ود الامين بالذااااات

ود الامين بالذااااات ..

في قاعة الصداقة في ليلة من ليالي الخرطوم ، كان حفلا لوردي ..
انا في المقاعد الأخيرة حيث كنت مقررا ، أن لا تفوتني اي حفلة لوردي في سنينه الاخيره ، لان وردي كان يعرف انها سنينه الاخيره .

سبق الفترة التي كان وردي يقيم حفلته في السودان ، وفيّات فنانين متعددة ..
رحل ( الحوت ) ، رحل بإنسانيته النادره و بصوته الذي إستطاع أن يكون جمهورية ، صوت بس و انسانيه !!
و ..
رحل هاشم ميرغني !! العجيييب !!
الرجل الذي بالعود فقط ، جلس على سطح القمر !!
بسهولة عجيبه تحدى إمكانات وكالة ناسا ، و جلس على سطح القمر ، إماما للمحبين!!

لذلك حين دخل وردي الفرعون بوجدانه الممتد لأكثر من سبعة الااااااف سنة ، جلس بآهة خفيفة ، ثم رفع المايك متحسرا و معزيا الجمهور في رحيل هاشم ميرغني ، ثم قال :
( إن رحيل الفنانيين يخيفني ، فأنا احبكم و اتمنى أن أكون معكم فترة طويله ، الفنان يحب جمهوره و لا يتمنى أن يفارقه ) ..
فأصابتني في الصف الاخير طعنة في صدري ، فمسحتها كما هو التسليم بالقضاء ، فوردي لا محالة راحل و كلنا راحلون ..
لكن ..
في كل كوابيس الموت التي تمر و مخاوف الرحيل ، ولاااااا يوما واحدا خطر ببالي أن ودالاميييييين يمكن أن يموت
لقد كنت على قناعة تامة ، أن محمد الامين خالدا ، خالدا بمعنى أنه هو ذاته لا يمكن أن يموت ، عديييل .
و لا اعرف من اين جاءت هذه الفكرة المستحيلة !!
غير أن الثقة في هذه الموسيقى التي منحنا لها ، الموسيقى التي يستحيل أن يصنعها بشر ، جعلت ( ود الامين ) منيعا من أحوال البشر ، بما فيها الموت ..
فياااااا لغبائي !

قبل إسبوع عندي صديق سوداني من مواليد مصر ، هو مصري التعليم و يحمل نصف هوية الشعبين ، درس الموسيقى و يعزف آلة الايقاع مع الفنانين في القاهرة ، كان يحدثني عن موسيقى الفنانين السودانيين ، فأستدل على روعتها و مكانتها العلمية ، بقوله إن موسيقى ( سوف يأتي ) للفنان ود الامين ، من المقطوعات التي تدرس في كلية الموسيقى في مصر ..
و كنت مبتسما بهدوء ، في حين كنت في داخلي أكاد اقع من الضحك و القهقهة باعلى صوت
يا سيدي ( سوف يأتي ) شنو !؟
ود الامين لو ….. ساي مفروض تكون مادة تدرس في أعلى جامعة
انت ما نصيح !؟
لا يستطيع في هذا الكوكب اي احد أن يضع مقياسا لموسيقى ودالاميييييين
لانه و ببساطة يا حمبررررره .
لم ينتج اي انسان ما أنتجه ودالامين ، فكيف تستطيع قياس ما هو أعلى مقياس !؟؟؟؟ اااا !؟

لقد كتب صديقي عبداللطيف ضفاري وصفا قريبا مما يمكن أن يقال :
إن محمد الامين هو الجامعة و هو بالضبط ( الفُل سوت )
نعم ..يا ضفاري
الفُلللل سووووت في هذا الكوكب ، هو :
ود الاميييييييييييين ياااااا
و ختم عبداللطيف ضفاري

بإذن الله ..
نشوفك بكره في الكوثر ..

مجاهد نايل

أبعاد ابعاد قابل للكسر صحف أخبارعاجل ابعاد برس أخبارمجاهد نايلمقالات قابل للكسر للحقيقة بعد آخر
  • ابعاد
  • مقالات رأي
  • من الأسافير
Comments (0)
Add Comment