الأغنية السودانية مرآة الوطن وصوت الهوية (2)

0

سرور وعشة الفلاتية

ظهور الإذاعة كان له دور كبير في انتشار الأغنية السودانية حيث كانت تبث أغنية كل يوم علي الهواء من البوستة أمدرمان قبل أن تنتقل إلى بيت الأمانة

واضاف بروف عوض أن المذيع صلاح أحمد محمد صالح كان شاعر أيضا وهو شاعر أغنية (يا مسافر وناسي هواك). ومقدم برنامج إذاعي يبث الأغنيات الجديدة في تلك الحقبة. واشتهر بمقولته الخالدة (والآن نفتح حقيبة الفن) وكان المستمعين يسمعون صوت فتح الشنطة الحديد لإستخراج أسطوانات الأغاني لذلك سميت الأغاني في تلك الفترة بأغاني الحقيبة.

ومن الذين سطع نجمهم وقتها إبراهيم عوض وعثمان حسين وأحمد المصطفي

وأكد عوض في حديثة أنه في أحد الأيام حضر سرور إلي الإذاعة كالعادة لتسجيل أغنية فوجد إمراة تدندن بأغاني جديدة وعند السؤال عنها قالوا إن إسمها (عشة الفلاتية) تستعد لتسجيل أغنية في الإذاعة، الأمر الذى ازعج سرور وأثار غضبة وقام برمي (الرق) من يده وأقسم ان لا يغني مطلقا بسبب دخول النساء المجال.

وبالفعل لم يغن بعدها حتي هاجر إلي المملكة العربية السعودية وعمل في قصر الملك فيصل ثم إلي إرتريا التي مات ودفن فيها.

وقال إزداد عدد الفنانيين وأدخل الكاشف الموسيقي في تلك الفترة رغم أنه لا يجيد عزف أي آلة موسيقية مما غير ملامح الغناء.

توحيد الهوية

بعد ذلك ظهر الغناء النسائي فبرزت عشة الفلاتية – مني الخير- أم الحسن الشايقية وكذلك ظهر عدد من الفنانين بأسماء غير أسماء العائلة منهم (سيد خليفة؛ والعطبراوي؛ وصلاح بن البادية)

وقال بعدها بدأت الإذاعة في توحيد الهوية السودانية في اللسان العربي والغناء والأخبار وكل شي باللغة العربية لكنها لم تغفل عن اللهجات السودانية وأغانيها لذلك طرحت برنامج (ربوع السودان) الذي يقدمه علي الحسن مالك لعكس الغناء باللهجات المختلفة

ولم تكن بالإذاعة وقتها أي أغنية لفنان النوبة الاول صلاح ولولي إلا بعد أن قابلته في الاذاعة وتعرفت عليه وتم تسجيل أحد أغانيه بصورة سريعة ليست بنفس الجودة التي تغنى بها في السابق لعامل السن.

ترسيخ وإنتشار

مدير إذاعة البيت السوداني الأستاذ عمر محي الدين قال إن إنتقال الأغنية السودانية في فترة الحرب إلي جنوب مصر كان له الأثر الكبير في إحياء أغنيات وطنية وترسيخ لأغنيات في وجدان الشعبين رغم أن البعض يصف الأغاني بأنها نوبية لكنها سودانية أصيلة يعرفها السودانيين منذ فترة طويلة

لذلك هجرة السودانيين وإمتزاجهم مع المجتمعات المختلفة ساهم في نشر الأغنية السودانية وتعريف العالم بها وبالسلم الخماسي الذي بدأ في الإنتشار عالمياَ

وأضاف الإعلامي أنس الزومة أن الأغنية السودانية في فترة من الفترات إتخذت منحنى قومي وأصبحت أغاني الشمال (لسان الحال غلب) تتردد في كل السودان وكذلك (بنيتي حسابه) بغض النظر عن البيئة التي أخرجتها للناس لكنها أصبحت لسان الجميع في الشارع وغيرها من أغنيات الشرق والجنوب.


الفنان المبدع عادل عثمان الطيب من رواد أغاني الطمبور أطرب الحضور وكان فاكهة المنتدي قال في مجمل حديثه عن الأغنية السودانية أن التراث وتنوع الهوية السودانية هي ما جعلها مختلفة وأضاف لها نكهة لاتشبه غيرها وقال أن البلاد تحتاج إلي الإستقرار لتتكامل الجهود ويعود الوطن كما كان وتنهض الأمة بسواعد بنيها

وكان ختاماََ رائعاََ حيث تغنى بأروع الأغنيات التي نالت إعجاب الحضور وتفاعلوا معها بشكل كبير وقد كان للتوثيق بالمنتدي الأثر الكبير في انتشاره بعدسة الدكتور عثمان البصير احد مؤسسي المنتدي بالمنطقة الذي ساهم في رفع كافة المنتديات علي وسائل التواصل الاجتماعي مما لاقي قبول اكبر قدر من شرائح المجتمع.

أكتب تعليقـكـ هنــا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد