الأخبار

إيغور سوبوتين: إستياء الولايات المتحدة يزيد من إهتمام “السودان” بقاعدة بحرية “روسية”

81

▪️كتب إيغور سوبوتين، لصحيفة “نيزافيسيمايا غازيتا”

▪️اضطرار الخرطوم للبحث عن نقاط ارتكاز جديدة في علاقاتها الدولية، ومصلحة روسيا في ذلك.

▪️يتوقع العسكريون الروس والقيادة السودانية جولة جديدة من المفاوضات المباشرة بشأن تنفيذ الاتفاق الثنائي على إنشاء مركز لوجستي للبحرية الروسية في البحر الأحمر.

ليلة الخامس والعشرين من أكتوبر، اهتز ميزان القوى الذي ظهر في السودان بعد الإطاحة بالرئيس عمر البشير في العام 2019، عندما أدى الصراع بين الجناحين العسكري والمدني بالقيادة الانتقالية إلى تنحية المدنيين.

بدأ الوضع يتغير بعد ردة الفعل القاسية من المجتمع الدولي. ففي الحادي عشر من نوفمبر، أعيد، بأمر من البرهان، تشكيل مجلس سيادة البلاد وتجديده، بعد حوار بين القوى العسكرية والمدنية.

وأعربت روسيا بدورها عن أملها في أن يساعد تنفيذ الاتفاقات التي تم التوصل إليها على تسوية الوضع.

وفي الصدد، قال خبير مجلس الشؤون الدولية الروسي، كيريل سيميونوف، لـ”نيزافيسيمايا غازيتا”: على الرغم من التنازلات المقدمة للجناح المدني للحكومة، لا يزال الجناح العسكري في القيادة السودانية يشعر بالتهديد بفرض عقوبات من الغرب والتدخل الخارجي المحتمل، لذلك فهم مضطرون البحث عن نقاط ارتكاز جديدة يمكن أن تكونها روسيا أو الصين.

وأضاف: “أصبحت لهم مصلحة أكبر في مشروع القاعدة العسكرية الروسية، من أي وقت مضى: فيمكن استخدامها كعامل يمنع التدخل الخارجي المحتمل”.

وبعد الإعلان عن حل وسط بين السياسيين المدنيين والعسكريين، قالت إدارة الرئيس الأمريكي جوزيف بايدن إنها تتوقع مزيدا من التقدم نحو تسوية الوضع في السودان قبل استئناف برنامج المساعدة المالية المعلق.

وبحسب سيمونوف، فإن تدهور العلاقات بين الخرطوم وواشنطن قد يفتح آفاقا إضافية لعمل الجهات الروسية غير الحكومية في السودان.

▪️المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب

▪️المصدر : روسيا اليوم (RT)

القاعدة الروسية فى السودان – د. نورهان الشيخ

▪️كشف رئيس الوزراء الروسي، ميخائيل ميشوستين، في 6 نوفمبر تشرين الثاني، عن اتفاق روسى سوداني حول إنشاء مركز لوجسيتي على شواطئ البحر الأحمر السودانية، وتطوير وتحديث بنيته التحتية بهدف صيانة السفن الحربية الروسية، وتموينها، واستراحة أفراد طواقمها.

ويقع المركز في منطقة «ترينكيتات» شمالي بورسودان، ويستوعب أربع سفن، بما فيها تلك المزودة بتجهيزات نووية، وأثار توقيع الاتفاق والسير قدماً نحو إدخاله حيز التنفيذ العديد من التساؤلات حول الرسائل التي يحملها، وتداعياته على التوازن الاستراتيجي في المنطقة.

الدلالة الأولى من الاتفاق تتعلق بتوجهات السودان، ودوافعه، ومستقبل العلاقات الروسية السودانية، فالقاعدة تشير إلى حرصٍ سوداني على الانفتاح المتوازن على العالم، ودرء خطر هيمنة قوة دولية واحدة، أو غطرستها في التعامل مع السودان. فعقب ثلاثة عقود من الانغلاق على الذات، والتوتر في العلاقات السودانية الأمريكية، تؤكد الخرطوم أن انفتاحها متوازن،

ويهدف إلى تحقيق المصالح السودانية. وأن وجود قوة كبرى على شواطئ السودان يمثل، من وجهة نظر الخرطوم، تعزيزاً للقدرات الدفاعية السودانية، حيث إن الدفاعات التي ستحمي المركز ستساعد في حماية البوابة الشرقية للسودان، وهي عامل ردع ضد أي محاولة للاعتداء على السودان، أو محاولة للتدخل السافر في شؤونه، وضرب استقراره، وأمنه القومي.

▪️تطوير الأسطول السوداني

المركز اللوجستي الروسي سيمكن السودان من الحصول على الدعم الروسي اللازم لتطوير الأسطول السوداني، وتنمية القدرات البحرية والعسكرية السودانية، ويتيح فرص التدريب للسودانيين داخل القاعدة على منظومات متطورة، فضلاً عن إمداد السودان بمنظومات دفاعية حديثة ومتطورة،وستقدم روسيا للسودان مجاناً، أسلحة ومعدات عسكرية بهدف تنظيم الدفاع الجوي للمركز اللوجستي المقترح.

