الأخبار

إذا عَلِمت ما في الخُوَّي لطَويْت الأرض طَّي

333

اذا علمت ما في الخوي لطويت الارض طي

فضل المولي نعمة الله ود.فيصل الزبير

أحييكم احبتي الكرام و متابعي جولاتي عبر ربوع السودان ناشرا للعلم و المعرفة وتبادل الخبرات العمليه والعلميه والانسانية والثقافية والاجتماعيه مع طلابنا في عدد من الجامعات ومع اعضاء هيئة التدريس بها من القضارف شرقا الي الخرطوم وسطا الي نيالا اقصي الغرب والي مدن غرب كرفان ام خيرا جوه و بره.

احيانا من الفوله عاصمة الولايه ودار المسيريه الي عاصمه دار الحمر مدينة النهود العريقة الي الخوي والي مدينة غبيش او ما تعرف بجريبان كواحده من اجمل مدن غرب كردفان.

فانا من خلال تجوالي وجولاتي المتعددة اعتبر ولاية غرب كردفان هي الاجمل وهي الاغني بثرواتها الطبيعيه الزراعيه والحيوانيه والمعدنيه وهي مشهوره بالضان الحمري الذي تربيه قبايل الحمر في تلك المطقه والتي يقدر تعداد الضان فيها بما لا يقل عن ٢٠ مليون راس اي نصف من ضان السودان يعيش فيها في امن وامان وفي مراعي طبيعيه خصبه مما ذاد من ميزاته التفضيلية للاستهلاك المحلي و للصادر.

وهذه الأيام انا ضيف علي هذه الولايه كاستاذ زائر من كلية الطب البيطري بجامعة الخرطوم التي كالعهد بها لا تبخل بمد يد العون والاخذ بيد بهذه الجامعات الولايه كواحد من اهداف الجامعه السامية باعتبارها ام الجامعات السودانيه بحكم الاقدميه وبحكم الجغرافيا والتاريخ.

اذ توجد كلية الانتاج الحيواني والتي ازورها الان فهي تتبع لجامعة غرب كردفان وتحديدا في مدينة الخوي العريقة هذه المدينة التاريخيه ومن هنا اشكر ادارة الكليه الفترة لاتاحتهم لي الفرصة للمشاركة في تدريس وتدريب وتأهيل طلاب المستوي الخامس وهم يمثلن الدفعة الاولي من الخريجين لهذه الكليه الوليده.

ومدينة الخوي معلوم انها تعتبر احد مراكز انتاج الضان الحمري في الولايه وسكانها هم من اهلنا الحمر وتقع في منتصف الطريق بين مدينتي النهود والابيض عروس الرمال.

جمعتني الصدف باحد ابرز زموزها ورجالها المثقفين والمبدعين والذي استقر به المقام في مسقط راسه وفي هذه المنطقة الجميلة باهلها تاركا العاصمة وزحمتها وضجيجها واضواءها وانشأ مركزا ثقافيا في مدينة الخوي يتنقس من خلاله اهل الخوي ابداعا وادبا وفنا ورياضه ويديره بنفسه ويصرف عليه من حر ماله.

انه الاستاذ والاعلامي والصحفي المعروف فضل المولي نعمة الله ولان الرجل لديه افكار تمشي علي رجلين ولديه مشروع ثقافي يريد ان يثبت اقدامه هناك ليكون هذا المركز منارة ثقافيه في هذه الربوع وهذه الديار المشهورة بالتراث الكردفاني الاصيل من شعر وغناء ورقص.

يسعدني ان اعرفكم علي الرجل العصامي والمثقف المتواضع الذي احسن مقابلتي رغم عدم سايق المعرفة به وتكفي الابتسامه وتلقائية الاستقبال وحرارته مما ادهشني وعرفت انني اما شخص مدهش ومهول ولكنه ملئ بالابداع الفطري وهو يظهر معي في الصوره فحكي لي كل قصة حياته وحكي لي عديد من المواقف في حياته وطاف بي بعدد من الذكريات الجميلة حيث امضي الرجل جزء كبيرا جدا من حياته في الشقيقة ام الدنيا مصر ودرس بها وهو خريج اعلام من هناك

هو رجل بسيط ومتواضع لحد الدهشة وتحسبه تربال لاول مرة ولما حكي لي زاد اعجابي وزادت دهشتي فهو اعلامي معروف ومطبوع من ابناء حمر اسمه فضل المولي نعمة الله وهو صاحب و مؤسس جريدة الميادين وهي صحيفه رياضيه كانت مشهوره مطلع ال٩٠ وجريده اخري اجتماعيه ايضا في نفس الفتره، وهو شقيقه الفريق امن و الخبير الاستراتيجي والمحلل السياسي المعروف محمد نعمة الله

والرجل الان يمتلك مركز ثقافي في الخوي كما ذكرت لكم وكان معروف لدي الوسط الاعلامي والصحفي في الخرطوم وتتلمذ علي اياديه عدد من الكتاب والصحفيين الذين صاروا فيما بعد مشاهير في مجال الصحافة والاعلام و هو صديق مقرب للراحل المبدع ودكشنري الاغنية السودانيه الراحل السر قدور وصديق حسن فضل المولي وحضر معهم فكرة مولد وانتاح برنامج اغاني واغاني المشهور قبل رجوع الجنرال حسن فضل المولي الي السودان بعد ان كان الملحق الثقافي للسفارة السودانية بالقاهره

وقال المرحوم الاستاذ قدور للجنرال حسن ان لديه فكرة انتاج برنامح غنائي سوف يدهش ويبهر كل محبي الغناء والطرب في السودان وسيكون هذا البرنامج حديث الناس لسنوات طويله الا هو برنامج اغاني و اغاني المعروف و الذايع الصيت والذي جمع فيه الاستاذ المرحوم نجوم الطرب السوداني من فناني الجيل الحالي ونفض الغبار عن كثير من الاغاني وسلط عليها الاضواء من جديد

فوجد البرنامج القبول الواسع والاستحسان من كل اطياف الشعب السوداني الذين كانوا يتعلقون حول قناة النيل الازرق في امسيات الشهر الفضيل شهر الخير و البركات شهر رمضان في حلقات ماراثونيه يوميه تشد الانتباه وكلما تنتهي دوره ينتظر الشعب السوداني الدوره الجديده والوجوه الجديده التي تحلق بالمشاهد في أجواء من الغناء والطرب الاصيل .

طبعا وافق حسن فضل المولي علي فكرة البرنامج حسب رواية الاستاذ فضل المولي نعمة الله ووافق الرجل علي الفور لفكرة البرنامج واعطي المرحوم الاستاذ السر قدور الضوء الأخضر لتنفيذ تلك الفكرة الجهنمية وقد كان وصادف البرنامج نجاحا منقطع النظير. وقد صدق حديث الاستاذ المرحوم السر قدور حيث ظهر البرنامج و واستمر لعدد لعدد من السنوات وخطف الاضواء من كل البرامج علي شاشة النيل الأزرق علي مدي عدد من السنوات ولازال يحتل الصدارة حتي بعد رحيل صاحب البرنامج له الرحمة والمغفرة.

التقي محدثي مع الشاعر المطبوع والاديب المثقف وابن غرب كردفان الممتلي بالابداع والفن الاستاذ مختار دفع الله الشاعر الغنايي المعروف والذي لديه أغنيات زايعة الصيت فتغني له كثير من العمالقة من مطربين الزمن الجميل مثل المرحوم الاستاذ صلاح ابن الباديه والمرحوم المبدع الاستاذ الامين عبد الغفار والاستاذ المبدع امد الله في ايامه اسماعيل حسب الدائم والمبدع المرحوم وفنان الجماهير والذي امتلك الساحه لفتره طويله قبل ان يرحل الفنان محمود عبد العزيز واخرين سقطوا سهوا من الذاكره

والاستاذ المبدع مختار دفع الله والذي يعتبر منجمنا للإبداع وواحد من القلائل الذين يعرفون اسرار الاغنيه السودانيه وصار ذاكرة متحركه لحركة الفن في السودان .

أما الاستاذ والاعلامي والصحفي فضل المولي نعمة الله فهو ايضا موسوعه لم تجد طريقها للظهور و لم تسلط عليه الاضواء فهو موسوعة ثقافيه حيث امضي جزء كبير من حياته في القاهره مع المبدع الراحل السر قدور وتشبع في القاهره بالثقافة والإبداع حيث تتنفس القاهرة ابداعا ولا ننسي تلك المقولة الاشهر ان القاهرة تكتب ولبنان تطبع والخرطوم تقرا.

والان طاب للأستاذ فضل المولي المقام في دياره ووسط اهله وعشيرته في ضاحية الخوي بغرب كردفان ليعيد اكتشاف نفسه ويحرك عصب الابداع في هذه المنطقه عبر مركزه الثقافي بعيدا عن اضواء العاصمه وصوالينها.

وانا تعرفت عليه كما اسلفت القول خلال زيارتي القصيره الي مدينة الخوي بواسطة صديقي الاستاذ مختار دفع الله بعد ان علم انني في مهمة قصيره في مدينة الخوي. وطلب مني ان اسال عن هذا الرجل الانسان والتعرف عليه عن قرب وقد كان .

الرجل مثل لي إضافة حقيقه ونوعية وسيكون لها ما بعدها بإذن الله. فالرجل للامانة والتاريخ اكرم وفادتي بشده بعد ان عرف انني صديق للجميل الاروع للأستاذ مختار دفع الله، فمختار صاحب الغفشات والذي لا تمل الحديث اليه او الجلوس معه فقابلت الاستاذ فكان لقاءنا داخل مركزه الثقافي المسمي مركز نعمة الله الثقافي والذي سمهاه تخليدا لذكري والده نعمة الله.

وتواعدنا ان نلتقي مرة اخري قبل ان يطوي هذا العام اخر صفحاته وقبل ان يطل علينا العام الميلادي الجديد و قبل ان اغادر مدينة الخوي عايدا الي مقىر عملي بالخرطوم
بروفسير: فيصل الزبير- كلية الطب البيطري
جامعة الخرطوم – 24 ديسمبر 2022

أكتب تعليقـكـ هنــا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد