسكرية بل ينتقد حتى اداء ضباط القوات المسلحة في خططهم العسكرية وسط الخنادق، أقيلوا هذا القائد البليد، بينما هو ينعم في تكييف بارد جالس على اريكة قديمة في احد اركان الشقق المفروشة، ويفرض عليهم المفاريض ومثله ايضا عامل توصيل الطلبات الدليفري الذي اصبح مستشار للدعم السريع وهو في بريطانيا يناقش ويستشار في شأن العامة، وتوزيع الاكاذيب المنمقة والترهات الفارغة التي تزينها ربطة عنق جميلة مزركشة لزوم زبائن الدليفري وهو يصنف كما شاء له التصنيف، وهكذا تجري أمور السياسة في بلاد كتب الله لها ألا ترتاح وينعم أهلها بثرواتها دون ضجيج ..

أكتب تعليقـكـ هنــا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد