ما بين كابوكي السوداني وكابوكي الياباني

ما بين كابوكي السوداني وكابوكي الياباني

دخل كابوكي قلوب الملايين من اطفال السودان … أُنشأ مسرح أتشيكوزا التقليدي في اليابان في العام 1916 لاكتشاف عناصر الدراما اليابانيه، ظل هذا المسرح التقليدي هكذا الي إن تمت إعاده تصميمه، وترميمه في العام 1985 ليؤدي دوره المسرحي والدرامي بصورة حديثه تواكب متطلبات العصر، وتطور الحياه والمساهمة في معالجة اشكالات المجتمع الياباني، بالاضافه الي الماده الترفيهية


هل استفاد كابوكي السوداني من تلك التجربه اليابانيه حيث دخل ” كابوكي بوزنيما ” الي عالم النجوميه في السودان، من حيث لا يدري بتقديمه لماده دراميه علي مسرح متجول بصورة بسيطه ، قوامها اطفال كثيري الميول الي اللعب ومعجبي بخفشات خفيفه لطيفه تسعد روح الأطفال وتفرح قلوبهم، وساعدته في ذلك عالم السوشيال ميديا المفتوح ، عبدت الميديا الطريق لمن يريد الوصول الي مقصده من غير جهد وكد وإجتهاد وعناء مهما كان المحتوي والمضمون سيجد رواده وسوقه

دخل كابوكي وتربع علي عرش قلوب أعز شريحه في المجتمع أطفالنا أكبادنا تمشي علي الارض، حيث الطفوله والبراءه التي وصي عليها النبي الكريم بالرحمه علي صغارنا، من منكم من لا يحب الصغار والطفوله اليافعه، كابوكي أحب الأطفال والصغار فأحبوه ومن يحب الأطفال والصغار يظل محبوباً عند الكبار وكل المجتمع …


بدأ كابوكي يقدم ماده غريبه علي المجتمع السوداتي والأطفال، لا ندري مصدرها ومعناها سوي القول بأنها ترفيهيه خفشات دراميه نالت إعجاب الأطفال ظلوا يرددونها بمتعه وإعجاب وأريحيه وهذا إن دل إنما يدل علي التأثير الكبير لوسائل التواصل والقنوات وميولها في تقديم الترندات والكوميديا والدراما الخفيفه الظل، تُكسر حاجز الرتابه والملل كما هو موجود علي التك توك ….


كابوكي شخصيه عجيبه جمع بين البدانه والرشاقه فكان خفيف الدم مُستساق، سهل الهضم فأحتوته وإحتضنته قلوب الأطفال لانه قدم لهم ما تعشقه أفئدتهم ماده ترفيهيه، اذا احسن كابوكي ومن معه توظيفها وترشيدها ستجعل من الطفل إنسان مميز يعتمد علي ذاته، ويكتشف ويطور مواهبه ومقدراته

اما في عالم اليوم الذي تغير فيه كل شئ مقارنه ببرامج تقدمها القنوات الرسميه في الستينات والسبعينات من القرن الماضي جنه الأطفال علي سبيل المثال …

عندما تسمع علي الراديو في صباح كل يوم جمعه، وترنيمات الاطفال يقولون .. اوعي تقطع صفق الشجره عشان ما يجينا جفاف وتصحر….

هذا البرنامج فاز بجائزة تحفيزيه علي مستوي العالم بواسطه منظمه اليونسيف، وايضاً نسمع الأطفال في لحن صادق عذب …
شوفوا دنيتنا الجميله …
كلنا تامين كلنا تامين….
وإن شا ءالله دائما سالمين …
كانوا يقدمون برامج جنه الأطفال ثله من المبدعين منهم شعبان جحا، وحسن سليمان بريقع، والسنينه الحجاج، واخرون متع الله بالصحه والعافيه من كان علي قيد الحياه والرحمه والمغفره لمن إنتقل الي رحمه الله


اما الان أصبح العالم قريه واحده في ظل ثورةالمعلومات يتلقي المجتمع وأطفالنا الغث والثمين وعلي أيادي اطفالنا الآيبات ، والشاشات ، والتلفونات الذكيه، لم تدخل بيت أو منزل والا انك تسمع ترنيمات “كابومي بوزنيما ” وغيرها من البرامج التي يتابعها الأطفال يرددونها ” بوزنيما ” وتغمرهم سعاده وفرحه غير عاديه مما إستثار إعجاب الآباء وهم يدعون كابوكي لزياره منازلهم ودورهم ليلتقي بأحد المعجبين من أبناءهم وأحفادهم بالزعيم كابوكي يحمل معه بعض من الهدايا لأطفالهم

وخلال هذه الأيام والشهور الماضيه إنتقل كابوكي الي شرق السودان في هجرة أهل السودان من ويلات الحرب، حط كابوكي رحاله في كل من القضارف، وكسلا، وبورتسودان حيث الكثافه السكانيه والمدنيه عندها تحولت إمكانيات كابوكي، وطرقت أبواب الإعلام، والإعلان، والدعاية فأصبح يروج للمحلات التجاريه، والكافتريهات، والمطاعم الحديثه، وصالات الأفراح والغنائين الذين ظهروا حديثاً فسطع نجم كابوكي، وأصبح مشهور تحفه الطفوله والبراءه التي قدمت له التميز والشهره والنجوميه في طبق من ذهب..


وفي ظل هذا الجو المشحون بالتناقضات ظهر وجه أخر لكابوكي ونعتبره حسُن بمساعدته للضعفاء ، والمساكين والمرضي خاصه الاطفال بزيارته وجولاته في المستشفيات ويقدم بفدر المستطاع معينات للمحتاجين ويشجع الناس وأهل الخير لصناعة المعروف ولو بالقليل دائما يقول ساعد بما عندك من القليل الذي تملكه وليس الإنفاق لمن يملك المال الكثير وكأنه يقول ( اتقي الله ولو بشق تمره ) …


بهذا إخترق هذا الرجل كابوكي اتفقنا أو إختلفنا معه اخترق جدار قلوب الملايين من الأطفال أحبهم وأحبوهُ وأحبتهُ أسرهم ينبغي لكابوكي والقائمين معه ان يطور برنامجه ليصبح هادف وأكثر جاذبيه يتماشى مع موروثنا الثقافي وعاداتنا وتقاليدنا السمحه كبرنامج تنشئه إجتماعيه لأطفالنا الحلوين مثل برنامج طيور الجنه السعودي الذي بلغ الآفاق رساله ومحتوي ومضمون، في حين عندما كان راديو ام درمان وتلفزيون السودان يقدم برامج للاطفال ثقافيه هادفه ورسالة، كان الكثير من دول الجوار حولنا تنوم في سبات عميق ….

النذير عبدالله صلاح الدين
4 أغسطس 2024

أبعاد ابعاد قابل للكسر صحف أخبارالنذير صلاح الدين مقالاتمقالات قابل للكسر للحقيقة بعد آخر
  • ابعاد
  • رأي عام
  • مقالات رأي
  • من الأسافير
Comments (0)
Add Comment