مقالات رأي
الجريدة هذا الصباح…
تصريحات وزير الخارجية الأمريكي رسائل تهديد واضحة لقوات الدعم السريع، لكنها تكشف أن أمريكا علمت أن هذه القوات لديها رغبة في اجتياح مدن أخرى، وحصلت على سلاح جديد، وباتت تشكّل خطرًا إقليميًا واضحًا!!

تهديد
طيف أول:
الحياة لا تبدأ بالميلاد بل بالوعي، ولا تنتهي بالموت بل بانطفاء شمعة الأمل في الروح!!
وعبر نافذة القلق، أطلّ ماركو روبيو وزير الخارجية الأمريكي أمس ليعبّر عن خوف بلاده من استمرار القتال في السودان. لكن مشاعر القلق قد لا تنحصر في استمرار الحرب فقط، بل تتخطاها إلى ظهور الدعم السريع على واجهة الميدان العسكري من جديد؛ القوات التي تحرّكت من خطوط الدفاع إلى منطقة الهجوم، أمر لا شك أنه يقلق أمريكا التي تخشى أن يحاصرها السؤال: لماذا لم تتخذ الولايات المتحدة الأمريكية إجراءات حاسمة لوقف هذا الخطر قبل وقوعه، والذي بات الآن يشكّل مهدّدًا إقليميًا ودوليًا؟
فالوزير دعا إلى فرض حظر فوري على تزويد قوات الدعم السريع بالأسلحة، وضرورة تكثيف الضغوط الدولية على الجهات التي تقدّم لها الدعم. وقال روبيو للصحفيين أثناء مغادرته اجتماع وزراء خارجية مجموعة السبع في كندا، إن تصرفات قوات الدعم السريع تعكس عدم التزامها بالاتفاقيات الدولية، مشددًا على وجوب اتخاذ إجراءات حازمة للحيلولة دون تدهور الأوضاع الإنسانية والأمنية في السودان.
وأضاف أن واشنطن تمارس ضغوطًا على الدول التي تزوّد قوات الدعم السريع بالسلاح من أجل وقف تلك العمليات، موضحًا أن هذه القوات لا تلتزم بتعهداتها، وأن من الضروري منع وصول الأسلحة إليها. وأشار روبيو إلى أن الانتهاكات التي تقوم بها قوات الدعم السريع تتم بطريقة منظمة، مؤكدًا أن ما يجري ليس نتيجة تصرفات فردية من عناصر منفلتة كما يُروّج له.
ولم يكتفِ وزير الخارجية بإدانته الواضحة لقوات الدعم السريع، بل قال إنهم يعلمون الدول التي تقدّم الدعم لهذه القوات وكذلك دولًا أخرى، وهو ما يعني أن أمريكا تعلم أن هناك دولًا بعينها تقف خلف الستار لدعم ميدان الحرب. ورفض التعليق عندما طُلب منه تحديد الإمارات العربية المتحدة.
وكشف روبيو عن هدنة اتفق عليها طرفا القتال ولكنهما لم يلتزما بها. وعندما سُئل عن إمكانية تصنيف الدعم السريع كمنظمة إرهابية قال: (إذا كان ذلك سيساعد على حل المشكلة فليكن).
هذه التصريحات لا شك أنها رسالة أمريكية واضحة لقوات الدعم السريع لا تخلو من التهديد، وتؤكد القلق الأمريكي من تحركاتها للسيطرة على مدن أخرى. وهو تصريح لكبح جماح هذه الرغبة الملحّة ومحاولتها وضع يدها على مدن أخرى.
هذا القلق لا تشعر به أمريكا وحدها والذي لخصه مسعد بولس بقوله الوقت الآن للعمل في اشارة منه لتنفيذ خطة الحل، بل تشاطرها فيه جمهورية مصر العربية التي يبدو أنها أكثر قلقًا؛ حيث قال وزير خارجيتها بدر عبد العاطي إن الدولة المصرية تمتلك القدرة الكاملة على حماية حدودها وصون أمنها القومي.
وفلول النظام المسيطرة على قرار الجيش، بالتعاون مع حلفاء المؤسسة العسكرية، تحاول أن تقدّم طبق المساومة لقبول الهدنة ووقف إطلاق النار مقابل تصنيف الدعم السريع منظمة إرهابية.
فالوزير الأمريكي ردّ على هذا السؤال، لكنه كشف عدم قناعته بالطرح حين أجاب: (إن كان هذا يحل المشكلة). وهذا يعني أنه على يقين تام أن تصنيف الدعم السريع لن يوقف تمددها؛ فربما تُصنّف اليوم، وغدًا تجتاح مدن أخرى لتخلّف مأساة إنسانية وتضاعف حجم الكارثة.
لذلك، فإن تصريحات روبيو تؤكد بما لا يدعو للشك أن أمريكا الآن لديها علم جديد بأن الدعم السريع تنوي اجتياح مدن أخرى، وأنها حصلت على أسلحة ومعدات جديدة، وتشكل تهديدًا وخطرًا إقليميًا، وذلك بعد اجتماعات واشنطن بين الطرفين.
فأمريكا لم تتحدث من قبل بهذا الشكل لتعبر عن قلقها، بالرغم من أن الحرب لها ثلاث سنوات، وأن الدعم السريع يتلقى دعمًا خارجيًا منذ بدايتها. حتى بعد أحداث الفاشر قبل أسابيع، لم يصرّح أي مسؤول أمريكي بصورة عاجلة ليعبّر عن هذا القلق والتخوف.
ولهذا، فبدلًا من أن تقرأ المؤسسة العسكرية بعيون الفلول العنوان فقط (تصنيف الدعم السريع منظمة إرهابية)، لا بد أن تنتبه أن القادم قد يكون أكبر من قضية تصنيف.
طيف أخير:
#لا_للحرب
#SaveSudan
حذّرت منظمتان تابعتان للأمم المتحدة من مواجهة ملايين المنكوبين في 12 منطقة أزمات حول العالم، منها السودان وقطاع غزة، خطر المجاعة.
وقالت الشرق إن المنظمتين وجّهتا نداءات للحصول على أموال لسد النقص في ظل تقلّص المساعدات عالميًا

