“حبل المشنقة” هو آلة القتل الوحيدة التى تنعمُ بالراحة فى بِلاد السودان

د.عمر الهادى آدم – حِس ومَعْنى

ما من آلة قتلٍ عرفتها البشرية إلا وانهمكت في دورها بتفانٍ في أرض السودان..

فالأسلحة النارية تُعمِل نيرانها في الأجساد ليلاً و نهاراً منذ آماد..

والجوع ونقص التغذية يُشبِع الأرض بأجساد الصغار في كرم أخّاذ..

والسموم بتقاعس الرقابة على الغذاء تنهش الأنسجة الأكباد.. موتاً بطيئاً وفشلاً كلوياً وسرطان..

مُدَى الرعاة و(عكاكيز) القبائل حين تتجشأ الحمِيّة بينهم أو تفسو ظرابين الطغاة..

(سواطير) العصابات، هراوات الشرطة ودهس سياراتها.. فلا فرق إن قتلك تقاعس من يحميك أو قتلك تآمره أو تجاوزه للقانون وتعدي السلطات..

حتى الفقر الفقير الناحل يأبى إلا أن يشارك في السباق تارةً بالقتل مرضاً وتارةً بالقتل قهراً..

إلا (حبل المشنقة) .. فهو آلة القتل الوحيدة التي تنعم بالراحة في بلاد السودان.. يتأرجح في دلالٍ كسائحٍ يرقد بين نخلتين في جزر المالديف، أو كبندول ساعة عتيقة في صالون أرستقراطي.. فتنفَذ الرقاب منه كما ينفذ الماء من الغربال.. وتتعطل الأحكام الموصلة إليه بعطايا المال..

لا غرو، إذ لا يوصل إليه العدل والعدل عزيزٌ في بلادنا يكابد شبابنا ليعيدوه من بعد الإختباء..

وكما قلنا في نص سابق، لن ينصلح حال هذا البلد إلا (بأول عنق) تدقه المشنقة بالحق..

فقد غرقت هذه البلاد في الدماء كثيراً.. كما غرقت في الهمس والمداراة على المجرمين.. بعدها ستتوالى الرقاب المعلقة وستهطل البركات هطولاً..

أبعادعمر الهادى آدم د.عمر الهادى آدم حس ومعنى مقالات أبعاد لقاح المناهج
  • مقالات رأي
Comments (1)
Add Comment