التعليم العالي وضرورة تحسين شروط الخدمة

25

التعليم العالي وضرورة تحسين شروط الخدمه

بقلم : د.فيصل الزبيرجامعة الخرطوم

ان تحسين شروط الخدمه لمنتسبي مؤسسات التعليم العالي في السودان ظل حلما مشروعا يراود منتسبي الجامعات وهو كان امراً مثيراً للجدل لفترة طويله وسوف يظل كذلك حتي اشعار اخر

وسيظل المطلب بتخصيص كادر وظيفي يخص منسوبي مؤسسات التعليم العالي امر من الاهمية بمكان وحلم جميل منتظر .

انه من المعلوم ان التعيين في مؤسسات التعليم العالي السودانيه يخضع لشروط وضوابط صارمه مقارنة بمؤسسات الخدمه المدنيه الاخري لحساسية الأمر خصوصا انه يتعلق بمستقبل أجيال يجب أن يتم تدريسهم وتدريبهم بشكل كافي لقياده البلاد في كل المجالات من قبل صفوة الصفوة لبناء السودان ونهضته .

فمن المعلوم ان الدول التي شهدت طفرات نوعيه وتقدمت تقنيا واقتصاديا كانت تهتم بالتعليم علي كل المستويات وكذلك البحث العلمي.

ان تجويد التعليم يعني بالضرورة الحصول علي مخرجات نوعيه تقود اليلاد الي التطور والتنمية المطلوبه.

فالذي ينظر الي منسوبي التعليم العالي في السودان هم من أصحاب التميز الأكاديمي الرفيع اولا بعيدا عن أي جهوية او اثنيه او الجندر او اعتبارات سياسيه الا من رحم ربي.

ففي وقت من الأوقات كان الالتحاق بمؤسسات التعليم العالي حلم يراود أصحاب الطموح والارادة والهمم العاليه وكان الانتماء لها شرف لا يدانيه شرف وله نكهة خاصة وبريق لا يقاوم مع وضع اجتماعي مميزا، لان اعضاء هيئة التدريس هم خلاصه الخلاصه.

فبالتالي كانت لمؤسسات التعليم العالي جاذبيه خاصه وفيها مناخ مهني معافي ونظيف نسبيا وكذلك بيية العمل مشجعه للإبداع والتميز والسير في طريق الإسلاف من العلماء والباحثين من اجل الوصول الي قمة الهرم في سلم الترقي الوظيفي والتطور المهني لمن يبذل ويجتهد ويثابر ويتميز عبر لوائح الترقيات الصارمه، فلكل مجتهد نصيب ولكن للأسف في السنوات الاخيره انقلبت الموازين راسا علي عقب حيث أصبحت البيئه الجامعيه طارده وغير جاذبه،لدخول معايير واعتبارات جديده تخص منتسبي التعليم العالي علي راسها التقييم المادي لمنسوبي هذه المؤسسات

فمن المعروف ان أجور الأساتذة يتراوح ما يعادل حوالي ٣٠٠ – ٧٠٠ ريال سعودي وهو مرتب غير مجز تماما أضف الي ذلك عجز الجامعات والمؤسسات ذات الصله عن تشجيع وتوفير أموال للبحث العلمي وهو مقياس التطور الحقيقي وهذا ادي الي العجز عن مواكبة التطور التقني كما يجري في محيطنا العربي و الإقليمي ناهيك عن العالمي .

فبالتالي لم يعد الانتماء لمؤسيات التعليم العالي يمثل حلما جميلا علي الاقل للمتميزين اكاديما من الخريجين فبالتالي تسربت هذه الكوادر الواعده والخامات المتميزه الي دول الخليج والي أوروبا ومنهم من تسرب الي السوق بحثا عن وضع مادي افضل يحقق من خلاله جزء من احلامه المشروعه وطموحاته في اقل فترة زمنيه ممكنه وذلك بدلا من اختيار مؤسسات التعليم العالي والسير في طريق مجهول النهايات مما قد يشكل خللا وفراغا في المستقبل القريب وبالتالي ينهار مشروع تبادل الاجيال.

فنجد مثلا عددا من مساعدي التدريس من الخامات الأكاديمية المميزه بعدد من الجامعات قد تسربوا بعد التعيين وتركوا الوظيفه لأسباب ودواعي مختلفه وبالتالي ضياع فرص ستظل شاغرة للاسباب اعلاه.

فانا اوصي مساعدي التدريس بالصبر علي، هذه الوظيفه الموؤده وان يعلموا ان التطور هو سنة من سنن الحياة فالله عز وجل خلق السموات في ستة أيام و خلق الإنسان في اطوار .

فانت اليوم مساعد تد يس، ولكنك مشروع ونواة لاستاذ وعالم سيشار اليه بالبنان في يوم ما.

فعليك الا الثقة في الله وفي نفسك والتعاون مع زملائك ومع اعضاء هيئة التدريس من اساتذتك. وعليك بالانضباط التام في أداء عملك وان تكون لك مبادراتك الخاصه.

ان عمليه تفريخ عضو هيئة تدريس بمواصفات خاصه ليس بالأمر السهل فهي مهمه شاقه تتطلب مجهودات ضخمه وصرف مادي وزمن.

فالبتالي علي مؤسسات التعليم العالي المطالبه عبر كل الطرق بتحسين شروط الخدمه عبر هيكل وظيفي خاص لتشجيع المتميزين للعوده الي هذه المؤسسات مرة اخي حتي تستعيد القها و بريقها . وعلي هذه المؤسسات تفعيل البروتوكولات الثقافيه مع الدول الصديقة والشقيقه والتبادل الأكاديمي مع المؤسسات ذات الصلة من منظمات عالميه والبحث عن فرص لتاهيل كوادر هذه المؤسسات لمواكبة التطور العلمي والتقني الذي يجري في العالم الان.

ان تنفيذ الكادر الخاص باساتذة الجامعات أسوة ببعض المهن الحساسه يقع علي عاتق الأساتذة أنفسهم بالمطالبه بطريقه مشروعه عبر أجسامهم المطلبيه المختلفه

وكذلك علي وزارة التعليم العالي تبني هذا المطلب المشروع ورفعه الي جهات الاختصاص السيادية بالدوله لضمان استمرار واستقرار الاساتذه وعدم تسربهم بالهجرة الي دول الخليج او الي ما وراء البحار بحثا عن الوضع الأفضل مما قد يخلق فراغ عريض في الجامعات السودانيه مما قد ينعكس سلبا علي الأداء العام لهذه المؤسسات وبالتالي ينعكس كل ذلك علي نوعية الخريج والذي ينتظر منه أن يقود عجلة التنمية في البلاد.

فاساتذة الجامعات هم اساس التطور المنتظر للأمة السودانيه وهم منارات ينتظرها دور تاريخي مضاعف في هذا التوقيت الحرج بعد ان تضع الحرب أوزارها ويقع عليهم دور مهم لقيادة المجتمع السوداني للعبور لهذا المنزلق التاريخي ولعب أدوار ايجابيه في اعادة رتق النسيج الاجتماعي الذي انفرط وتشظي بسبب خطاب الكراهيه السايد هذه الايام ونبذ الاثنية والجهويه.

كما يقع عليهم التخطيط الاستراتيجي المحكم للبلاد للوصول للتطور المتشود عبر خطط قصيرة ومتوسطة وطويلة المدي وعلينا بالنظر لمحيطنا الإقليمي كما في دولة رواندا او عالميا كما في دولة ماليزيا.

اذن علي وزارة التعليم العالي النظر بعين الاعتبار لكل هذه الأمور وعليه ينتظرها دورا كبيرا وتحديات جسيمة لإعادة الحياة لمؤسسات التعليم العالي من جديد بعد أن طالتها يد التدمير الممنهج من تلك المجموعة المتمرده التي ارادة ارجاعنا الي العصر الحجري ولكن هيهات فبالعزيمة والارادة يمكن أن نعيد كل ما تم تدميره وننتقل من تحت الرماد مثل طاير الفينيق وهذا تحد اخر ينتظر الجميع واني متفاءل بشده علي اننا يمكن أن نعود من جديد للحياة .

أكتب تعليقـكـ هنــا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد