مؤتمر دولي لانهاء الحرب وتعزيز موقف واشنطن بالسودان

2

متابعات ابعاد – نبض السودان

بحجّة إنهاء الحرب.. مؤتمر دولي لإسناد “الدعم السريع” وتعزيز موقف واشنطن بالسودان

مرّ أكثر من عامين على الحرب الطاحنة التي عصفت بآمال وطموحات ملايين السودانيين، ولم تترك خلفها سوى الدمار والنزوح والجوع والمرض. ولاتزال التقارير الأممية على الأرض تنقل المعاناة المستمرة للسودانيين من جوع ومرض ونزوح وتهجير وعنف جنسي وذخائر غير منفجرة وفقدان أثر آلاف المدنيين.

وفي الحالة السودانية على وجه الخصوص عندما تسوء الأوضاع العسكرية لقوات “الدعم السريع” تبدأ الدعوات بالتهافت من كل حدب وصوب لمؤتمرات واجتماعات سياسية بذرائع إنسانية، ولكن هذه الدعوات في حقيقتها هي ذات طابع سياسي يهدف لدعم طرف من الأطراف وتحسين موقفه العسكري على الأرض.

وبالرغم من كثرة الكوارث والأزمات التي يعاني منها السودانيين إلا أن الأمم المتحدة والدول المتدخلة بالصراع لا تحرك ساكناً ولا يُسمع لها صوت إلا عندما تتضرر مصالحها. ويظهر ذلك جلياً في معظم الصراعات التي يشهدها العالم وليس فقط في السودان.

دون مشاركة السودان.. اجتماع بواشنطن لحل الأزمة السودانية

وقالت الخارجية الأمريكية بأن الاجتماع سيُعقد على المستوى الوزاري بمشاركة وزراء خارجية الدول المذكورة، إلى جانب وزير الخارجية الأمريكي.

وفي سياق ذو صلة، أعلنت الخارجية الأمريكية عن اجتماع رباعي في يوليو الجاري سيضم السعودية والإمارات ومصر في واشنطن بشأن الصراع الدائر في السودان منذ أبريل 2023.

ويأتي هذا المؤتمر في ظل تصاعد حدة الأزمة السودانية التي خلفت تداعيات إنسانية وأمنية على المنطقة، وشردت الملايين، وسببت لهم المجاعة والمرض.

وكان نائب وزير الخارجية الأمريكي، كريستوفر لانداو، أكد أن الصراع في السودان “يهدد المصالح المشتركة في المنطقة ويخلق أزمة إنسانية حادة”.

مشدداً على أهمية توحيد جهود الرباعية الدولية لإقناع الأطراف المتحاربة بوقف الأعمال العدائية والدخول في حوار تفاوضي شامل.

خبراء: المؤتمر سيزيد التدخل الخارجي بالسودان وسيعمّق الأزمة

وبحسب بعض الخبراء والمراقبين للشأن السوداني فإن مؤشرات الزمان والمكان والمشاركين بالمؤتمر تحمل دلالات سياسية كثيرة، فهي ليست مجرد مناسبة “بروتوكولية”، بل تمثل تحركاً مركزياً يدل على رغبة أمريكية بإعادة التموضع في الملف السوداني.

كما يدل على رغبة المشاركين بدعم أحد طرفي الصراع وإعادة توزيع مناطق النفوذ وفرض حل خارجي وليس إيجاد حل تفاوضي للأزمة. ووفقاً للخبراء، فإن خلاف الدول التي ستشارك به وتناقض مصالحها سوف تكتب فشله.

بينما لم تمانع الإمارات العربية المتحدة تشكيل حكومة مُزمعة بمناطق سيطرة “الدعم السريع” المدعوم من أبو ظبي بشكل مباشر.

وكان سابقاً قد فشل اجتماع استضافته المملكة المتحدة بشأن السودان في لندن في أبريل الماضي، بهدف حشد جهود دولية منسقة، في إصدار بيان مشترك. حيث أعربت مصر والسعودية عن دعمهما للدولة السودانية، بما فيها الجيش.

الأهداف الغير معلنة لاجتماع واشنطن

في سياق متصل، أكد الباحث المتخصص بالشأن السوداني عبد الصمد عطالله بأن مؤتمر واشنطن يسعى بشكل رئيسي لإيجاد حل يحقق مصالح الدول الحاضرة للاجتماع وليس هدفه إيجاد حل ينهي الصراع في السودان ومعاناة الشعب السوداني كما أعلنت الخارجية الأمريكية.

وأشار عطالله إلى أن الهدف الحقيقي والغير معلن للمؤتمر هو دعم قوات “الدعم السريع” وحمايتها من الانهيار، خاصة بعد تقدم الجيش السوداني في الأشهر القليلة الماضية، من خلال إعطائها وقت لتستعيد قوتها وتعيد تسليح وتوزيع قواتها بذريعة “الهدنة” والايقاف المؤقت للأعمال العدائية، خاصة وأن الداعم الأساسي لميليشيا الدعم السريع ومخزن أموالها وحاضنة قادتها هي دولة الإمارات العربية.

وبحسب الخبير فإن واشنطن تريد من وراء الاجتماع توسيع نطاق تدخلها بالملف السوداني، أما الامارات العربية المتحدة تريد منح “الدعم السريع” وقت أكبر ليعيد تجميع قواته وتوزيعها وتسليحها.

ووفقاً لعطالله فإن عدم دعوة أو حضور أي مكون سياسي أو شخصيات سودانية ممثلة للجيش أو “الدعم السريع” للاجتماع، حتى من المحسوبين على المحور الغربي دليل واضح على أن الاجتماع المنعقد يمثل مصالح الدول المتدخلة في الصراع فقط، كما أنه لا يأخذ بعين الاعتبار مصالح الشعب السوداني ولا يهتم بمصيره أساساً.

وختم عطالله، بأنه لا يمكن للولايات المتحدة أن تلعب دور الوسيط في حل النزاع السوداني، لأن واشنطن لا تهتم بمصير الشعوب بل بمصالحها فقط، إلى جانب تحيزها الواضح لصالح قوات “الدعم السريع”.

بدوره قال الباحث في إدارة الأزمات ومكافحة الإرهاب، عبد الناصر سُلم، في حديث لـ”العين الإخبارية”، إن “هذا المستوى من التمثيل الأمريكي الرفيع يدل على أن الأزمة السودانية لم تعد مجرد نزاع داخلي، بل باتت تمثل تهديداً إقليمياً يعيد تشكيل الأمن في القرن الأفريقي”.

وتتهم الحكومة السودانية دولة الإمارات بدعم قوات الدعم السريع، وهو ما تنفيه أبو ظبي.

وكانت “العفو الدولية” قد كشفت، في مايو الماضي، عن رصد أسلحة لدى قوات “الدعم السريع” مصدرها دولة الإمارات، في انتهاك فاضح لحظر الأسلحة المفروض من الأمم المتحدة”، يأتي ذلك بعد إدانة العفو الدولية لتهريب السلاح من الإمارات للسودان.

وكانت صحيفة “لاسيلا فاسيا” الكولومبية المستقلة، قد كشفت عن وجود مرتزقة كولومبين يقاتلون إلى جانب قوات “الدعم السريع” في السودان ويتقاضون رواتب هائلة من الإمارات العربية المتحدة.

أكتب تعليقـكـ هنــا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد