مقالات
أين احتياطي السودان من الذهب؟
بقلم: علي أحمد أبوسالمة
من المعيب حقا أن يتصدر السودان المرتبة الأولى عربيًا في إنتاج الذهب، والثالثة إفريقيا بعد غانا وجنوب أفريقيا، بإنتاج بلغ نحو 64 طنا في عام 2024، ويحتل المرتبة السادسة عشرة عالميا، ومع ذلك لا تتوفر أي معلومة رسمية واضحة في أي موقع إحصائي دولي عن حجم احتياطي الذهب في بنك السودان المركزي.
رغم أن الذهب يمثل المورد الاستراتيجي الأهم في الوقت الراهن، فإن إيراداته لم تستغل بصورة مثلى لمعالجة التشوهات في الاقتصاد المحلي أو لتحقيق استقرار في قيمة الجنيه السوداني.
ويظل التهريب أحد أكبر التحديات التي تواجه هذا القطاع، إذ أدى ضعف الرقابة القانونية على المنافذ البرية والبحرية والجوية إلى تسرب كميات ضخمة من الذهب إلى خارج البلاد دون أن تدخل الدورة الاقتصادية الرسمية، مما يجعل من الصعب قياس الإنتاج الحقيقي أو الصادر السنوي بدقة.
إن إنعاش الجنيه السوداني مرهون بوجود إدارة اقتصادية رشيدة تدخر جزءً من إنتاج الذهب كاحتياطي حقيقي داخل البنك المركزي، لتكون داعما لقيمة العملة الوطنية ومصدر ثقة في الاقتصاد. فلا سبيل لاستقرار النقد دون أن يكون للجنيه ما يقابله من أصول حقيقية. وعلى رأسها الذهب.
إن الاقتصاد السوداني يواجه اليوم تحديات جسيمة، في مقدمتها الفساد وضعف آليات مكافحته، وهي عقبات لا يمكن تجاوزها إلا بإرادة سياسية قوية، ورقابة مالية صارمة، ورؤية وطنية تجعل من الثروة الذهبية منطلقا للتنمية لا بابا للتهريب والضياع.
حفظ الله السودان أرضا وشعبا.