ارجوك اعطني هذه المانجا
قصة قصيرة
ارجوك اعطني هذه المانجا
مصطفي درش
دكتور مازن الحوري من سكان حي قاردن سيتي الراقي، هذا الحي يختلف من احياء الخرطوم الجميلة كونه يضم صفوة المجتمع, ويمتاز بالهدوء فمعظم سكان الحي من الطبقة الارستقراطية
ومازن طبيب نساء وولادة مهاجر في لندن وكغيره من المهاجرين قضى معظم حياته خارج السودان لكنه يأتي في اجارات لزيارة الاهل وتقديم خدمات تطوعية في مجال عمله.
ذلك اليوم العصيب ومازن يجهز في اوراق العودة ولم يكن بالفيلا احد من اسرته, سمع ضرب متواصل وبقوة على الباب فاستغرب لان جرس الباب الاعمى يراه.
وفي العادة من يفتح الباب هو الحارس فماذا حدث؟
نزل من الطابق العلوي وهو بملابس النوم ليفتح الباب. باغته جنود الدعم السريع مشهرين اسلحتهم في وجهه ويصيحون (فيلول فيلول).
لايدري مازن بعد ذلك ولايتذكر شيء فبعد وقت ليس بالقصير وجد نفسه في غرفة حارس الفيلا ولم يكن الحارس موجود ولم يفهم شيء.
هل ذلك حلم او مجرد كوايس من تعب العمليات الجراحية التي قام بها خلال الايام الفائتة.
باب غرفة الحارس مغلق ولكنه رأى بفتحة التهوية عدد من الدعامة يدورون حول البيت ويحملون اسلحة فصاح فيهم:
فتحوا الباب
افتحوا الباب
من انتم؟! ..
رأى احدهم يحاول تسلق شجرة المانجو في وسط حديقة المنزل وهي الشجرة الوحيدة المثمرة فما عدا ذلك زهور واصيص للزينة.
شجرة المانجو التي زرعها والده قبل مماته واوصاه ان يعتني بها وبدوره كان يوصي حارس المنزل فهي تحتل موقعا مميزا وسط الحديقة.
ولأن سور الفيلا قصير كعادة سكان الحي الهادي فكان منظر الشجرة الطويلة وثمارها (تتلولح) تعطي المكان جمالاً بهياً.
شعر مازن بالجوع فصاح مرة اخرى في الدعامي الذي يحاول تسلق شجرة المانجو ولكنه لم يستطع لثقل البندقية الالية المعلقة على كتفه.
هنا عرف الحقيقة لقد بدأت الحرب, صوت الاشتباكات والانفجارات ولكن من ضد من؟
المهم هو الان معتقل بحجة انه من (الفلول), وجنود يحيطون بالفيلا من الخارج يتجولون ويبحثون عن غنائم بعضهم منسدل شعره كأنه لتوه قادم من كهف, أجسادهم نحيفة كأن الجوع يسكن بين ضلوعهم, شتات غريب ولهجة اغرب. اشتد الجوع على مازن
فصاح في المتسلق: يا جنابو خليني انا اقطع لك المانجا.
صاح فيه الجنابو خليك مكانك يا فيلول, هذه الشجرة حقت الشعب انتوا عملتوها من مال الشعب.
غضب مازن من رد الجنجويدي فصاح فيه: خلاص تعال فكني وحاكمني ان شاء الله تعدمني انا جعان.
سمع قائدهم النقاش الحاد بينهما فأتى مسرعا فقال له مازن حبستوني ولم تعطوني اي أكل، أرجوكم اسمحوا لي بأخذ حبات مانجو، أعطوني المانجو.
رضخ له القائد أمر الجندي بأن يطلق سراحه ويدعه يأخذ حبتين كلما يجوع بتعليمات مشددة.
هدأ غضب دكتور مازن فأخيراً سيجد ما يأكله ولكنه تذكر عصافيره الملونة في القفص فصاح في الجنجويدي طيب عصافيري !!
التفت الدعامي ناحية قفص العصافير صوب بندقيته وأطلق عليها النار فسقطت هي وقفصها ميتة.
- بعثة قنصلية لزيارة الجالية السودانية بالقصيم ب”بريدة”
- وصول وفد مجلس السلم الافريقي السودان لإنهاء الصراع بين الجيش والدعم السريع
- الجيش يبدأ في إجراءات نقل العاصمة المؤقتة إلى …….!!
- عاجل – أكثر من 400 صاروخ .. “إيران” تحرق “إسرائيل”
- وزارة الثروة الحيوانية تُشارِك في النسخة 33 من المؤتمر الدولي بكليرمون فيرون – فرنسا