وفى هذا السياق، تسلمت قيادة البحرية السودانية في قاعدة بورتسودان البحرية «فلمنجو»، سفينة تدريب حربية مهداة من روسيا، وتعد السفينة إضافة حقيقية لقدرات القوات البحرية السودانية، خاصة في مجال التدريب. من ناحية أخرى، ستكون القاعدة قوة دافعة للتعاون بين البلدين في مختلف المجالات الاقتصادية، والتقنية الأخرى.

حيث تتسع القاعدة عادة لتشمل ورش صيانة ومراكز اتصالات ونظم دفاع جوي، ما يضاعف من عدد الأفراد العاملين فيها، إلى ما يقرب من 1200 شخص، ويتوقف هذا التوسع على رغبة البلدين في دفع التعاون بينهما، وتطويره مستقبلاً.

▪️تعزيز الحضور الاستراتيجي

الدلالة الثالثة تتعلق بالتنافس الاستراتيجي العالمي الذي يتمدد بوضوح نحو إفريقيا، فعلى مدى قرون ممتدة كانت أوروبا هي ساحة التنافس الاستراتيجي العالمي بين القوى الكبرى، ومع الصعود الآسيوي الملحوظ نهاية التسعينات، بدأ التنافس الاستراتيجي العالمي يتجه إلى آسيا، وكان إعلان أوباما ما سمي بسياسة «الارتكاز على آسيا»، أو «إعادة التوازن إلى آسيا»، لأول مرة في نوفمبر 2011، مؤشراً قوياً على ذلك. وسرعان ما امتد التنافس الاستراتيجي العالمي للقارة الإفريقية،

ويعد المركز اللوجستى خطوة، أو نواة يمكن تطويرها إلى قاعدة عسكرية بحرية متكاملة، على غرار ما حدث في طرطوس السورية، لاسيما وأن الشاطئ في المنطقة كبير، ويسمح بالتوسع، ومن المعروف أن الفارق بين المركز اللوجستي والقاعدة هو في عدد السفن التي يمكن استضافتها، وحجم الأطقم العاملة فيها،

فقد سبق المركز اللوجستي الروسي افتتاح أول قاعدة عسكرية للصين خارج أراضيها فى جيبوتي عام 2017، ومن المعروف أن منطقة القرن الإفريقي تستضيف 11 قاعدة عسكرية أجنبية، وتعد جيبوتي أكثر الدول استضافة لهذه القواعد، كما أن الأسطول السادس الأمريكي ناشط بحرياً، وعسكرياً، في المنطقة، الأمر الذي يدفع القارة الإفريقية، خاصة منطقة القرن الإفريقي، إلى مسرح التنافس الاستراتيجي بين القوى الكبرى الفاعلة.

على صعيد آخر، يسهم المركز اللوجستي الروسي في تعزيز الحضور الاستراتيجي الروسي في المنطقة العربية، والشرق الأوسط، في ضوء مثلث القواعد البحرية الروسية في سوريا – السودان – ليبيا، وما لذلك من تداعيات استراتيجية هامة.

▪️حلم موسكو

الدلالة الثانية تتعلق بالحضور الروسي في منطقة البحر الأحمر، والمحيط الهندي، وإفريقيا بصفة عامة، فقد كان التواجد العسكري المستقر في هذه المنطقة حلماً يراود موسكو منذ الحقبة السوفييتية، وسعى الاتحاد السوفييتي للحصول على موطئ قدم في منطقة البحر الأحمر، وكانت هناك محاولات مع الصومال، ثم إثيوبيا، إلا إنها لم تكلل بالنجاح. ومن المعروف أنه لا يوجد تشكيل بحري روسي في المنطقة، وتوجد فقط سفينتان في المحيط الهندي، وعدد من الغواصات الروسية التي لا يمكن كشفها وتتبع مسارها بالأقمار الصناعية.

وتعد السفن الأربع في المركز اللوجستي الروسي في السودان أول تشكيل بحري روسي في المنطقة، ورأس جسر وموطئ قدم هام لروسيا، وهو تشكيل يعد صغيراً نسبياً، ولكنه هام وفعال، ويلبي احتياجات روسيا، وحجم التواجد الذي تريده في المنطقة. ولموقع المركز أهمية استراتيجية كبيرة، ويتمتع بثقل بحري كثيف عبر البحر الأحمر، وقناة السويس، ومن ثم فإن تثبيت قدم روسية في المنطقة له أهميته بالنسبة لموسكو.

كما أن وجود المركز سيساعد روسيا على توسيع حضورها البحري في منطقة القرن الإفريقى، وإفريقيا بصفة عامة . ويتيح المركز آفاقاً رحبة لتنمية التعاون العسكري الروسي الإفريقي، ويفتح الأسواق الإفريقية للسلاح الروسي.

▪️نقلا عن صحيفة الخليج

أكتب تعليقـكـ هنــا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد