ديسمبريون .. نعم (3/5)
ديسمبريون .. نعم (3/5)

أمير علاء الدين طه
وان الواقف والمصطف إلى جانبي الطريق متفرجا في اوقات المعارك العظيمة لا يستحق وطنا.. معركتنا بأن هنالك معسكر للسلام يصطف فيه المتضررين الحقيقين من الحرب وأصحاب المصلحة الحقيقية من سلام دائم .. ومعسكر آخر للحرب يصطف فيه المنتفعين الحقيقين وأصحاب المصلحة الحقيقية من هذه الحرب القذرة ..
فاختر لنفسك مكانا بينهما ..
مكان أخلاقيا اولا وعقلانيا ثانيا ..
الصمغ العربي (السوداني)
الماشية السودانية (الثروة الحيوانية)
الموانئ السودانية (على البحر الاحمر )
وهذا النيل العظيم (اطول نهر في العالم يشق السودان شقا بعذوبته) من انتم يا عبيد افريقيا لتنعموا بهذه الجنة على أرضكم . ما بال قومي في السودان يتعجلون الموت..
من سمع بالحرب وشاهدها وعاشها لا يتمناها ابدا فليست هذه ابعاد ثلاثية الظل واللون أنه الموت ببشاعة والتسول ببشاعة ولا إنسانية الإنسان وتصنيفها في محراب اخر غير هذا الطبيعي المدرك أو المفكر أو العابد ..
الحرب تضع واريديها ومريديها في قالب أقل ما يوصف بأنه الإنسان الاول في بدائيته الغريزية وهذا سلم تحت الحيوان ..
فهل أصبح قوم السودان من تلك الصفة والتصنيف ..
نختلف أو نتفق فيمن أشعلها الفتنة لكن ماذا يحدث الان كل ثانية تزداد مصيبة بلادي ..
يزداد القتل المتعمد
يزداد النهب المتعمد
يزداد الاغتصاب المتعمد
ويزداد معها معاناة الجوع والسكن والبرد
طوبى للاجئين والمنفيين والنازحين ..
لماذا لم يتفق طرفا الحرب في حفظ ماء وجه المواطن السودان وقد اتفقوا في في هدنة سمحت الدبلوماسيين بالخروج والمرور والسفر ..
لماذا لا يتفق طرفا الحرب على حفظ ماء وجه المواطن السوداني المغلوب على امره وقد سمحا بمرور وحماية البترول عبر الأنابيب من جنوب السودان للموانئ وتصديره ..
لماذا لا يتفق طرفا الحرب من حفظ ما وجه المواطن السوداني المغلوب على أمره المغلوب على أمره وقد اتفقا وسمحا الدوليين بالدخول والخروج عبر اثنين من موانئ البلاد ..
لماذا لا يتفق طرفا الحرب من حفظ ماء وجه المواطن السوداني المغلوب على أمره وقد اتفقا على قتل المواطن السودان المغلوب على أمره واتفقا على التنكيل به واتفقا على خروجه كنازح أو كلاجئي واتفقا على ملاحقته في كل شبر من بلده بعد أن ترك بيته .
اتفقا على زيادة الماساءة يوميا منذ عام ونص العام ولم يشبعا بعد من دماء سودانية .. هل يعلم طرفا الحرب بأننا كسودانيين لا معادل ثلث سكان مصر ولا ثلث سكان اثيوبيا وأننا في خطر هذا الفناء المستمر يضحك علينا ويشعر بالغبطة من هم يمولون هذه الحرب وهم يعملون على فناءنا جميعا فكم كنا بلهاء ولا زلنا .
يظل طرفا الحرب مجرد أدوات قمئية غير واعية لا بسودانيتها ولا بهويتها الام ، ولا باستراتيجيات بقاءها أو فناءها .
دولة ٥٦
ودولة الفلول
ودولة الجنجويد
ودولة الجلابة
ودولة عرب الشتات
كلها مسميات مفخخة للتعبئة العاطفية لجلاء وزوال الكل وبقاء هذه الأرض فارغة من اي متخذ قرار فيها لاهوتيا كان أو لا دينيا، غير أرضها البكر وصمغها وثروتها الحيوانية وقمحها ومياه نيلها ومعادنها ومواردها، فالسودان من غير السودانيين هو ابرز نتائج هذه الحرب وهدفا بائنا لها، ولان هذا السودان خطر في استقراره للاقليم
هذا السودان خطر في ديمقراطيته ومدنيته للاقليم
هذا السودان مهددا للأمن القومي في حال استقراره، عبر أي من آلياته السياسية واتجاهاته يمينيا او يساريا او ليبراليا، ان الحركة الإسلامية واذرعها التى حكمت ثلاثون عاما وعاثت فسادا قد ساهمت بالقدر الكبير او الكلي في هذا المنعطف ولكنها هي الأخرى كانت أداة دونما وعيها في القعود وتدمير هذا البلد، واذا لماذا اغتيل د.جون قرنق وهو من كان الأقرب للعبور بهذه البلاد شمالها وجنوبها .
وهذا الذي يحمل سلاحا ويقتل ويسفك مغيبا حرفيا كما هو مطلوب لذلك .
إن قراءة تاريخ هذه البلاد يشكل خطرا اقليميا في حال استقرارها، الحضارة والارض الكوشية بداءت قبل التاريخ الميلادي في هذا السودان واول انسان على كوكب الأرض سلالته بداءت في السودان بداءت كما تشير دراسات انثروبولوجية عديدة
لذلك لابد من اتجاهات تفكيرية ونقدية جديدة تتبنى الفلسفة البراغماتية في تعاطيها السياسي الديناميكي لحين الخروج الاولى من هذا النفق . ولربما ننفق كل العمر ليمر شعاع يشق العتمة لهذه الأجيال .
أمير علاءالدين طه
30/10/2025م

