مراحل إهتمام الإدارة الأميركية لملف السودان
بقلم: على أحمد أبوسالمة
تطور تعامل الولايات المتحدة مع ملف الأزمة السودانية منذ بداية الحرب مر بثلاث مستويات توضح حجم خطورة الأزمة على مصالح واشنطن:
المستوى الأول:
مبعوث للقرن الإفريقي مسعد بولس في البداية اكتفت واشنطن بمتابعة الأزمة عبر مبعوث خاص، في إطار دبلوماسي غير مباشر، مع التركيز على وقف إطلاق النار، دعم الإغاثة، وجمع الأطراف للحوار وقدم مسعد خارطة طريق لحل الازمة ولكنها رفضت من قبل مجلس السيادة السوداني.. (الرباعية) لأسباب عديدة متعلقة في بنودها وأهمها دخول وسيط (الإمارات) وقوبل بالرفض من حكومة بورتسودان لتدخلها ودعمها للتمرد في السودان عسكريا ولوجستيا.
المستوى الثاني:
إهتمام وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو. مع توسع الصراع وتزايد تأثيره على الإقليم، ارتفع مستوى المتابعة إلى وزير الخارجية.
هنا ظهرت أدوات الضغط السياسي والاقتصادي، وتزايدت المشاورات مع القوى الإقليمية ولعل اخر اتصال كان مع وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان لبحث اخر المستجدات الإقليمية حول الأزمة.
المستوى الثالث:
الإهتمام المباشر من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ويعتبر هذا هو أعلى مستوى تدخل، ويستخدم عندما ترى واشنطن أن الأزمة تهدد الأمن القومي العالمي. عندها تطرح العقوبات المباشرة، يتم التنسيق الدولي والإقليمي، ويبدأ التأثير الفعلي في مسارات الحرب والمفاوضات وقد وضع السودان في أولوياته بعد مبادرة قام بها ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان لدي زيارته إلى الولايات المتحدة الأمريكية.
ختاما:
إنتقال ملف السودان من مبعوث خاص إلى وزير الخارجية ثم إلى الرئيس الأمريكي يعكس أن الأزمة لم تعد على طاولة التهميش والنسيان، ولكنها أصبحت قضية أمن واستقرار إقليمي ودولي.
حفظ الله السودان أرضا وشعبا