الأخبار

أطياف | جريمة شرطة الامتداد !!

184
أطياف | جريمة شرطة الإمتداد

لم يتم حمل الشاب مدثر كمال على (نقالة) من منزله إلى مركز شرطة امتداد الدرجة الثالثة، ولم يخرج للقسم من غرفة العمليات بإحدى المستشفيات ولم يتعرض لحادث حركة جعله مصابا أو جريحا، وبعدها وصل قسم الشرطة للتحري معه تم اعتقاله من أمام منزله، بواسطة عناصر مركز شرطة امتداد الدرجة الثالثة، ليُنقل نهار الأربعاء إلى مشرحة أمبدة النموذجية جثة هامدة، دون إبلاغ أسرته.

جريمة واضحة ترتكبها الشرطة بعد أن أوقف محامو الطوارئ ولجان المقاومة إجراءات دفن جثة مدثر كمال للشكوك في تقرير لجنة التشريح بعد وجود آثار ضرب وتعذيب على جثته ودون حياء يطالب مركز شرطة الامتداد بفحص المعدة والدم من الجثمان للتأكد من تعاطي المخدرات، الأمر الذي اعترض عليه محامو الطوارئ بغية أن الطلب يخالف القانون، حيث يُفترض أن يأتي من النيابة العامة إلى الطب العدلي وليس من مركز الشرطة.

ولكن لأن الشرطة والنيابة درجت على تلفيق التقارير المضروبة لحماية منسوبي الأجهزة الأمنية والشرطية تعجل مركز الشرطة بالطلب وهو يعلم انه ليس من صميم عمله واختصاصه، فالأجهزة النظامية أصبحت تبحث دائما لذريعة المخدرات لتدمغ بها الشباب حتى تبرر انتهاكاتها وجرائمها الواضحة التي ترتكبها داخل حراسات مراكز الشرطة، وفي الشارع العام،

فمدثر شاب دخل قسم الشرطة بهيئة كاملة وجسم سليم، فما الذي يجعل آثار الضرب تظهر على وجهه وجسمه وهل من يتعاطى المخدرات ويذهب إلى مركز الشرطة تظهر آثار الضرب والتعذيب عليه وهل هذه هي واحدة من أعراض التعاطي ؟!!.

ما حدث لمدثر هو جريمة تضاف لجرائم السلطة الانقلابية، جرائمها المتنوعة الأشكال، التي تتعدد فيها الطرق بنتيجة واحدة هي القتل مع سبق الإصرار هذه الجريمة النكراء حدثت لتذكر كل الذين يحملون بطاقات العفو والغفران ويلوحون بها على المسرح السياسي ليمنحوها السلطة الانقلابية وأجهزتها الأمنية التي كانت وما زالت ترتكب أفظع الجرائم وأبشعها،

حدث ذلك ليكشف لهم الوجه الحقيقي للسلطة الانقلابية، وجهها بعيدا عن أروقة السياسة، سلطة تغلق الأبواب لتصل إلى اتفاق سياسي مع القوى المدنية سرًا في الوقت الذي تغلق فيه الأجهزة الأمنية أبوابها الحديدية لتمارس الضرب والتعذيب على المواطن الذي تنتهك حقوقه وتزهق روحه ويعاني أسوأ أنواع التعذيب في الحراسات والموجع أن جميع الأطراف تمارس كذبها وخداعها (باسم الشعب).

شاب في ريعان شبابه يموت بعد التحري معه في قسم الشرطة وتظهر عليه آثار الضرب والتعذيب ألا يُعد هذا عار في جبين الشرطة السودانية، وهل ستقر الشرطة بجريمتها وتقدم رئيس قسم الشرطة وجميع أفراده للمحاكمة، أم أنها ستقدم تقرير يفيد أن المجني عليه دخل قسم الشرطة بعد أن تعاطى جرعة زائدة من المخدرات ظهرت على وجهه وجسمه وكأنها آثار ضرب !!.

إلى متى تمارس السلطات الأمنية والشرطية قتلها وتعذيبها ودهسها للمواطنين وإلى متى تحمي السلطات منسوبيها من العقاب، فمحاكمة رجل شرطة لقتله مواطن، هو شهادة وقلادة في جبين الشرطة، عكس ما تعتقد أن هذا يضر بسمعتها، فما تحاول تغطيته سيعريها ويجردها من سمعتها هذا إن تبقت لها سمعة تجعل قيادتها تفتخر يوما انها تعمل في خدمة الشعب !!.

طيف أخير:
الأقوال لا تكشف حقيقة البعض .. أفعالهم أصدق من ألسنتهم.

نقلا عن الجريدة

أكتب تعليقـكـ هنــا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد