لا تضع كل البيض في سلة واحده !!

36

لا تضع كل البيض في سلة واحده
د. فيصل الزبير

ان النشر العلمي سواء كان في شمل اوراق علميه أو كتب علميه شي مهم علي المستوي الفردي ومهم لمؤسسات التعليم العالي لانه يستخدم في تقييم هذه المؤسسات من قبل منظمات عالميه متخصصه.

أن النشر العلمي شي صعب ويحتاج الي مجهود كبير وصبر ودعم مالي و فني ومعنوي من قبل جهات الاختصاص ومن المقربين.

ان ما كتبته من كتب علميه خلال فترة الحرب اي في الفتره من فبراير ٢٠٢٤ الي فبراير ٣٠٢٥ انما قصدت به وجهه الله اولا و قصدت ابتغاء الأجر من باب العلم الذي ينتفع به وباب الصدقات الجاريه يوم لا ينفع مال و لا بنون الا من اتي الله بقلب سليم.

ولكتابة هذه الكتب كواليس وقصص، فكنت اكتب في ظروف اقل ما توصف به انها غير صالحه للكتابة تماما وغير صالحة للتركيز الذهني من انقطاع متواصل للتيار الكهربائي بالاسابيع مع وجود مليشيا الدعم السريع في شارعنا وبالقرب من منزلي الذي دخلوا فيه عشرات المرات وفي اوقات مختلفه ليل نهارا ولكن الحافظ الله.

كنت مستعدا للموت وللاستشهاد دفاعا عن نفسي وعن اللابتوب الذي كنت اكتب فيه حتي يري ما كتبته النور وحتي لا يضيع هذا المجهود الخارق من قبل هؤلاء القتله المجرمين.

وانا بدأت بكتابة قصاصات علميه مهنيه قصيره في بعض المجموعات المتخصصه في الواتس وطلب مني عدد من الزملاء ان أحول هذا المجهود الي كتاب حفاظا للحقوق وخدمة للعلم والمهنة البيطريه فلهم مني الشكر والتقدير علي تشجيعهم لي وعلي مبادرتهم .

و بدأت في الكتابة رويدا رويدا وبدأت الفكرة تخمر في راسي وتكبر وتوكلت علي الله وبدأت الكاتبه، وبعد فتره وجدت ان الأمر جاد والصفحات ازداد عددها وبدأت كرة الثلج تكبر قليلا قليلا امام عيوني امام اصابعي

وبدأت همتي تزداد وكذلك قويت ارادتي وعزيمتي في المواصله مع ان الزاد قليل والطريق كان طويل ولحسن حظي كانت ربة الكتآاة تنزل علي بشكل متواصل ومنظم ويومي فاحمل القلم واكتب الفكره واتوسع فيها ومرت الساعات والايام و الشهور وانا جالس امام اللابتوب لا أمل و لا اكل ابدا رغم الحرب والمعارك الدايره حول شوارع منزلنا ورغم الفلس والجوع وعدم الشعور بالأمان والهموم الاخري التي تهد الجبال.

ولكن مع الارادة الصلبه والتشجيع المتواصل من بعض المقربين كانت زادي لمواصلة المشوار الطويل.

وفي بالي دوما ان اول الميل خطوه وستعقبها خطوات وان اول الغيث قطره و ستعقبها قطرات وسينهمر المطر بعدها مدرارا وواصلت العمل كفاحا.

وخلال فتره الكتابه الطويله من المؤكد مرت بي عدد من الظروف الصعبه بفراق شخص حبيب للسفر خوفا من هؤلاء الأوباش أو برحيل قريب أو صديق عزيز بالرصاص أو المرض وعدم توفر العلاج

وظلت همومي وسط هذه الظلمات والأمواج المتلاطمه صعودا وهبوطا مع الايام حتي تمكنت في اخر المطاف واخيرا من تكملة البنيان الذي بداته طوبه فطوبه واكملت اعداد وكتابة عدد ١٢ كتاب علمي منها ٥ كتب كنت فقط محتاج ان ازيل عنها الغبار مع قليل من المراجعات قبيل الحرب ولكن وفقني الله من أداء هذه المعالجات خلال هذه الفتره.

و ٥ كتب تمكنت من كتابتها بالتمام و الكمال وكلها باللغة الانجليزية مع الصور التوضيحيه اللازمه إضافة الي كتابين باللغة العربيه الان قيد التنسيق والتصحيح والتدقيق اللغوي وهي جاهزه بنسبة ٩٩% والان عشره كتب الان جاهزه للطباعة في اي دار للطباعه محليا أو خارجيا.

وضعت هذه الكتب في المستودع الرقمي لجامعة الخرطوم حفاظا عليها من الضياع. علما بأنني خلال فترة الكتابه حدثت لي مشاكل علي مستوي الفلاش والذاكره الخارجيه التي كنت اضع فيها نسخ احتياطية حتي لا يكون البيض كله في سلة واحده خوفا من الفيروسات أو أي أخطاء فنيه تقود الي فقدان هذا المجهود الجبار والكبير وكنت شديد القلق ليل نهار خوفا من ضياع هذا العمل خصوصا انه قد تمت سرقة هاتفي الجوال من قبل هؤلاء الأوباش

ولكن الله وتوفيقه كان أكبر من اي مجرم والله هو الحافظ والحمد لله من قبل ومن بعد. وقد اهديت معظم هذه الكتب لروح والدي العزيز ولروح عمي العزيز الفاضل الزبير ولوالدتي العزيزه أمد الله في عمرها والله ولكل طالب الطب البيطري والاطباء البيطريين وشركاؤهم علي امتداد العالم ولي التوفيق.

أكتب تعليقـكـ هنــا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد