الأخبار

مصطفي علي مصطفي يكتب: حرب الجهلاء

85

مصطفى علي مصطفي (درش)

أكثر ما يؤلم في هذه الحرب العبثية اللعينة هي تركيزها على القضاء على المرافق التعليمية والصحية قبل القضاء على ممتلكات المواطنين البسطاء, مما يمكن ان نطلق عليها حرب الجهلاء, وكذلك عدم وضوع الهدف الرئيسي الذي يختفي خلفه مشروع حميدتي واعوانه, فلو وضعنا للبرهان وجيشه العذر لانه لازال في موقف الدفاع عن نفسه وجيشه، فطبيعي ان يتوجه السؤال للذين يهاجمون المواطنين وينهبون ممتلكاتهم ما هو هدفكم من هذه الحرب؟ ولماذا لايكون لكم هدف ثابت بدل من تعدد الاهداف حسب مجريات المعارك لو كان الهدف كما ذكر حميدتي القبض على البرهان لساعدناكم فيه, وارتحنا من هذا العبث، فمن من العقلاء من يطيق البرهان ؟ فهو من دفن احلام الشباب السوداني الثائر في بدروم القيادة العامة الذي يختبيء فيه.

ولو كان الهدف القضاء على الكيزان فهاهم قادة الكيزان مطلقي السراح بواسطتكم يتجولون في ربوع السودان كما يشاؤون، فلماذا لم تقبضوا عليهم, وان كان الهدف هو القضاء على دولة 56 وازالة كل مظاهر اهل الشمال ورصيدهم النضالي ومكتسبات الدولة فذلك امر بعيد المنال, لم ينجح حميدتي في احتلال اي شبر من ارض الشمال ابتداء من قاعدة مروي الجوية التي ملأت جثثهم صحراء الشمال ولم يتعدوا لافتة شندي

انها حرب الجهلاء فليس لحميدتي مشروع وانما تدمير للبنية التحتية, فمدن غالية على الشعب السوداني كمدينة الفولة لاعلاقة لها بدولة 56 لماذا يتم تدمير منشأتها التعليمية والصحية ؟ ألا يعلم هؤلاء الجنجويد أن هذه المنشآت بنيت بالعون الذاتي وتضافر جهود المواطنين البسيطة، لم تحمل مستشفى الفولة البندقية لتحارب قوات الدعم السريع والموالين لها، ولم ترمي مكاتب التأمين الصحي قنابل عنقودية ولم تقفل مكاتب الاكاديمية الصحية الوحيدة ابوابها في وجوههم ، انهم فقط يحاربون المرض والجهل .

مواطن بسيط في سوق الفولة يعمل بتجارة المحاصيل ينهبون متجره وشقا عمره، هذا المواطن البسيط لو سألته عن الكيزان لأشار اليك بيده نحو كوب الماء الموجود على زير السبيل امام متجره المتواضع، ولو سألته عن البرهان لهز رأسه بالنفي , ولو سألته عن دولة 56 لاعتبر هذا الرقم عدد شوالات محصول الفول السوداني الذي تم سرقته من متجره. انها حرب لست موجهة ضد احد, ليست ضد اقليم محدد, انها حرب ضد السودان واهل السودان انها حرب الجهلاء وحرب المشاريع الفاشلة بأذن الله

أكتب تعليقـكـ هنــا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد