الفقه والاعراف والاتفاقيات الدوليه متفقون علي حسن معاملة الأسري
مقالات
الفقه الاسلامي والاعراف والاتفاقيات الدوليه متفقون علي حسن معاملة الأسري

التعاليم الاسلامية تشجع علي كفالة حقوقة الأسري وصون كرامتهم، يجب أن تتسم معاملتهم بالرفق والاحسان، الاسلام يري في الأسير من الفئات الضعيفه التي تستحق الشفقه، والاحسان، والرعاية مثل المسكين، واليتيم في المجتمع كما في قوله تعالي (ويطعمون الطعام علي حبه مسكيناً ويتيماً وأسيرا) ،
وفي السنه قول النبي صلي الله عليه وسلم عن أبي عزيز بن عمر قال كنت من الاساري يوم بدر فقال الرسول الكريم (إستوصوا بالاسري خيراً) وكنت في نفر من الأنصار فكانوا إذا أقدموا غداءهم او عشاءهم أكلوا التمر وأطعموني الخبز تطبيقاً لوصيه رسول الله إياهم، حيث كان الخبز والرغيف من القمح لم يكن متوفر وشحيح الصحابه المحاربين اثروا علي انفسهم بإطعام الاسري الخبز وهم التمر او البلح
المعامله الكريمه للاسري في الاسلام كان لها اثرها علي الدعوة الاسلاميه وكذلك في المجتمعات حققت معاني الإنسانيه ، وحقوق الانسان واثر ذلك علي النٌبل والرقي الاخلاقي هذه المعامله النبيله للأسري في عهد الرسول صلي الله عليه وسلم
بعد معركه (بدر وحنين) وكثير من المعارك والغزوات أدخلت جماعات وقبائل بأكملها في الاسلام ومبايعه الرسول الكريم، بمعني تحول موقفهم من مناصرة الحزبيه والقبيله والجهويه وإعتقاداتهم السائده الي مناصره الحق المتجسد في معامله اسري الحرب وقصه الاسير (تمامه بن آثال) وهو سيد سادات بني حنيفه حيث عفا عنه الرسول صلي الله عليه وسلم بعد اسره وعاد الي قومه ودعاهم الي الاسلام فأسلمت قبيلته كلها، ومعامله الاسير هنا تكون في الإبتغاء لمرضاة الله لا طلباً للعوض او الحمد منهم
ثم جاءت الاتفاقيات الدوليه بعد الحرب العالميه الاولي والثانيه اتفاقيه جنيف التي أشارت في بنودها الي المعامله الحسنه للأسير ومنع الاعتداء عليه وتعذيبه بل يجب رعايته صحياً وتوفير متطلباته الحياتيه وكذلك الحفاظ علي حالته النفسيه والاجتماعيه هذا من منظور اتفاقيه جنيف الدوليه والفقه الاسلامي في معامله الاسري
الفقه الاسلامي سبق القوانين الدوليه قبل الف وأربعمائه عام والطرفين الفقه الاسلامي وجنيف الدوليه متفقون علي محاور حقوق الاسير الانسانيه ورعايته والحرب الدائره في البلاد يجب علي كل مسلم العمل علي إيقافها والاصلاح بين الفرقاء لان الحرب الاهليه لا غالب فيها سوي أعداء الامه
- الفقه والاعراف والاتفاقيات الدوليه متفقون علي حسن معاملة الأسري
- السودان: إعفاء الأثاثات والأجهزة الكهربائية للعائدين من الخارج من الجمارك
- لجنة حماية الصحفيين: تعرض صحفيين في الفاشر للاختطاف واعتداءات جنسية
- أردوغان: يجب أن تتوقف المجازر بحق المدنيين في الفاشر فورا
- إدانات عربية ودولية واسعة لانتهاكات الدعم السريع في الفاشر
وما يراه المواطنين من إعدام الأسري المتبادل في الحرب الدائره اليوم فإنه ينم عن إعدام المسلم لاخيه المسلم الاسير المخالف له في الولاء السياسي والانتماء المناطقي او القبلي والجهوي والتعالي العنصري
ودم الاسير الكافر معصوم حيث يبقي في حضره المجتمع المسلم حتي يتم آطلاق صراحه ورجوعه الي أهله آمناً فإن كان الحال مع الاسير الكافر فمن الاجدي ان يُحظي الاسير المواطن المسلم بذات المعامله عل الاقل
هل ستنتهي الحرب الدائره في السودان بسبب الاستنزاف المادي والبشري مما يجعل الأطراف المتحاربه ترغب في الصلح بعد (خراب سوبا)، وهذا ما يسعي له خصوم السودان والمتصارعين علي السلطه بتفكيك وتدمير السودان أخذ الثأر والإنتقام والتشفي ما هي الا (حروب جاهلية) التي كانت حياتهم من دم الي دم حيث كان الثأر هو شريعتهم المقدسه
والجاهليه حقبه سبقت الاسلام بنحو 250 عام، ورغم جاهليتهم الا ان الحروب والنزاعات في العصر الجاهلي (داحس والغبراء والبسوس) أوقفتها إتفاقيات ادارها أعيان ورؤساء القبائل مثل الحارث بن عوف، وهرم بن سنان، حيث دفعوا من أموالهم ديات القتلي فكان الصلح وإخماد نار الحرب
وفي هذا العصر الحديث ومن قبله الفقه الاسلامي، وإتفاقيه جنيف الثالثه والرابعه التي تهدف الي حماية المدنين ومعاملة أسري الحرب بالحٌسني عندما يقع أسري الحرب تحت الدولة المعادية او الجهة المتمردة لا تحت سلطه الافراد او الوحدات العسكريه التي أسرتهم وبخلاف المسؤوليات الفردية التي قد توجد تكون الدولة او الجهة المتمردة العاجزه مسؤوله عن المعاملة التي يلقاها الأسري
النذير عبدالله صلاح الدين
نوفمبر 2025

