الأخبار

نهاية السودان الذي نعرفه !!

121

ثم لا
الجميل الفاضل

نهاية السودان الذي نعرفه !!

عند ساعة الحقيقة، لا مهرب من الحقيقة، إلا الي الحقيقة.
الآن تتساقط كل الخرافات والاساطير القديمة، تتساقط كأوراق الشجر في فصل الخريف.
هذه “العاصفة الديسمبرية” العآتية، من شأنها أن تقتلع أشجار نسب مؤسطرة تدب الآن الشيخوخة في أوصالها، ظلت تضفي على سادتنا وكبرائنا قداسة وتوقيرا زائفا ومصطنعا، توارثته أصلابهم جيلا بعد جيل.
عاصفة من شأنها أن تعصف بإسلاميين، لا علاقة لهم بالإسلام السلس الذي تشربناه منذ الصغر.

الإسلام الذي لخص نبيه مهمة بعثته الأولى، في انها قد جاءت متَممة لمكارم الأخلاق لا أكثر ولا أقل.
وساسة بطيف واسع لا صلة لهم بالواقع، ولا شأن لهم بالسياسة كما ينبغي أن تكون مضمارا للتعاطي بحصافة، مع معطيات الراهن والمباشر والممكن.
إنه واقع سريالي ظل يعبر عنه من الضفة الأخرى.. خبراء عسكريون، يقال انهم، إستراتيجيون، لا يستحقون صفة خبراء، إذ انهم في الحقيقة ليسوا خبراء، ولا شان لهم فيما يبدو بالعسكرية كمهنة، ولا بالإستراتيجية كعلم.
هي ثورة وضعتنا امام أسوأ ما فينا مباشرة، لكي نواجه كل الحقائق عارية تماما.

حقيقة “جيش”.. هل هو لنا كشعب، أم لحزب أو جماعة؟، وحقيقة “شرطة”.. هل لا زالت هي في خدمة هذا الشعب، كما يقول شعارها التاريخي القديم؟، وحقيقة “أحزاب” أكل عليها الدهر وشرب، تقف عاجزة على محك الاختبار، وحقيقة “حركات مسلحة” هل هي أقرب لمعاني الكفاح الثوري المسلح، ام انها ليست سوي عصابات يقودها لوردات حرب؟.. وحقائق، وحقائق، مذهلة أخرى، تتصل بالإدارات الأهلية المزجاة منها للبيع، والمؤدلجة، وطرق صوفية مبذولة لكل حشد، تحت خدمة العرض والطلب.. وهلمجرا.

انها حقائق تجعلنا ندرك باختصار.. اننا لسنا ملائكة كما نظن، وأن الشر ليس من اختصاص الآخرين.
المهم فإن ثورة ديسمبر المجيدة، هي ثورة بالعمق، يتكاثر اعداؤها يوما بعد يوم، كلما تدحرجت جمرتها المقدسة فاقتربت، من حمى ومصالح حزب مسيطر، او جهة مستأثرة، أو من مواريث أسرة مبجلة.

هي ثورة يقودها “غواصون سمر” مهرة نبتوا هكذا، كما ينبت عشب مغامر بين مفاصل صخرة.
غواصون يحفرون الآن عميقا، ليكتبوا نهاية السودان الذي نعرفه، بل وليكتبوا بداية سودان جديد، ربما لا نعرفه الي الآن علي الأقل.
إنها ثورة اضحت نقطة مضيئة في كتاب التاريخ السوداني، سيتبعها ولو بعد حين، سطر جديد.
انها ثورة ضد كل القديم الذي فقد كل مبررات وجوده.
هي ثورة لبناء جديد لم تتبلور الي الآن ملامحه كاملة.
جديد لا زال يتخلق رويدا رويدا، وطورا بعد طور.

لام ألف
“يستطيع السودان أن يقوم على سند من شباب قوي الأسر، قوي الأخلاق، قوي العزم على القيام بمناصرة الحق، في ثقة، وثبات، حتى لكأنه الطود الأشم، أو لكأنه العيلم المسجور”.
محمود محمد طه

حالتي
اشهد الا انتماء الان
الا انني في الآن لا

أكتب تعليقـكـ هنــا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد