حمدوك .. النظرية و التطبيق

مجاهد نايل

حمدوك .. النظرية و التطبيق

حينما يبحث الإنسان عن معنى لكلمة (الإهدار)، لن يجد مثالا دقيقا يضرب به كتجربة حمدوك في حكومة (الوثيقة الانتقالية)، إهدااااار بكل ما تحمله طاقة حروف هذه الكلمة ..

غير أن التعبير المُحيّر الذي حدث في هذه التجربة، هو العكس تماما !؟
فقد اعتبرها الناس مقياسا (للفشل)، ليس إهدارا لصفات الرجل المطلوبة بشدة هذه الفترة ؟؟

يتحرك لسان السُخط حين تأتي سيرته على الميديا قائلا :

حكم اربعه سنه اها عمل (لينا) شنو، فكّنا بالله بلا حمدوك بلا الجابوك .!!

و إذا حاولت انا، أن ألقي نظرة على فرصة (الأشهر) المعدودة ، التي تم وضع الرجل فيها، سأجدها بالضبط مثل :

أن تمنح أحدهم (قلم بِق)، وتطلب منه أن يفكك بهذا القلم، ماكينة سيارة تحتاج إلى التعمير !!
ولا تمنحه حتى (زرديه) !!
قلم بس ..
بل بس ..!!

قلم البق يا (عزيزي) لا يصلح سوى أن تضع في مقدمة (سنّه)، قطعة قطن صغيرة، لتنظف بها طبلة اذنك، حتى أبادلك ما يدور بذهني ..

وبالطبع سينبع بسهولة من (نبع) الشماتة السوداني الخالد، تسائلا طبيعيا لمواصلة الفوز بمعركة (الكلاماااا) الأبدية، التي ختمت بفشل الرجل دون نقد تجربته بصدق ختم الأبد :

طيب جا ليه وكت ما قادر يشتغل، وبعد عرف ليه ما كان يتكلم بصراحه و يقول للشعب، الناس اتوحدت حولو اكتر زول لقى فرصه !!؟

قبل أن أوضح ما أراه عن حكومة الفترة الانتقالية العسكرية برئاسة (البرهان)، علىّ تفنيد عبارة تستخدم بكثرة عن حمدوك، وهي عبارة (الناس اتفقت واتوحدت حولو)
هذه عبارة تفنيدها يأتي عبر تجربة ثمانية أشهر من الموت والدمار، وحدها الحرب تكفي لنفي كلمة (توحد) بين السودانيين، فهم لم يتوحدوا إلى هذه اللحظة (لعدم قدرتهم) اصلا على التوحد، لان الحرب أكدت تشظيا عجيب !!
وبالتالي فإن (عدم القدرة) على فعل الشيئ، يعني استحالة أن يحدث ابدا، لذا لم يحدث أن توحد السودانيين خلف حمدوك، إنما كانوا يرغبون في تأكيد فشل المدنيين، كما يفعلون كلما أتت سلطة مدنية عبر كل تاريخهم الحديث ..
ولأجل ذلك قاموا بتعظيم حجم تجربة، لا تعدو أن تكون إلا تجربة (مهدرة)، إهداااااااارا شديدا ..

أحممم أححمم :

حمدوك هو رجلا مناسب بلا شك لتأسيس الدولة، وهو (الأنسب) بين السودانيين على الاطلاق، ويحمل الصفات الأساسية التي يفتقدها الوطن ..
الصفات التي انتزعتها من الوطن تجربة حكم (الحركة الإسلامية)
تلك التجربة طويلة الأمد، كبيرة الأذى، معدومة القيمة، ومنعدمة الاخلاق .

يحمل حمدوك صفات (العالمية) كلّها، العالمية التي تم حرمان السودان من الاستفادة منها، والتي جعل فقدانها السودان يدخل ظلام اهل الكهف، في أثناء تقدم البلدان بخطوات سريعة إلى نووور العصرنة والتحديث .

وعالمية حمدوك أيضا تتمظهر في طبعه الشخصي ..
ببساطة أسألك ..
ألا تظن أن حمدوك حين يختفي، فإنه يختفي تماما !؟
هذه ليست من طبيعة المسؤولين السودانيين!!
تعوّدنا من نخبتنا المدمنة للصراخ، على (الضجيج) المستمر بلا توقف، في حلّها و(ترحيلها) …
تعودنا (بكاء) الوزير حين تتم إقالته، بكاااء عديييل بمعنى هذه الكلمة، بكاءا بدموعه و(مخاخيطه) .
تعودنا الاحتجاج ونشر (الغسيل المتسخ) من كل مسؤول تتم إزالته، وتوزيع الاتهامات وتعليق الفشل في الآخرين .
بل تعودنا على المبالغة في الزعل، بتكوين حركة مسلحة جراء الإقالة ..

فلماذا حين يختفي حمدوك يختفي تماما ؟؟
تماااامااا ..
لا تعليق يوضح فيه ما حدث، لا لقاء في القنوات، لا ذكرا لتجربة الحكم مع برهان لا ولا ..؟؟
إنما يختفي، مثلما اختفى بعد انقلاب (اكتوبر) وتوقيعه المريب مع البرهان واستقالته السريعة، ثم يظهر بعد عامين ليقود آلية (تقدم) المدنيه، فجأة كما ظهر ؟!!

لو انتظرتني لبعض الوقت ..
لقلت لك :

في الحقيقة (هو) لا يختفي تماما .
إنما نحن (المُختفين)..!!
لأننا لا ننتبه أن (مستر) حمدوك، يدور في مجال مختلف عن مجالنا الاجتماعي والمغناطيسي (الشماري)

يعني خُذ مثلا هاتف (داليا اليأس)، وافتح (جهات الاتصال) وووبالطبع ستجد:

اللواء عباس عنتر ..
الاعيصر الإعلامي المخضرم
عبدالمجيد عبدربو بتاع الجوازات
سميه السّلفي رئيسة اتحاد (الحنّه في إيديا)
علي ابو علوه مركز كمبيوتر الكلاكله اللفه
ضياء بلال (هيكل) كاتب (قدر الضربه) وبيكتب كمان .!!

وهكذا يعني من أشكال وخلق اسماء في (حياااااتها) ..

أما جهات الاتصال في هاتف مستر (حمدوك) فهي:

جميس انشتاين دبليو كي
صمويل بيكر وكالة ناسا
يو اس اى (ذات نفسها)
نيلسون مانديلا (المرحوم)

وهكذا شاكلة أسماء في حياته (العالمية) ..
فمن الاستحالة أن تتقاطع (شماريا) مع شخص هو اصلا ليس من كونك الشماري ..

يعني هذا أن حمدوك لا يختفي، إنممممما أنت يا عزيزي اصلا (مختتتتفي)..

وحتى لا تظن أنني أستفز أحدا بهذه المقارنة المخجلة جدا جدا جدا ، فعليك أن تعلم أن حمدوك ..
لا يحمل أي (صفة) مفيدة غير هذه الصفة (تحديييييدا) .

(حمدوك لم يأتي لانه سوداني ينتمي الى كردفان ، إنما أتى لانه خواجه ينتمي إلى السودان.)
فقططططط

لا نريد شخصية قوية، قد شبعنا في عهد (نميري)، لا نريد رجلا أنيقا تكفينا أناقة (ود الميرغني) ..
وأكتفينا من الضحك والله العظيم ، فلا نريد (مهابيل) ..
واخيرا..
ولاااااا نريد عسكري ، يكفي هذه الأرض دماااءا، فقد ارتوت حتى أصبح لون ترابها (احمر) ..
وبما أن حمدوك لا يستطيع العمل إلا بطريقة المؤسسات، وقد دمرت (الحركة الإسلامية) المؤسسات كلها بلا فرز .
ثم وضعت اعوانها لعرقلة اي تأسيس مستقبلا، وقامت بزرع (الألغام) في المكان، وحمدوك يجهل كل شيئ ملاعين الحركة الإسلامية في مفاصل الدولة، فإن (الخطة) كانت كالاتي :

حمدوك يعمل في تأسيس الدولة والاقتصاد والبدء بتمهيد وتعبيد طريق المدنيه، بينما تكون أمامه (جرّافة) لجنة إزالة التمكين، في إزالة الالغااااام الكيزانية وتفكيكها ..

فمن الاستحالة أن يستطيع حمدوك، العمل بدون مهام لجنة إزالة التمكين، فقد كان حمدوك يعتمد في تعيين مسؤوليه (كما اتفقت) معه قحت، بتقديم لستّة لكل موقع لمسؤول (جاهزة) ليمحص النتيجة ويختار ..

حمدوك يا سادتي ..
عاش عمر حكم سلطة الكيزان خارج السودان ولا يعرف الاوغاد، بينما السياسيين في قحت يعرفونهم بالاسم والرسم وعلامة الشيطان ..
يعننننني حمدوك لا يعرف الكيزان، بينما لجنة إزالة التمكين تعرف مواااقع الكيزان ..
قد.. كان من المفترض (نظريا)، أن تزيل (لجنة إزالة التمكين)، كل ألغام الكيزان ومخلفاتهم، بينما يعبد المؤسس الطريق .
وما حدس ..
تقدم العسكر بخطوات أمام لجنة التمكين، و لم يتركوا (لغما) الا وفجروه ..
والله لم يتركوا لغما الا (داسوا) عليه أمام أعينكم وفجروه في وجه حمدوك ووجه لجنة إزالة التمكين ..
حتى إذا شعروا بمتعة الجبروت وشهوة الدم التي أدمونها ..
داسوا على (اللغم) الجنجويدي الكبيييير ..
وفجروا البلاد كلها ..!!!

لكننا في كل حال، نحمد الله ونعلم ان كل ما يجريه العالم خير ..
ونشكره أن حمدوك لا يشبه الناس في ردود أفعاله، ولم يقرر مثل الاغلبية أن يعيش حياته منعما، ويقتل بقية الوقت في شراب القهوة وكتابة مذكراته ولقاءات القنوات ويستمتع بكونه (حمدوك) ..
إنما عاد في (المحاولة) ..
ولم يهتم ب: شماتة الجابوك، ولا (دا ما عندو شخصية) يسمعها من ساخط عمبلوق .. المتعسكرين عبدة الكيزان .!!

طريق_المدنيه
أبعاد ابعاد قابل للكسر صحف أخبارعاجل ابعاد برس أخبارعلى مسئولية كاتبه من الاسافيرمجاهد نايلمقالات قابل للكسر للحقيقة بعد آخر
  • ابعاد
  • مقالات رأي
  • من الأسافير
Comments (0)
Add Comment