الأخبار

إستخدام ميزان السيطرة !!

80

أطياف – صباح محمد الحسن

إستخدام ميزان السيطرة !!

شرعت الأمم المتحدة بالأمس في أولى خطواتها لكيفية تنفيذ ثاني أهم بنود منبر جدة الوارد بعد عملية وقف إطلاق النار، وهو فتح الممرات لدخول المساعدات الإنسانية للشعب السوداني بغية تخفيف حجم المعاناة الإنسانية التي يواجهها بسبب الحرب اللعينة التي تعيشها البلاد

وتحاول الأمم المتحدة أن تنفذ مايليها بعدما تحدثت في أكثر من تقرير عن حجم الضرر البالغ الذي وقع على السودانيين والذي وصفته بأكبر معاناة إنسانية في العالم
ولكن قبل ذلك ترى أنها لابد من أن تصل إلى إلتزامات من طرفي الصراع، لذلك يزور المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة رمطان لعمامرة السودان والذي من المتوقع أن يكون قد وصل بورتسودان أمس في زيارة رسمية له.
وقد يحل رمطان ضيفا على مكاتب قيادة الجيش ببورتسودان للحصول على إلتزامات وتعهدات من جانبها حتى تتمكن الأمم المتحدة من إيصال المساعدات في المناطق الواقعة تحت سيطرته


ولكن ومن المتوقع أن تضع الأمم المتحدة فعليا يدها مع قوات الدعم السريع للتنسيق الكامل لفتح الممرات وتأمين طواقم العمل والأتيام المسئولة عن توزيع المساعدات أي عملية الإشراف الكامل لدخول المساعدات الإنسانية
وذلك يعود إلى أن كل المدن التي تستهدفها الأمم المتحدة والتي تضررت من الحرب بصورة أكبر وهي مدن إقليم دارفور والعاصمة الخرطوم، تقع تحت سيطرة قوات الدعم السريع

كما أنه وقبل وصول لعمامرة الي بورتسودان هاتف أمس الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش قائد الدعم الفريق محمد دقلو والذي أكد إلتزامه التام بالتعاون مع جميع منظمات الأمم بما يساهم في معالجة الأوضاع الإنسانية التي يواجهها المدنيون في مناطق سيطرة قواته، وأعرب حميدتي لأنطونيو غوتيريش ترحيبه بتعيين رمضان العمامرة مبعوثا خاصا للأمين العام للأمم المتحدة

ولأن الجيش شعر بتحركات الأمم المتحدة ونيتها في تنفيذ خطة المساعدات الإنسانية واستخدام ميزان السيطرة على الأرض، كان لابد أن يرسل رسالة عاجلة للمجتمع الدولي ليخبره عن التطورات الميدانية الجديدة وأن مدينة امدرمان التي بها مطار وادي سيدنا أصبحت تحت سيطرة القوات المسلحة


والعطا يعلم أن الأمم المتحدة ستبدأ تنفيذ عملية دخول المساعدات الإنسانية بإقليم دارفور و العاصمة الخرطوم لذلك، قال العطا إن امدرمان تحت سيطرة الجيش وسنذهب قريباً لنحرر دارفور ولم يقل ولاية الجزيرة أولًا، وإعلان الأمم المتحدة فتح ممرات سيكشف تلقائيا عن الجهة العسكرية المسئولة عن دخول المساعدات بالتالي سيكشف لمن القرار على الارض


لذلك فإن المعارك هذه الأيام هي سباق في ميادين السيطرة فكل طرف يسعى الي أن يتم تنفيذ العملية بالتعاون معه ومع قواته وليس سباق للحسم النهائي على الأرض فإن كان للسبب الأخير، لوعد العطا المواطنين بالعودة إلى منازلهم في أسبوع على الأقل.

طيف أخير: لا للحرب

قال الخبير الإقتصادي والأستاذ بمعهد الدوحة للدراسات العليا الدكتور حامد التجاني علي إن السودان خسر بسبب الحرب مالايقل عن 120 مليار دولار وهو مايعادل ميزانية 12 عام

حوار مع عقار !!

حاول نائب رئيس المجلس الإنقلابي مالك عقار في حوار علي شاشة تلفزيون السودان، حاول إلقاء مسئولية الهروب من منبر جدة من على عاتق الجيش ووضع مسوغاً غير صحيح
ولخص الأسباب التي تعترض المفاوضات في نقطة خاطئة وغير مقبولة
وقال عقار (إن الأسباب التي تعترض المفاوضات تعود لإشكالات تمثلت في الدولة المستضيفة التي تحرص علي مصالحها أكثر من حل المشكلة وأيضا أمريكا التي تمارس نفس الشي).
وهذا حديث فضفاض وغير دقيق ولم يقدم عقار دليلاً واحدا على ماقاله فماذا طلبت الوساطة حتى يعرف الشعب السوداني إن كان المنبر يخدم مصلحته ام مصلحتها!!
ولكن عقار عجز عن تقديم مبرر للهروب من الطاولة والحرص على إستمرار الحرب وعدم قبول التفاوض.

فالرجل من واقع منصبه يكشف أن معرفته بما يطرحه المنبر معرفة شكلية وسطحية للغاية فالشعب السوداني يعلم مايدور هناك، ولنقف مع عقار في ثلاث نقاط فقط طرحها منبر جدة في أول يوم تفاوض وهي أن الإتفاق ينص في بنوده على وقف الحرب وإستعادة الحكم الديمقراطي وإبعاد قيادة طرفي الحرب من المشهد السياسي، فهذه النقاط ليست ضد مصلحة الشعب السوداني ولا تخدم مصالح السعودية وامريكا، ولكنها في حقيقة الأمر ضد مصلحة العسكريين وفلول النظام البائد و عقار إستغل المنبر لتمرير الكذب والتدليس على المواطن البسيط الذي أراد أن يقول له زوراً إننا نرفض التفاوض لأنه يخدم مصلحة الوساطة ولا يخدم الشعب السوداني ولكن مايعلمه الشعب السوداني عن الإتفاق أكثر مما يعلمه عقار ومدير التلفزيون القومي فالشعب أوعى من أن ياخذ المعلومة من أفواه شخصيات دعمها للحرب أكبر من حرصها على وقف الحرب
ويكشف عقار عبر حواره للقومي أن السودان لايملك دليلا واحدا لإدانة دولة الإمارات العربية والتي إتهمها بدعم قوات الدعم السريع كما قال الفريق ياسر العطا، وقال عقار إنهم في الحكومة السودانية يعرفون الدول التي تدعم التمرد لكن توجيه الإتهامات من غير أدلة ملموسة يدخل السودان في إشكالات مع المؤسسات الدولية

إذن السلطات الانقلابية أدركت انها يمكن أن تدخل في إشكالات مع المؤسسات الدولية بعدما أطلقت اتهاماتها على لسان شخصية قيادية مهمة في الجيش.
كما أن هذا التصريح عبر التلفزيون القومي والذي جاء على لسان نائب رئيس المجلس الانقلابي مالك عقار، يمكن أن يكون دعوة صريحة للدول المتهمة لمقاضاة السودان الذي إتهمها بلسان قائد وجاء الآن ليخبرها عبر قائد آخر، إنه لايملك الدليل !!

وفيما يتعلق بالتفاوض فعندما يجلس الجيش مع الدعم السريع على طاولة واحدة في منبر جدة يجب أن يخرج عقار بعدها ليخبر ذات الشعب الذي كذب عليه الآن لماذا يوقع الجيش على إتفاق يخدم السعودية وامريكا ولا يخدم الشعب السوداني على أن يكون الحوار على تلفزيون السودان فالحديث من أي قائد عن عدم عودة الجيش لطاولة التفاوض هو حديث يكشف عن بعُده عن غرف القرار وعدم إلمامه بما يحدث حوله فالعودة إلى التفاوض تجاوزت حدود رغبة الجيش في التفاوض وأصبحت خطوة لتحقيق رغبة الشعب!!

طيف أخير: لا للحرب

بعثة تقصي الحقائق بشان إنتهاكات حقوق الإنسان تشرع في جمع المعلومات وتفتح نافذة مع الشعب السوداني لتقديم الأدلة
الجريدة

الجريدة

أكتب تعليقـكـ هنــا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد