الأخبار

الأبيض تشيعٌ فاكهتها وشيخ ظرفائها محمد توم مبروك (تومي)

173
▪️كتب : وضاح السعيد – خاص أبعاد برس

▪️ما أجملَ أن يكسيك الناسِ ثياب الحب في بلد أرخص مافيه الإنسان، يا صاحب هبني شيئاً من صبرك فإن زماني قاسي مثل سنان الرمح، وأنا مثلك تبكيني دمعة طفل، ولأني أجهل سر (قبولك) عند الناس يمكنني أن أغرق صحاف الدفتر بالكلمات، لكني لا أقدر مثلك أن أمنح غيري البسمات، لعلي يوماً أسكن مثلك كل (قلوب الناس).

▪️(تومي المبروك) محطة من اللطف في (حي القبة) بالأبيض عروس الرمال

في مشوار الحياة اليوماتي مابين الصعب والسهل وما بين الجبل والسهل وما بين الصبي والكهل نمر بمحطات في شوارع المدينة الرئيسية ريبا في شارع فلسطين الشعبية والمصرية في شارع القلعة وبابل في حي الدرجة والغربي أو (التمنة) الغربية في شارع الوحدة

محطات تمر بها العربات ويعبر بها الناس وهم في سعيهم وكدهم بحثاً عن لقمة العيش الحلال التي تمنعت وصار دونها التعب والضنك والكد والعرق،،،

محطات تقصدها عنوة فهي في طريقك لمنزلك أو مكان عملك تعبر بها وأنت ساه وشارد ومهموم، لا تنتبه إليها ولا تتفرس في ملامحها – إلا في لحظات نادرة عندما تبتسم لك الأيام وهي في هذه الحقبة ابتسامة نادرة ،،،

ولكن محطة تومي في حي القبة ، محطة تقصدها عنوة وأنت في كامل وعيك ورغبتك لكي تنعم بوصاله وتستمتع بحديثه ،

▪️تاريخ مدينتنا علي الدوام يرتبط بالأشخاص فهم قد شكلوا تاريخها وأثروا وجدان أهلها وساكنيها

يقصد الناس (تومي) من داخل وخارج السودان للحصول علي لحظات من الطرفة والضحكة والحميمية ، بل إن رفيق درب الراحل تومي سعادة السفير عثمان السيد فضل السيد – الرجل القامة كان يصدر طرف تومي لخارج السودان ويصطحبه لزيارة أثيوبيا لسنوات وسنوات أيام عمله سفيراً هناك،

▪️الجلوس في حضرة تومي إدمان لا فكاك منه ولا علاج له إلا بتعاطي كبسولات قفشاته المبذولة للجميع

لتومي عشاق ومريدين كشيوخ الصوفية ، يتحلقون حوله ويتواصلون معه علي الدوام وينهلون من معين لطفه الذي لا ينضب، عندما تأتي للسلام عليه ويكون مشغولا” بأمر بما يقابلك بابتسامته المعهودة ومعها تعبير wait aminute – ومن ثم يحلق بك، وعند المساء يقابلك ب happy night – وفي طريق عودته للمنزل يودعك ب happy dreams ونرد عليه ضاحكين، تصبح علي خير خواجة تومي ،،،

تومي، الاجتماعي المجامل والمشارك في الأفراح والأتراح، تومي الرياضي المطبوع وعاشق المريخ المتبتل ولم أر في حياتي من هو أكثر عشقاً (للمريخ) من عمنا تومي، أثناء مباريات المريخ الأفريقية والدورية وخاصة مع الند التقليدي (الهلال) يحمل تومي جهاز الراديو الخاص به ويجوب شوارع حي القبة متوتراً يرفع صوت الإذاعة عندما تكون الكرة بين أرجل لاعبي المريخ، ويغلقه عند الهجمات المضادة،

تتمني أن ينتصر المريخ لكي يمتعك تومي بقفشاته النابعة من سعادته بفوز المريخ وتشتهي أن ينهزم المريخ لكي تستمتع بردوده للهلالاب وجرسته الشديدة وهروبه من أمامهم وبعد هزيمة مرة للمريخ من الهلال بأقدام سادومبا، قابلني قائلاً : إنتا ال (……..) سادومبا ده جابوه من وين ؟ (الله لا بارك فيهو)،

وفي أستاد الأبيض كان للراحل المقيم (تومي) صولات وجولات، عندما يكثر مهاجم المريخ المخضرم خليفة من الاحتفاظ بالكرة يصيح به تومي (فكها يفك حنكك)

وفي زمان الأنس والسمر في حي القبة وفي تلك الأمسيات الصيفية الجميلة، أيام أن كانت الأبيض عاصمة للأمن والأمان قبل هذا العصر التبشي الأغبر، كان تومي يوقف دافوري أولاد القبة في الخور قبل مغيب الشمس قائلاً لهم : خلو يبرد شوية،

كان تومي يردد كثيراً في أيامه الأخيره أنه في شوق للقاء أهله وأحبابه الذين رحلو للدار الآخرة، وكان يقول لنا أن باطن الأرض قد أصبح أفضل من ظاهرها ،،،

نسأل الله أن تكون أرض الأبيض الطاهرة قد أحسنت استقباله وأكرمت وفادته وجمعته مع من أحبهم في سدر مخضود وطلح منضود وظل ممدود وفاكهة كثيرة لا مقطوعة ولا ممنوعة، اللهم إنا نشهدك أننا كنا نحب عبدك تومي ونهفو إليه ونشهدك أنه كان يسري عنا ويخفف آلامنا ويزيل أوجاعنا بلطفه وظرفه وقفشاته ومداعباته،

▪️وداعاً(تومي) نظل علي الدوام
نصافح وجهك في طلعة الشمس
أو في خطي العابرين ،،،
نتعلم منك ثبات الصخور بوجه الرياح
ونارالتحدي ونور اليقين ،،،
فأنت من أناس هم(الكون) و(الرحلة الخالدة)،

اللهم إنا نسألك أن تتقبله عندك القبول الحسن وأن تجعله باسما” وضاحكاً وهاشاً وباشاً كما كان في الدنيا ،،،
اللهم إنه كان ضيفاً في الدنيا فأجعله مقيماً في قصور الآخرة في جنة دانية القطوف أعدت للمتقين ،،،

تعازينا الحارة للأهل والعشيرة ولأهل حي القبة الأوفياء ولآل علوبة وآل أبو حراز وجيران الفقيد وأصدقائه ومحبيه وعارفي فضله، للسيد السفير عثمان السيد وللأخ عزيز ود السد ولمجاهد أبو حراز ومصعب كمال وحسن حاج الفكي (طوستة) ولأولاد أبو راسين مصطفي ومحمد وإسماعيل والسر علي وصديق البخيت ومحفوظ عليش ونزار الجعلي ولعبدو بكري،

أكتب تعليقـكـ هنــا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد