الأخبار

حوار | أبرز ما قاله الأمير محمد بن سلمان ولي العهد عن السياسة الداخلية و الخارجية للمملكة العربية السعودية

805

لفت ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، إلى أن حكومة المملكة لا تنظر إلى إسرائيل كـ”عدو” بل كـ”حليف محتمل”، نستعرض فيما يلي أبرز المحاور المتعلقة بالسياسة الداخلية والخارجية في مقابلة الأمير محمد بن سلمان مع مجلة “The Atlantic”

الأمير محمد بن سلمان ولى عهد المملكة العربية السعودية (متداولة)
▪️ التصريحات الواردة في هذا المقال نقلا عن وكالة الأنباء السعودية الرسمية (واس)

قال ولي العهد السعودي عند تشبيه بلاده بدبي وأمريكا: ” إننا لا نحاول أن نكون مثل دبي أو أمريكا، بل نسعى إلى أن نتطور بناءً على ما لدينا من مقومات اقتصادية وثقافية وقبل ذلك الشعب السعودي وتاريخنا، نحن نحاول أن نتطور بهذه الطريقة”، علي حدِّ قوله.

وأوضح الأمير محمد بن سلمان قائلا: ” نعم، فإذا كنت سأخفِّض معدَّل البطالة، وكانت السياحة ستوفر مليون وظيفة في السعودية، وإذا كنت قادرًا على جعل ثلاثين مليار دولار لا تُصرف خارج السعودية، ويبقى معظمها في السعودية؛ كي لا يسافر السعوديون بنفس قدر سفرهم الآن، فيجب عليَّ فعل ذلك، حيث إنهم سيقومون بالسياحة خارج السعودية على أية حال، ولذلك لدينا أمرٌ ثالث نقوله: اختر الضرر الأصغر بدلًا من الضرر الأكبر”، علي حسب قوله.

وشدد الأمير محمد بن سلمان على أن المشاريع التي نُفذت في المملكة لا يمكن أن تكون “منسوخة” بل “فريدة” من نوعها على مستوى العالم.

ورفض الأمير محمد بن سلمان مصطلح “الإسلام المعتدل” مشيرا إلى أنه يجعل المتطرفين والإرهابيين سعداء وتمنحهم مدخلا لاتهام الدولة السعودية بـ”تغيير الإسلام”، مشددا على أن الحقيقة هي أن المملكة ترجع إلى “تعاليم الإسلام الحقيقية” التي خلقت مجتمعات منفتحة ومسالمة يعيش فيها المسيحي واليهودي والمسلم وأضاف قائلا: “نحن راجعون إلى الجذور”، حسب تعبيره.

وعند سؤاله عما إذا كان من الممكن تحديث السعودية إلى درجة إضعاف هويتها الإسلامية، قال ولي العهد السعودي: “دولتنا قائمة على الإسلام، وعلى الثقافة القبلية، وثقافة المنطقة، وثقافة البلدة، والثقافة العربية، والثقافة السعودية، وعلى معتقداتها، وهذه هي روحنا، وإذا تخلصنا منها، فإن هذا الأمر يعني أن البلد سينهار”، حسب قوله.

وبشأن دور الجماعة بنشر التطرف، قال ولي العهد السعودي: ” تلعب جماعة الإخوان المسلمين دورا كبيرا وضخما في خلق كل هذا التطرف، وبعضهم يُعد كجسر يؤدي بك إلى التطرف، وعندما تتحدث إليهم لا يبدون وكأنهم متطرفون، ولكنهم يأخذونك إلى التطرف”.

ولى العهد السعودى الأمير محمد بن سلمان (متداولة)

قال الأمير محمد بن سلمان عن إيران: “إنهم جيراننا، وسيبقون جيراننا للأبد، ليس بإمكاننا التخلص منهم، وليس بإمكانهم التخلص منا، لذا فإنه من الأفضل أن نحل الأمور، وأن نبحث عن سُبل لنتمكن من التعايش، وقد قمنا خلال أربعة أشهر بمناقشات، وسمعنا العديد من التصريحات من القادة الإيرانيين، التي كانت محل ترحيب لدينا في المملكة العربية السعودية، وسوف نستمر في تفاصيل هذه المناقشات، وآمل أن نصل إلى موقف يكون جيدًا لكلا البلدين، ويشكل مستقبلًا مشرقًا للسعودية وإيران”، حسب تعبيره.

وعن النظام الحاكم في السعودية وتطبيق الديمقراطية بوتيرة سريعة، قال الأمير محمد بن سلمان: “إنني أقول إنني لا أستطيع تغيير السعودية من ملكية إلى نظام مختلف، وذلك لأن الأمر مرتبط بملكية قائمة منذ ثلاث مئة سنة، وقد عاشت هذه الأنظمة القبلية والحضرية التي يصل عددها إلى 1000 بهذا الأسلوب طيلة السنوات الماضية، وكانوا جزءًا من استمرار السعودية دولة ملكية. من بين أفراد العائلة المالكة، هنالك أكثر من خمسة آلاف فرد من عائلة آل سعود”، حسب قوله.

ولفت الأمير محمد بن سلمان إلى أن الشيخ محمد بن عبدالوهاب ليس رسولا بل “داعية فقط” ، واضاف قائلا: ” ولكنني واثق لو أن الشيخ محمد بن عبدالوهاب، والشيخ عبدالعزيز بن باز، ومشايخ آخرين موجودون الآن، فسيكونون من أول الناس المحاربين لهذه الجماعات المتطرفة الإرهابية”، حسب تعبيره.

إجابة على سؤال حول عزم المملكة إقامة علاقات دبلوماسية مع إسرائيل، قال ولي العهد السعودي: ” نأمل أن تُحل المشكلة بين الإسرائيليين والفلسطينيين. إننا لا ننظر لإسرائيل كعدو، بل ننظر لهم كحليف محتمل في العديد من المصالح التي يمكن أن نسعى لتحقيقها معًا، لكن يجب أن تحل بعض القضايا قبل الوصول إلى ذلك”، حسب قوله.

بشأن الاتفاق النووي الإيراني، قال ولي العهد السعودي: ” أعتقد أن أي بلد في العالم لديه قنابل نووية يُعد خطيرًا، سوءًا إيران أو أي دولة أخرى، لذا نحن لا نود أن نرى ذلك، وأيضًا نحن لا نرغب في رؤية اتفاق نووي ضعيف؛ لأنه سيؤدي في النهاية إلى ذات النتيجة”، على حد تعبيره.

وعن أمير قطر، قال الأمير محمد بن سلمان: “الشيخ تميم شخص رائع، وقائد رائع”، واصفا العلاقات مع الدوحة بـ”الرائعة والمذهلة”، على حد تعبيره.

وصف ولي العهد السعودي الأزمة التي كانت نتيجة المقاطعة التي فرضتها بلاده والإمارات والبحرين ومصر على قطر بـ”الشجار العائلي”، وقال إنه انتهى.

وتابع الأمير محمد بن سلمان قائلا: “نحن نتقبل ثقافتكم في أمريكا، ونتقبل طريقة تفكيركم، ونتقبل كل شيء في دولتكم؛ لأن هذا الأمر عائد لكم، ونتمنى أن يتم معاملتنا بالطريقة نفسها، فنحن نختلف مع الكثير من الأشياء التي تؤمنون بها، لكننا نحترمها، فليس لدينا الحق في وعظكم في أمريكا، بغض النظر عما إذا كنا نتفق معكم أو لا، والأمر نفسه ينطبق علينا”، حسب تعبيره.

رفض ولي العهد السعودي فكرة التدخل بالشؤون الداخلية للمملكة، وقال عن ذلك في سياق حديثه عن العلاقات مع أمريكا: “ليس لأحد الحق في التدخل في شؤننا الداخلية، فهذا الأمر يخصنا نحن السعوديين، ولا أحد يستطيع فعل شيء حيال ذلك، وإذا كنتَ تعتقد أن لديك وجهات نظر معينة في الشأن الاجتماعي، وكانت قوية، فأنت ستكسب دون الضغط علينا”، حسب قوله.

وردا على سؤال حول ما إذا كان يود أن يفهم عنه الرئيس الأمريكي جو بايدن ما لا يعرفه عنه حاليا، قال الأمير محمد بن سلمان: “ببساطة؟ هذا لا يهمني… إن هذا الأمر يعود إليه، ومتروك له للتفكير في مصالح أمريكا، فليفعل ذلك إذن”، حسب قوله.

ووجه ولي العهد السعودي تحذيرا غير مباشر للإدارة الأمريكية بالقول: “السعودية ليست دولة صغيرة، فهي من ضمن دول مجموعة العشرين، وأسرع البلدان نموًّا في العالم، مما يدفعنا إلى التساؤل، أين تكمن الإمكانيات العالمية؟ إنها في المملكة العربية السعودية، وإذا أردت تفويتها، فهناك أشخاص آخرون في الشرق سيكونون سعداء للغاية، وفي الوقت نفسه تحاول صدهم، أنا لا أستطيع فهم ذلك”، حسب قوله.

أكد ولي العهد السعودي أنه لا يستطيع تغيير الواقع الخاص بتطبيق أحكام الإعادم على شخص يقتل آخر دون ان تتنازل عائلة الضحية عن حقها بسبب وجود نص قرآني حول هذا الأمر، وأردف قائلا: “بغض النظر عمَّا إذا كنت أحب ذلك أم لا، فليس لدي القدرة على تغييره”، حسب قوله.

وتابع: “وأعضاء هيئة البيعة اختاروني لكي أحمي المصالح الخاصة بالملكية، وتغيير هذا الأمر يعد خيانة لأفراد عائلة آل سعود، وكذلك خيانة للقبائل والمراكز والهجر وانقلابًا عليهم، وكل هذه المكونات تساعد على إحداث تغيير في السعودية، ولهذا فإنني لا أعتقد أنهم هم من يتسببون في إبطاء وتيرة التغيير، بل هم الأدوات التي تساعدني على القيام بالمزيد”، حسب قوله.

وقال ولي العهد السعودي عند سؤاله عما إذا كان رجال الدين يمانعون وجود الموسيقى في السعودية: “نعم، يفعلون ذلك، ويجادلون ونحن نجادلهم بدورنا، ومرةً أخرى، نرجع إلى التعاليم الإسلامية، وبالتالي تعد الموسيقى أمرًا ذا خِلاف في الإسلام، وليست أمرًا متفّقًا عليه في الإسلام مع عِلمهم بذلك، وإذا كان متفّقا عليها عند المسلمين، فلدينا أمور في تعاليم الرسول تقول: إن الضرورات تبيح المحظورات”.

أكتب تعليقـكـ هنــا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد