الأخبار

تجدُد الإِشتباكات القَبلِيَّة بالنيل الأزرق .. ولجنة الأطباء المركزية تُطالِب بفتح جسر جوى لإِجلاء المُصابين

75

متابعات | وكالات – فرانس برس

لجنة الأمن بالولاية أكدت في بيان ليل الجمعة أن الاشتباكات التي جرت بين قبيلتي البرتي والهوسا أسفرت عن سقوط “31 قتيلا و39 جريحا”، مشيرة إلى أن المواجهات وقعت في مناطق قيسان والرصيرص وبكوري وأم درفا وقنيص بولاية النيل الأزرق.وأضافت أنه تم أيضا “حرق 16 محلا تجاريا”.


وتجري اشتباكات اليوم السبت بمنطقة الرصيرص الواقعة على الضفة الشرقية للنيل الأزرق ويربطها جسر بالدمازين عاصمة الولاية.

تستمر الاشتباكات القبلية في ولاية النيل الأزرق بجنوب شرق السودان وأسفرت حتى الآن عن 31 قتيلا على الأقل وعشرات الجرحى، فيما يحاول السكان الفرار من القتال واللجوء إلى الشرطة لحمايتهم، بحسب شهود عيان ومسؤولين.

وقال مسؤول محلية الرصيرص عادل العقار لفرانس برس عبر الهاتف “نحتاج لقوات إضافية للسيطرة على الوضع، وعقلاء وحكماء لمخاطبة الناس من أجل التهدئة”، مشيرا إلى أن “المواطنين لجأوا إلى قسم الشرطة لحمايتهم”.

وأضاف العقار أن هناك اشتباكات وقعت صباح السبت أسفرت عن ضحايا، لكن “حتى الآن لم يتم إحصاء القتلى”.

وحذّر مسؤول طبي بمستشفى الرصيرص السبت من “نفاد أدوات الإسعافات الأولية”، مؤكدا أن “أعداد المصابين في تزايد بينهم نساء وأطفال”.

وقال الحاكم مساء السبت للتلفزيون الرسمي ان الوضع “تحسن في قيسان لكن المواجهات مستمرة في الرصيرص”.

كما أصدر حاكم النيل الأزرق أحمد العمدة قرارا “بحظر التجمعات والمواكب لمدة شهر” اعتبارا من الجمعة.

وتابع البيان أن السلطات الأمنية في الولاية فرضت حظر تجول بمنطقة الرصيرص من الساعة 18,00 إلى الساعة 06,00 بالتوقيت المحلي.

وقالت فاطمة حماد من سكان الرصيرص لوكالة فرانس برس عبر الهاتف السبت “نسمع أصوات إطلاق نار من اتجاه حي بكوري والحي الجنوبي ونشاهد تصاعد الدخان في المنطقة”.

وكانت اشتباكات وقعت الجمعة بين القبيلتين بمنطقة قيسان الحدودية للسودان مع إثيوبيا، والتي تبعد حوالى ألف كلم جنوب شرق الخرطوم وأسفرت عن مقتل 14 شخصا وجرح العشرات.

واورد أحمد يوسف من عاصمة الولاية “أشاهد عشرات الأسر خصوصا النساء والأطفال تعبر الجسر إلى الدمازين هربا من القتال”.

وقال قيادي من قبائل الهوسا “طالبنا بأن تكون لنا إدارة أهلية ورفضت (قبائل) البرتي ذلك وتحرشوا بنا”.

في المقابل، رد قيادي من البرتي أن “الادارة الاهلية تعطى لصاحب الأرض وهذه أرضنا (…) كيف إذن نعطي الادارة للهوسا”.

وطالب موفد الامم المتحدة الى السودان فولكر برتيس ب”اجراءات ملموسة للسير نحو تعايش سلمي”، داعيا الى “وقف الاعمال الانتقامية”.

وكان النزاع الاهلي تجدد في ولايتي جنوب كردفان والنيل الازرق في 2011. وقد تضرر بسببه نحو مليون شخص بعد تاريخ طويل من القتال بين 1983 و2005.

وتفيد تقديرات الأمم المتحدة بأن 20 مليونا من إجمالي 45 مليون سوداني، سيعانون بنهاية السنة انعدام الأمن الغذائي، وأكثرهم معاناة 3,3 ملايين نازح يقيم معظمهم في دارفور.

“تعتيم إعلامي”

وفي بيان السبت، طالبت لجنة اطباء السودان المركزية المؤيدة للديموقراطية “وزارة الصحة الاتحادية بالتدخل العاجل وضرورة فتح جسر جوي مع الولاية لتلبية معينات العمل وإجلاء المرضى الذين يحتاجون إلى خدمات علاجية متقدمة”.

وكانت اللجنة أشارت في بيان الجمعة إلى أن “هذه الأحداث المؤسفة وقعت وسط صمتٍ مريب وتعتيم إعلامي من قبل حكومة ولاية النيل الأزرق، وعجز تام عن القيام بواجبها القانوني ومسؤولياتها الأخلاقية والإنسانية تجاه المواطنين”.

ومنذ انقلاب قائد الجيش عبد الفتاح البرهان على شركائه المدنيين في السلطة في 25 تشرين الأول/أكتوبر، تشهد بعض مناطق السودان، وعلى رأسها اقليم دارفور، نوعًا من الفراغ الأمني خصوصا بعد إنهاء مهمة قوة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في الإقليم إثر توقيع اتفاق سلام بين الفصائل المسلحة والحكومة المركزية عام 2020.
ويشهد السودان اضطرابات سياسية واقتصادية ويخرج للتظاهر بشكل منتظم آلاف السودانيين في العاصمة ومدن أخرى للمطالبة بعودة الحكم المدني.

لجان مقاومة الدمازين تصدر بيان (حول أحداث العنف والإقتتال القبلي بالنيل الأزرق)

وعلى ذات الصعيد اصدرت لجان المقاومة بالدمازين تحصلت أبعاد برس على نسخه منه

أدعياء الحرب كالحرب تماماً
وأولياء السلم
لا خوف عليهم لا حزن
إذا مروا بهم قالوا سلاماً
وإذا غم بهم نادوا وطن
هذه الحرب وثن…

جماهير الشعب السوداني

مواصلة لسياسات الإنقلابيين والسير علي خطي ونهج نظام الكيزان الساقط بإفتعاله الدائم للفتن والصراعات القبلية لتمرير أو خلق توازنات سياسية جديدة، والتي تستغل فيها السلطة الإنقلابية بعض المكونات القبلية وتعمل علي إعلاء خطاب الكراهية والعنصرية في مختلف مناطق السودان ذات التنوع الثقافي والإثني لتزيد من درجة التوتر والإحتقان القبلي المدعوم في أغلب الأحيان من معظم الأطراف داخل السلطة الإنقلابية عبر مليشياتها وأجهزتها الأمنية لقطع الطريق أمام ثورة الشعب بإبتزازه بزعزعة أمنه وإستقراره.

فها هي أحداث العنف القبلي بإقليم النيل الأزرق تتواصل وتتصاعد في حدتها من بعد عيد الأضحى وإنتشار فتيل النزاع والصراع حتي الآن في كل من (محلية قيسان، ود الماحي ومحلية الروصيرص) مما نتج عنه سقوط عشرات القتلى والجرحي والمصابين وإلتلاف وحرق لبعض ممتلكات المواطنين مثل “الدكاكيين داخل الأسواق”.
كل هذه الأحداث الدامية وحكومة الإنقلاب بإقليم النيل الأزرق ولجنتها الأمنية التي تترأسها الحركة الشعبية “عقار”، في غياب تام وتخلي واضح عن المسؤولية في حفظ أمن وسلامة المواطنين وموارد الدولة.

وفي منحي غريب بعد أن سقط عشرات القتلي والجرحي والسكوت المتعمد من قبل سلطات حاكم الإقليم الإنقلابي طيلة هذه المده دون إتخاذ أي تدابير من شأنها تخفيف حدة الصراع وخفض وتيرة الشحن العنصري الزائد، خرجت علينا السلطة الإنقلابية الحاكمة ولجنتها الأمنية مساءً بإصدار قرارات مرتجلة لا نعتبرها حل للأزمة بل هي هروب للأمام فقط ومحاولة لتعليق المسؤولية في “شماعة” غيرها، ونشرها لمليشيا الجنجويد في الشوارع بدلاً عن الأجهزة النظامية الأخرى يستدعي لطرح مزيد من التساؤلات المشروعة لشكل هذا التحالف ومدى إرتباطه “بصراع الأرض والموارد” المعروف في مختلف أنحاء أرض السودان.

المواطنين والمواطنات الشرفاء

كلنا نسمع ونرى ونعلم ما تقوم به أذرع ورؤوس الفتن عبر نشر خطابها المسموم بدءاً من رموز ورأس الإنقلاب في قمة هرمه الداعم لهذه التحركات ومغازلتهم بإستدعاء القبيلة للبحث عن حواضن بديلة، عبر تفكيك وحدة المجتمعات وهتك النسيج والسلم الإجتماعي واللامبالاة والعبث بأرواح وممتلكات الأبرياء التي لم يسلم منها حتي “الأطفال”، لا لشئ فقط من أجل الحفاظ علي كراسي السلطة وتقاسم ونهب ثروة الشعب أو توفير مخارج أمنه لهم تحول دون محاسبتهم علي جرائمهم في حق الشعب السوداني.

ولكنهم لا يعملون أن ثورة ديسمبر المجيدة تمتلك كل ذلك الوعي الذي سيفضح جميع مخططاتهم والتي سنقاومها أولاً برفع الوعي المجتمعي بضرورة نبذ خطاب الكراهية وتحكيم صوت العقل لحل ومناقشة كل الخلافات والصراعات المفتعلة من قبل السلطة الإنقلابية عبر الوسائل السلمية، للمحافظة علي وحدة وتماسك المجتمعات بإقليم النيل الأزرق وكل أقاليم وولايات السودان المختلفة حتي إسقاطهم والقصاص للشهداء وكل الدماء التي سفكت ومحاسبة الجناة والقتلة.

عليه ندعو نحن في لجان مقاومة الدمازين جميع أطراف الصراع بالنيل الأزرق لضبط النفس والبحث عن الحلول السلمية لوقف هذه الفتنه وحفظ أرواح المواطنين وممتلكاتهم، وعدم السماح لقوى الظلام من الإنقلابيين والكيزان وداعميهم لإستغلالهم والزج بهم في معارك سياسية الخاسر فيها فقط المواطن.
وكما ندعو الشباب والشيب والمرأة وكل العقلاء داخل هذه المكونات بضرورة توعية وتمليك حقائق هذه الفتن ومن المستفيد منها وتفويت الفرصة علي مثيريها لحقن دماء أهاليهم وذويهم وتجنب تطور هذه الصراعات وإستمرارها.

نهيب في لجان مقاومة الدمازين بجموع الثائرات والثوار والأجسام المهنية والمطلبية وجميع قوى المجتمع المدني بتشكيلاتها الإجتماعية المختلفة في القرى والأحياء بمختلف محليات النيل الأزرق العمل علي دعم التعايش السلمي ورفع وعي المواطنيين بضرورة نبذ خطاب الكراهية والبعد عن الإصطفاف القبلي والإستغلال السياسي وإعلاء مصلحة الوطن ووحدة شعبه وإحترام قيم الإنسانية في السلام والعدالة والمساواة والحرية.

نحن في لجان مقاومة الدمازين لا يفوتنا أن نشيد بالإستجابة السريعة وتضافر الجهود والمساهمة الفعالة في تقديم المساعدة للجرحي والمصابين وتقديم العلاج والرعاية الصحية لهم، من قبل الكوادر الطبية والصحية والمتطوعين والثائرات والثوار والمواطنين الكرام لتلبيتهم الفورية لدعوات التبرع بالدم وسد حوجات الطوارئ بمستشفى الدمازين والروصيرص، والتي ما زالت تقدم حتى الآن.

الرحمة والمغفرة للضحايا
وعاجل الشفاء للجرحى والمصابين
وتمنياتنا بإستقرار أمن وأمان الوطن

لجان مقاومة الدمازين – 16 يوليو 2022م – إعلام المقاومة

أكتب تعليقـكـ هنــا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد