الأخبار

الثروة الحيوانية بين الماضي والحاضر والمستقبل

436

خاص أبعاد برس

▪️د.فيصل عمر احمد الزبير
▪️بروفسير مشارك – كلية الطب البيطري – جامعة الخرطوم
▪️رئيس دائرة البحوث البيطريه جامعة الامم العربيه

الثروة الحيوانية بين الماضي والحاضر والمستقبل

▪️يجلس السودان علي صدارة الدول العربية والافريقية من حيث تعداد المواشي كما يحتل المركز الخامس عالميا اذ تقدر ثروتنا الحيوانيه بعد انفصال دولة جنوب السودان بحوالي (116 مليون) راس علي حسب تقديرات وزارة الثروة الحيوانية الاتحاديه 41 مليون منها ضان و 32 مليون ماعز و 30 مليون ابقار و 5 مليون ابل و 8 مليون فصيله خيلية.

وللاسف ان 80% من هذه الاعداد مملوكه لدي القطاع التقليدي الذي يهتم بالكم دون الكيف وبالتالي تعاني من طرق التربية التقليدية في جميع مناحيها وهذا من الاسباب للتي اقعدت بها وجعلت مساهمتها ضعيفه في الناتج المحلي الاجمالي للبلاد من العملات الصعبه.

ان الارقام الرسميه التي تساهم بها الثروة الحيوانيه في الناتج المحلي الاجمالي تقدر بحوالي مليار وتصف المليار دولار في المتوسط خلال العام علي حسب افادات بنك السودان علي الاقل قبل ثلاث اعوام من اليوم وهذ كان يمثل حوالي 17% من الدخل المحلي الاجمالي للسودان واما الاموال التي لا تعود الخزينة وتمثل الاموال التي لا تظهر في الموازنه العامه اي يتم التصرف فيها بعيدا عن اعين الدوله عبر التهريب والطرق الغير شرعية الاخري لا تقل عن 3 مليار دولار في العام.

في الوقت الراهن ومنذ عهود للوراء وللاسف معظم الاموال لا ترجع للخزنه في شكل دولار وهذا هو اس البلاء

اما اسباب ضعف مردود مساهمة الثروة الحيوانية في الانتاج الاجمالي المحلي تشمل، ان 80% كما ذكرت اعلاه من القطيع القومي مملوك لدي القطاع التقليدي، الاهتمام بالكم دون الكيف،

عدم تقديم خدمات إرشادية كافيه لهذا القطاع لتطويره ونقله من الوضع التقليدي الي وضع افضل،

عدم استخدام التقنيات الحديثه قي مجال تحسين النسل من نقل الاجنه وغيره من تقنيات وخاصة في قطاع ابقار الالبان،

عدم ادخال الحيوان في الدورة الزراعيه في المشاريع القوميه الكبري للاستفادة من المخلفات الزراعيه،

عدم توفير الرعاية والعناية البيطريه بالشكل المثالي للقطيع القومي،

عدم الاهتمام بجانب التغذيه، الضعف الوراثي لسلالاتنا من حيث انتاج الالبان واللحوم،

عدم توفر الكوادر البيطريه الوسيطه، عدم تدريب الكوادر البيطريه التي تعمل في الحقل بالتواصل مع العالم الخارجي ونقل تجارب الدول الناجحه في هذا المجال،

الحصار والمقاطعه الاقتصاديه من الخارج وبالتالي توقف الدعم الفني واللوجيستي وبالتالي عدم امكانية نقل او الحصول علي التقنيات الحديثه لزيادة الانتاج الراسي،

الخلل الاداري من قاعدة الهرم الي قمته في جميع مناحي ادارات الثروة الحيوانيه الاتحاديه و الولايية، عدم وجود قاعدة بيانات تخص القطيع القومي،

عدم إجراء الاحصاء الحيواني منذ عام 1976, عدم دعم برامج البحوث لعلمية المرتبطة بتطوير قطاعات الثروةالحيوانيك المختلفه

عدم دعم المعامل البيطرية القوميه والولايه المناط بها تقديم خدماتها للقطيع القومي بالشكل الامثل،

عدم توفر البنية التحتية من طرق مواصلات لربط مناطق الانتاج بمناطق الاستهلاك و بالمواني والمطارات للصادر

عدم توفر مواعين نقل كبيره لتقليل تكاليف الترحيل، وعدم توفر مصادر للطاقه،

عدم وجود خارطة استثمارية جاذبة وواضحة لاستقطاب رؤوس الاموال المحليه والعربية ومن وراء البحار

تهميش وزارة الثروة الحيوانيه وجعلها من وزارات الترضيات،

عدم الاستعانه والاستفاده من الخبراء ولعلماء السودانيين في مجالات الثروة الحيوانية المختلفه ومغادرة معظم هذه الكوادر الي خارج البلاد بحثا عن الحياة الافضل

عدم الاستقرار السياسي والأمني والاقتصادي للبلاد مما انعكس علي جميع مناحي الحياة في السودان وكذلك مشكلة التهريب عبر الحدود المفتوحه مع عدد من الدول وهذا ناتج من ضعف الحس الوطني للمدربين الذين يخربون الاقتصاد وعدم وجود القوانين التي تردع مثل هذه الأعمال .

السؤال الاهم والمحوري ما هي الاموال المتوقع الحصول عليها اذا تم حل جميع المشكلات اعلاه وتم تحريك كل قطاعات الثروة الحيوانيه في السودان بالشكل المثالي للتربيه ليعمل هذا القطاع بطاقته القصوي full capacity.

فقطاع الالبان ومشتقاته مثلا لوحده علي الاقل ممكن ان يسهم بما لا يقل عن 20 مليار دولار في العام وهذا يحتاج الي عمل ضخم وكبير اذ اننا نحتاج علي الاقل حوالي 3 مليون راس من الأبقار ذات الانتاجية العاليه للالبان عبر استيراد اجنة من سلالات الفريزيان او الجريسي والتي يصل انتاج البقرة الواحده منها في الموسم حوالي 20 الف لتر مقارنة ب 2 الف لتر للسلالات المحليه وهذا يكلفنا حوالي 5 مليار دولار علي الاقل لشراء الاجنه وتوفير رعاية وادارة مثاليه لهذا القطيع الجديد

فخلال ثلاث اعوام فقط من بدايه هذا البرنامج يمكن ان نكتفي ذاتيا و نبدا في التصدير للالبان ومشتقاتها وبالتالي يمكن ان يساهم هذا القطاع بما لا يقل عن 20 مليار دولار في العام واكثر

ويمكن ان يتم هذا البرنامج عبر شراكات ذكيه مع رؤوس الاموال الوطنيه او العربيه في شكل برامج تكامل اقتصادي او مع مستثمرين من وراء البحار بضخ اموال ضخمه في هذا القطاع مع اعطاء ضمانات كافية لهم لحفظ حقوقهم

ويمكن للحكومة ان تدخل كشريك بنسب محدده وذلك عبر وضع خطط وبرامج استثمارية جاذبة وواضحه مشجعه وكذلك الحال في مجال قطاع اللحوم المذبوحة المصدره او المصنعه بحيث يتم ايقاف صادر الحي للاستفادة من القيمة المضافة لهذا القطاع فيمكن ان يسهم هذا القطاع ايضا بما لا يقل عن 20 مليار دولار في العام .

اما قطاع الجلود فهو من القطاعات المهمه والتي يجب الاستفادة القصوي منها عبر تطوير الصناعات الجلديه ومنتجاتها بانشاء مدن صناعيه متكاملة تستوعب اعداد كبيره من الكوادر الفنية والعمالية وذلك عبر بيوت خبره عالميه ممكن ان تساهم في الناتج الاجمالي المحلي للسودان بما لا يقل عن 10 مليار دولار إضافي العام.

بما يعنى أنه يمكن لقطاعات الثروة الحيوانيه ان تدخل علي البلاد ما لا يقل عن 50 مليار دولار في العام.

هذا بشرط ان يكون التطوير لهذا القطاع بعيدا عن القطاع التقليدي واتباع النظم العلمية الحديثة ونظم الإدارة المثاليه وتفادي جميع المشاكل المعوقات التي ذكرتها في الاعلي حتي ينطلق هذا القطاع وهذا يحتاج بالطبع الي الارادة و الاستقرار السياسي والامني والاقتصادي. وهذا ما نقصده بالضبط عندما نتحدث عن تفجير طاقات هذا القطاع الحيوي

اما اذا استمر الوضع كما هو عليه الان فإننا سوف نظل ندور في حلقة مفرغه الي ولا نجني منها غير الحسرة والضياع ويمكن ان نعتبر باننا دولة فاشله في الادارة والتخطيط والتطوير مع العلم ان العالم كان ينتظر ان نكون سلة غذاء العالم العربي علي الاقل وأن نلعب دور في globale food security اي ان نكون سلة غذاء العالم بالكامل لما لنا من امكانيات زراعيه من اراضي خصبه وتوفر المياه.

الان نحن تستحق لقب رجل افريقيا المريض بجدارة وبحق وحقيقة لان الله خبي السودان بمل هذه الامكانيات وظل الشعب يعاني ويعاني حتي في الحصول علي الالبان واللحوم للاكتفاء الذاتي بشق الانفس

واذا نظرنا الي مجمل المشهد هذا يعني ان قطاع الثروة الحيوانيه الان يعمل بطاقة تصل 3 % فقط في المساهمة في الناتج الاجمالي المحلي اي المساهمه ب (مليار و نصف المليار دولار) مع ان الطاقة الكليه لهذا القطاع يجب ان تكون (50 مليار دولار) في العام، او ليس يمثل هذا الأمر قمة الفشل الاداري ؟! بالتالي انطبق علينا بيت الشعرالعربي المعروف (كالعير في البيداء يقتلها الظمأ والماء فوق ظهرها محمول)

أكتب تعليقـكـ هنــا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد